الأربعاء , ديسمبر 25 2024
آبرام روفائيل

وداعا ملاك كنيسة مارجرجس والأنبا رويس بتورنتو

مدحت عويضة

 بينما كنت أقلب حسابي علي شبكة التواصل الإجتماعي وإذا بخير حزين ومفاجئ ؛ فقد نشر أحد الأصدقاء خبر رحيل الصيدلي آبرام روفائيل.

سارعت بالاتصال ببعض الأصدقاء الذين أكدوا لي الخبر وامتلكتنى حالة من الحزن الشديد وشريط طويل من الذكريات دار في رأسي عن هذا الإنسان الوديع، المُحب، متواضع القلب الذي كان يعيش كملاك في وسطنا.

قبل أن أتشرف بمعرفته، كنت أذهب لكنيسة مارجرجس بنورث يورك في المناسبات بدعوة كريمة من الدكتور رأفت جندي وفي كل احتفال يكون في القاعة ، كنت أجد شخص طيب هو وزوجته يقوما بخدمة الحضور،  ولم أكن أتوقع أن من يقوما بخدمة  الحضور فى هذه المناسبات هما من صفوة المجتمع ومن رموز الجالية المصرية فى كندا وكبار الداعمين للكنيسة

 وعرفت أنهما صيادلة ويقوما بهذه الخدمة بكل محبة وعطاء للكنيسة وشعبها وحبا في شفيعها الشهيد العظيم مارجرجس.

كبر هذا الإنسان في نظري جدا وتقربت إليه لأتعرف عليه أكثر، من دردشتنا الأولي عرفت أنه من المراغة وقريب لزوجة خالي المحامية مرڤت إبراهيم وشقيق دكتور العظام “أرميا” في طهطا،  ويالها من دنيا صغيرة يا آبرآم

 وكما هي صغيرة فهي أيضا فانية وقليلون من فهموا مثلك أننا غرباء وأيامنا فيها قليلة ولابد أن نتركها

 ثم كانت انتخابات مقاطعة أونتاريو ليجمعنا عمل مشترك مع آبرام فقد كان داعما لزملائه الصيادلة بن شنودة وفريد واصف ،ويبدو أنه ورفاقه قاموا بتقسيم العمل بينهم فكان نصيبه العمل مع بن شنودة  الذي كنت أعمل أنا ايضا لمساعدته فكانت فرصة لنلتقي أكثر ونتكلم أكثر ونتقارب أكثر.

كان آبرام بسيط جدا وقليل الكلام وكنا عندما نجلس نادرا ما يتكلم. كان كل من حوله يثقون في حكمته وينتظرون لسماع رأيه فكان الكل يطلب منه أن يبدي برأيه وعندما يتكلم بجمل قليلة تجد الجميع يؤيد ما يقوله وإن اختلف المجتمعون فى شئ ينتظر الجميع رأي آبرام ليكون الفيصل.

 كان الحكيم الوديع الصامت الذي يستمع للكل بينما يتشوق الكل لسماع رأيه.

كان يحتل بهذا التواضع والهدوء والوداعة مكانة كبيرة جدا في كنيسة مارجرجس بل وبين أوساط الجالية كلها.

أسس آبرام مع رفقائه الخدمة في كنيسة مارجرجس وكان ابنا مطيعا للكنيسة أحب القمص رويس عوض جدا, وأحب شعب الكنيسة وعشق الخدمة في الكنيسة.

 ومن الخدمات التي أسسها آبرام هي خدمة الدروس التعليمية للأطباء والصيادلة في كنيسة مارجرجس. فكان االقادمين الجدد منهم يحضرون للكنيسة فى تورنتو وميسيساجا  لحضور الدروس التعليمية التي تساعدهم في الحصول علي رخصة ممارسة المهنة وهو مشوار طويل وشاق في ظل زحمة المواصلات وضعف إمكانيات المهاجر الجديد.

فأسس لهم الدروس في كنيسة قريبة لهم يدعو لهم المحاضرين ويجهز لهم قاعات الدرس والمواد التعليمية بالمجان وكان يحضر لهم الشاي والقهوة وبعض الأكلات الخفيفة في كل مرة يحضرون فيها.

وهنا أقص قصة حضرتها في صورة عتاب تُظهر حقيقة شخصية هذا الملاك فقد نسي مرة أن يشتري القهوة والشاي والأكلات الخفيفة. فخرجت أحدي الطالبات وعرفت أنه المسؤل عن أحضار هذه الأشياء وعندما سألت عنها قالها: أنا أسف نسيت! وكان عتاب أصدقائه له كيف يعتذر لها ويقول نسيت ولم يرد عليها ويقول لها أن تركب سيارتها لتحضر القهوة والشاي هذه المرة. بينما كان آبرام يرفض رأيهم بشده ويقول دي بنتنا بكرة هتخدم وتعرف أنها غلطت، لكن كان الجميع غاضب منه بسبب عدم رده عليها بينما كان هو غاضب من الجميع لأنهم يرون أنها اهانته.

وقال من يريد أن يخدم عليه أن يتحمل فلا إهانات في الخدمة بل هو عمل من أجل المسيح.

كان آبرام الشخص الحكيم الذي يحب الجميع ويحتوي الجميع ويطبطب علي الكل ولم تفارق الابتسامة وجهه حتى فى الضيقات والآلام. عندما كان يزور أبونا مكاري يونان كندا كان يقضي فترة وجوده في كندا في بيت آبرام ، وكان المنزل مفتوح لكل من يريد أخذ بركة أبونا. كنت أذهب له من مسيسياجا لماركهام أنا وكريستينا وبناتي لنأخذ بركة أبونا.

وكنت أري هناك مجموعات كبيرة تحضر من أجل أبونا وكان البيت مفتوحا للجميع بكل حب وترحاب وبشاشة وكرم أهل سوهاج.

عاش وديعا خادما أمينا كل حياته ورحل في هدوء. وعندما ذهبت لواجب العزاء وجدت الكنيسة ممتلئة رغم ظروف كورونا تكريما لهذا الملاك الذي لم يطلب يوما تكريما في حياته او شكرا علي عمل يقوم به من أجل الكنيسة.

رحيل آبرام خسارة كبيرة لنا كجالية ولكنيسة مارجرجس والذي كان عضوا بمجلس إدارتها. رحل آبرام ولكنه عاش حياته شاهدا لسيده في وداعته وسلامه الداخلي وخدمته للكل ومحبته للجميع فقد كان كسيده يجول يصنع خيرا.

نعزي انفسنا جميعا وكل أصدقائه ومحبيه علي فقدان أخ وصديق عزيز سنفتقده كثيرا.

كما أعزي شعب كنيسة مارجرجس وأبونا رويس عوض وكل الكهنة والخدام.

أقدم تعزياتنا القلبية لزوجته السيدة الصيدلانية ماري وأبنائه مارينا وميخائيل ويوستينا. وأقول لهم لقد ترك لكم آبرام سيرة عطرة ستظلون تفتخرون بها أنتم وأولادكم لقد كان رجلا عظيما.

 عزاؤنا جميعا أن الخادم الأمين والذي كان أمينا علي القليل يتمتع الآن بالكثير في أحضان من أحبه واحب شعبه وكنيسته وخدمه كل حياته. نعماً لك أيها العبد المخلص والأمين

أذكرنا يا آبرآم أمام عرش النعمة وستظل في قلوبنا إلي أن نلقاك فصلي من أجلنا لكي يعيننا الذي أعانك

آبرام روفائيل

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

جورجيت شرقاوي: لماذا لم تستطع أجهزة الأمن حماية القمص انجيلوس بطرس كاهن بني مزار

وضعت الإعلامية المعروفة جورجيت شرقاوي عدة أسئلة على صفحتها الشخصية حول واقعة نياحة القمص انجيلوس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.