مازلنا مع رسائل القمص صرابامون الشايب تلك الرسائل التى قام بكتابتها قبل نياحته ، وتم إغلاق صفحته كما يتعرض تاريخه للطمس من قبل ضعاف النفوس الذين لا يحتملون فى حياتهم أن يكون هناك رجل قوى له مواقف واضحة لا يعرف المداهنة فى حديثه سواء مع قياداته الكنسية أو المدنية ، وأمام هذه المحاولات التى تنم عن أمراض دنيوية ” حقد ، ومحاولة تشوية متعمد لتاريخ رجل رحل بجسده “
تعهد الصحفى نصر القوصى الصديق الشخصى للمتنيح القمص صرابامون الشايب بنشر غالبية رسائله
وبعد نشر الرسالة الأولى والثانية للقمص صرابامون الشايب ، اليوم ننشر الرسالة الثالثة
والتى حذر فيها القمص صرابامون الشايب أمين دير القديسين بالطود جميع الآباء الكهنة
من عدد من الشمامسة ويطالبهم بالتدقيق فى اختيار من يحضر معهم القداسات قائلا
نص الرسالة الثالثة
آبائي الكهنة المحبوبين ،أرجوكم دققوا جداً في اختيار الشماسة الذين يحضرون معكم القداسات
للأسف لي خبرة مؤلمة في ذلك ،أكتشفتُ بعض شمامسة مصابون أو مخالطون
يحاولون حضور القداسات معي ،ارجوك أبي الكاهن اهتم بنفسك من أجل أسرتك وأولادك .
أبائي الأساقفة أخشى أن يحصد الوباء الكثير من الكهنة والشعب وتظل الحوائط بلا مصلين
تشهدعلى المأساة .
الكورونا لا ترحم_.
صرابامون الشايب آمين دير القديسين الطود بالأقصر.
إلى هنا انتهت الرسالة الثالثة للقمص صرابامون الشايب مع وعد باستمرار نشر رسائله بشكل مستمر
وإليكم نبذة عن القمص صرابامون الشايب
نشأة القمص صرابامون الشايب
١- وُلد باسم / مراد فرح رزق الله فى ٨ / ٥ / ١٩٥١م.٢- وكان منذ طفولتة مُحباً للكنيسة
شغوفاً بالقراءة والإطلاع والبحث ، متفوقاً فى الدراسة .
حصل علي ليسانس الآداب – قسم الفلسفة من جامعة الإسكندرية بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف
علي مدى الأربع سنوات .
٣ تم تعيينه مُدرساً بمدرسة الأقصر الثانوية الصناعية ” بدرجة أمين مكتبات” وفي هذه الفترة
حصل علي دبلومة في العلوم الفلسفية وكانت مدة دراستها عامين ، فحصل في العام الأول علي تقدير أمتياز
ورشِح لمنحة دراسية للسفر إلي فرنسا ، ولكن حبه للمسيح جعله ينخرط فى سلك الرهبنة تاركاً العالم بأسره خلف ظهره .
ثانيا دعوته إلى الرهبنة :
١- أحب الأستاذ / مراد فرح رزق الله حياة الخلوة والسكون فكان يجد ضالته
فى دير الأنبا باخوميوس الشايب بالأقصر , فتعلقت نفسه به وكان يتردد عليه كثيراً وحدث أن ألتقى هناك
بالأنبا بموا في شهر يوليو ١٩٧٨
( مثلث الرحمات الأنبا بموا رئيس دير مارجرجس بالرزيقات وأسقف الأديرة القديمة فى ذلك الوقت )
وكان معه أربعة من الراغبين فى حياة الرهبنة وهم حالياً ( نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوم أسقف سوهاج
وأبونا القمص شنودة الرزيقي ، وأبونا القمص مقار الرزيقي ، وأبونا القمص أنطونيوس الرزيقي المتنيح ) .
فقبلهم الانبا بموا إخوة تحت الإختبار .
حينئذ توجه بهم نيافته إلي قداسة البابا شنودة الثالث – نيح الله نفسه – حيث قرر أن يقضوا فترة الاختبار
للرهبنة بديرالقديس العظيم الأنبا بيشوي بوادي النطرون وتمت سيامتهم بيد قداسته في ٢٠ أغسطس ١٩٧٨ م
وكانوا النواة الأولى لتعمير الأديرة القديمة بالصعيد ، وباكورة آباء دير مارجرجس بالرزيقات .
٢- بعد الرهبنة عادوا إلي دير مارجرجس الرزيقات و خلال فترة قصيرة أنتدب أبونا باخوم (نيافة الأنبا باخوم حالياً ) وأبونا صرابامون إلي دير الشايب بالأقصر لتعميره.
٣- نال نعمة الكهنوت في ٧ مارس ١٩٨٢ م بيد مثلث الرحمات الأنبا أغاثون الذى
كان مشرفاً على الأديرة القديمة بدلاً من نيافة الأنبا بموا الذي كان متحفظاً عليه فى ذلك الوقت
بقرارات الرئيس السادات الصادرة فى ٥ نوفمبر ١٩٨١ م .
ثم بعد أن عاد الأنبا بموا إلى خدمته بعد التحفظ عام ١٩٨٥م اعترف المجمع المقدس
رسمياً بدير مارجرجس بالرزيقات سمي أبونا صرابامون بأسم الراهب القس / صرابامون الرزيقى.
٤- قضى أبونا صرابامون ١٧ عاما بدير الشايب ، وأختير أميناً للدير من عام ١٩٩١ حتى عام ١٩٩٤ م
( ثلاث أعوام تقريباً ) خلفاً لأبينا القس / أنجيلوس الشايب فى ذلك الوقت
٥- ولظروف خاصه توجه إلي دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون فى يوليو ١٩٩٤م وبعد أن سكن بقلاية
فى مجمع الدير لفترة قصيرة فضل الإتجاه إلي حياة الوحدة التى أحبها فسكن بقلاية منفردة تبعد عن الدير
بمسافة تزيد عن الخمسة كيلو مترات وكان يقضى فيها الأصوام ولا يذهب إلى الدير إلا فى الأعياد
والمناسبات وأحياناً قليله فى السبوت والآحاد.
٦- وبتكليف من قداسة البابا شنودة الثالث نقل ليكون أميناً لدير القديسين
بالطود بمحافظة الأقصر في أكتوبر ٢٠٠٢ م .
٧- ولدى زيارة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث لدير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج
في ٢٩ أبريل ٢٠٠٤ م ، قام بترقيته إلى رتبة القمصية وصار اسمه منذ ذلك التاريخ
الراهب القمص صرابامون الشايب .
ثالثاً نبذة عن خدمة ابونا صرابامون الشايب أميناً لدير القديسين :
١- أحب أبونا صرابامون دير القديسين وقام بنهضة شاملة حافظ فيها على معالمه الأثرية
وأصبغ عليه الشكل الحضارى بصورة تبهر الزائرين المصريين والأجانب حتى أن الدير نال شهرة واسعة
وإنتشاراً هائلاَ لن يرى مثلها من قبل
٢- بجانب النهضة العمرانية الواسعة إهتم ببناء النفوس وتوفير الاحتياجات الإنسانية والنهوض
بمستوى المجتمعات والقرى الفقيرة المجاورة للدير والعمل على بناء الإنسان فأسس داراً كبيرة للحضانة
التي تتشارك مع الحضانات الأجنبية وتغطى خدمتها لما يزيد عن ثلاثمائة طفل والذين تتنافس
عليهم المدارس الحكومية
٣- كما أسس مصنعاً للموبيليا وتشغيل الأخشاب والتي جاءت معداته من خارج البلاد
لتوفير جهاز العرائس بأفضل الإمكانيات وأرخص الأسعار لشعوره بمعاناة غير القادرين
٤- كما قدم العديد من الخدمات الطبية لشعبه المجاور للدير ، وامتدت أياديه البيضاء
لخدمة غير القادرين على مختلف احتياجاتهم فى المدن والقرى المحيطة بالدير والتى يزيد تعدادها
على المائه وثمانين ألف نسمة دون تمييز بين شركاء الوطن بصورة خلقت وقوت اواصر المحبة
ودعمت السلام الإجتماعى فى المنطقة كلها. وتبنى الفكر التنموي الذى ينهض بمستوى المعيشة
ويكفى المحتاجين العوز .
٥- هذا وعاش أبونا القمص صرابامون الشايب رجل إيمان، محب لإقامة القداسات
وصاحب مبادئ روحية وأخلاقية لا تنكسر أمام عواصف التطرف قوي فى الحق مجاهراً بالأراء البناءة
والأفكار الخلاقة والرؤية الثاقبة ،مشاركاً فى القضايا المجتمعيه بحلول مخلصة نابعة من وعى وطنى
حقيقى وحس قومى صادق .
رابعا نياحته :
و بعد أن قضى ١٨ عاماً بأمانة دير القديسين بالطود أعياه المرض لفترة قصيرة
وفى مساء يوم ٧ مايو ٢٠٢١م حوالي الساعه العاشره مساءاًوهو عشيه يوم ولادته الارضية
وذكرى ميلاد السيدة العذراء مريم و نياحة القديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية استراح فى الرب
بعد أن أكمل السعى عن عمر 70 عاماً قضى منها ٤٣ عاماً فى حياه الرهبنة ،بفترة حافلة بالحب والعطاء
والبذل والتضحية والشجاعة والتعمير في كل المجالات رغم متاعبه الصحية الكثيرة وأمراضه الخطيرة
لينضم إلى بيعة الأبكار .