مازلنا مع رسائل القمص صرابامون الشايب تلك الرسائل التى قام بكتابتها قبل نياحته ، وتم إغلاق صفحته كما يتعرض تاريخه كله للطمس من قبل ضعاف النفوس الذين لا يحتملون فى حياتهم أن يكون هناك رجل قوى له مواقف واضحة لا يعرف المداهنة فى حديثه سواء مع قياداته الكنسية أو قيادات الدولة المصرية ، وأمام هذه المحاولات التى تنم عن أمراض دنيوية ” حقد ، ومحاولة تشوية متعمد لتاريخ رجل رحل بجسده “
تعهد الصحفى نصر القوصى الصديق الشخصى للمتنيح القمص صرابامون الشايب بنشر غالبية رسائله وبعد نشر الرسالة الأولى والثانية والثالثة للقمص صرابامون الشايب ، اليوم ننشر الرسالة الرابعة والتى يرد فيها على من يسخرون من مصابى كورونا واتهموهم بأن إصابتهم بسبب غضب ربنا عليهم بسبب ما يرتكبونه من اخطاء
نص الرسالة الرابعة حيث قال
بأنه يعانى منذ ثلاث ايام من دور كورونا عنيف ،مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة ، والآلام مبرحة في العظام وعدم انتظام في معدل الأكسجين لكن أثق هذه هدية الرب لي في أسبوع الآلام وايضأ وأنا في السبعين من العمر لأنه يحبني.
وأثق ايضاً أنني سأعبر هذه الأزمة بسلام ،الكورونا لا هي عار ولا خطية ، ولا هي بسبب خطايانا وغضب الله علينا وهذا هو الذي يجعلني أفتخر بأنني مُصاب بالكورونا ،وهؤلاء الذين يُعايروننا ماذا سوف يقولوا إذا أُصيبوا بالوباء هل سيقبلوا فكرة الغضب الإلهي ، وما هو رأيهم في كل الاتقياء الذين حصدهم الوباء في العالم كله .
هذا الخطاب الديني العجُول والجهُول هو الذي جعل أولادنا المصريين البسطاء يخفُون المرض لشعورهم بالدونية لإصابتهم بمرض جعله الله عنوان الغضب والانتقام الألهي ،توقفوا أيها الوعاظ في المساجد والكنائس عن هذا الخطاب العبثي ، ،أنتم لستم بذلك خدام ألله
الإكتشافات العلمية التي أكتشفها العلم بخصوص كورونا منذ ظهورها وحتى الأن قبلا كانت تحتاج وقتا طويلا جدا ،أليس هذا من محبة الله للإنسان في أقل من عام يصل اللقاح الي الفقراء في ريف مصر ،أعذروا الإنسان البسيط عندما يُخفي الكورونا لشعوره بالعار ثم ينقل العدوى للناس ، لقد قلنا كثيرا أن منطقة دير القديسين مُصابة ولم يسمعنا أحد طالما بين حنايا صدري نسمة حياة سأظل أُحذر من المعاناة التي نعاني فيها من قرارات غير مسؤولة .
اعتذر من الرد على التليفون في الأيام القادمة وصلواتكم ودعواتكم حتى تعبر الأزمة ونصل بأذن الرب إلى التعافي الكامل .
إلى هنا انتهت الرسالة الرابعة للقمص صرابامون الشايب مع وعد باستمرار نشر رسائله بشكل مستمر تلك الرسالة التى وعد فيها بأنه “سيعبر من كورونا ولم يعبر سيتصل ويعتذر لكل محبينه وأبناء شعبه ولم يفعل”
وإليكم نبذة عن القمص صرابامون الشايب
نشأة القمص صرابامون الشايب
١- وُلد باسم / مراد فرح رزق الله فى ٨ / ٥ / ١٩٥١م.٢- وكان منذ طفولتة مُحباً للكنيسة شغوفاً بالقراءة والإطلاع والبحث ، متفوقاً فى الدراسة .
حصل علي ليسانس الآداب – قسم الفلسفة من جامعة الإسكندرية بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف علي مدى الأربع سنوات .
٣ تم تعيينه مُدرساً بمدرسة الأقصر الثانوية الصناعية ” بدرجة أمين مكتبات” وفي هذه الفترة حصل علي دبلومة في العلوم الفلسفية وكانت مدة دراستها عامين ، فحصل في العام الأول علي تقدير أمتياز ، ورشِح لمنحة دراسية للسفر إلي فرنسا ، ولكن حبه للمسيح جعله ينخرط فى سلك الرهبنة تاركاً العالم بأسره خلف ظهره .
ثانيا دعوته إلى الرهبنة :
١- أحب الأستاذ / مراد فرح رزق الله حياة الخلوة والسكون فكان يجد ضالته فى دير الأنبا باخوميوس الشايب بالأقصر , فتعلقت نفسه به وكان يتردد عليه كثيراً وحدث أن ألتقى هناك بالأنبا بموا في شهر يوليو ١٩٧٨
( مثلث الرحمات الأنبا بموا رئيس دير مارجرجس بالرزيقات وأسقف الأديرة القديمة فى ذلك الوقت ) وكان معه أربعة من الراغبين فى حياة الرهبنة وهم حالياً ( نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوم أسقف سوهاج، وأبونا القمص شنودة الرزيقي ، وأبونا القمص مقار الرزيقي ، وأبونا القمص أنطونيوس الرزيقي المتنيح ) .
فقبلهم الانبا بموا إخوة تحت الإختبار .
حينئذ توجه بهم نيافته إلي قداسة البابا شنودة الثالث – نيح الله نفسه – حيث قرر أن يقضوا فترة الاختبار للرهبنة بديرالقديس العظيم الأنبا بيشوي بوادي النطرون وتمت سيامتهم بيد قداسته في ٢٠ أغسطس ١٩٧٨ م …
وكانوا النواة الأولى لتعمير الأديرة القديمة بالصعيد ، وباكورة آباء دير مارجرجس بالرزيقات .
٢- بعد الرهبنة عادوا إلي دير مارجرجس الرزيقات و خلال فترة قصيرة أنتدب أبونا باخوم (نيافة الأنبا باخوم حالياً ) وأبونا صرابامون إلي دير الشايب بالأقصر لتعميره.
٣- نال نعمة الكهنوت في ٧ مارس ١٩٨٢ م بيد مثلث الرحمات الأنبا أغاثون الذى كان مشرفاً على الأديرة القديمة بدلاً من نيافة الأنبا بموا الذي كان متحفظاً عليه فى ذلك الوقت بقرارات الرئيس السادات الصادرة فى ٥ نوفمبر ١٩٨١ م .
ثم بعد أن عاد الأنبا بموا إلى خدمته بعد التحفظ عام ١٩٨٥م اعترف المجمع المقدس رسمياً بدير مارجرجس بالرزيقات سمي أبونا صرابامون بأسم الراهب القس / صرابامون الرزيقى.
٤- قضى أبونا صرابامون ١٧ عاما بدير الشايب ، وأختير أميناً للدير من عام ١٩٩١ حتى عام ١٩٩٤ م
( ثلاث أعوام تقريباً ) خلفاً لأبينا القس / أنجيلوس الشايب فى ذلك الوقت
٥- ولظروف خاصه توجه إلي دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون فى يوليو ١٩٩٤م وبعد أن سكن بقلاية فى مجمع الدير لفترة قصيرة فضل الإتجاه إلي حياة الوحدة التى أحبها فسكن بقلاية منفردة تبعد عن الدير بمسافة تزيد عن الخمسة كيلو مترات وكان يقضى فيها الأصوام ولا يذهب إلى الدير إلا فى الأعياد والمناسبات وأحياناً قليله فى السبوت والآحاد.
٦- وبتكليف من قداسة البابا شنودة الثالث نقل ليكون أميناً لدير القديسين بالطود بمحافظة الأقصر في أكتوبر ٢٠٠٢ م .
٧- ولدى زيارة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث لدير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج في ٢٩ أبريل ٢٠٠٤ م ، قام بترقيته إلى رتبة القمصية وصار اسمه منذ ذلك التاريخ الراهب القمص صرابامون الشايب .
ثالثاً نبذة عن خدمة ابونا صرابامون الشايب أميناً لدير القديسين :
١- أحب أبونا صرابامون دير القديسين وقام بنهضة شاملة حافظ فيها على معالمه الأثرية وأصبغ عليه الشكل الحضارى بصورة تبهر الزائرين المصريين والأجانب حتى أن الدير نال شهرة واسعة وإنتشاراً هائلاَ لن يرى مثلها من قبل
٢- بجانب النهضة العمرانية الواسعة إهتم ببناء النفوس وتوفير الاحتياجات الإنسانية والنهوض بمستوى المجتمعات والقرى الفقيرة المجاورة للدير والعمل على بناء الإنسان فأسس داراً كبيرة للحضانة التي تتشارك مع الحضانات الأجنبية وتغطى خدمتها لما يزيد عن ثلاثمائة طفل والذين تتنافس عليهم المدارس الحكومية
٣- كما أسس مصنعاً للموبيليا وتشغيل الأخشاب والتي جاءت معداته من خارج البلاد لتوفير جهاز العرائس بأفضل الإمكانيات وأرخص الأسعار لشعوره بمعاناة غير القادرين
٤- كما قدم العديد من الخدمات الطبية لشعبه المجاور للدير ، وامتدت أياديه البيضاء لخدمة غير القادرين على مختلف احتياجاتهم فى المدن والقرى المحيطة بالدير والتى يزيد تعدادها على المائه وثمانين ألف نسمة دون تمييز بين شركاء الوطن بصورة خلقت وقوت اواصر المحبة ودعمت السلام الإجتماعى فى المنطقة كلها. وتبنى الفكر التنموي الذى ينهض بمستوى المعيشة ويكفى المحتاجين العوز
٥- هذا وعاش أبونا القمص صرابامون الشايب رجل إيمان، محب لإقامة القداسات وصاحب مبادئ روحية وأخلاقية لا تنكسر أمام عواصف التطرف قوي فى الحق مجاهراً بالأراء البناءة والأفكار الخلاقة والرؤية الثاقبة ،مشاركاً فى القضايا المجتمعيه بحلول مخلصة نابعة من وعى وطنى حقيقى وحس قومى صادق .
رابعا نياحته :
و بعد أن قضى ١٨ عاماً بأمانة دير القديسين بالطود أعياه المرض لفترة قصيرة ، *وفى مساء يوم ٧ مايو ٢٠٢١م حوالي الساعه العاشره مساءاًوهو عشيه يوم ولادته الارضية وذكرى ميلاد السيده العذراء مريم و نياحة القديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية استراح فى الرب بعد أن أكمل السعى عن عمر 70 عاماً قضى منها ٤٣ عاماً فى حياه الرهبنة ،بفترة حافلة بالحب والعطاء والبذل والتضحية والشجاعة والتعمير في كل المجالات رغم متاعبه الصحية الكثيرة وأمراضه الخطيرة لينضم إلى بيعة الأبكار .
سمير بنيامين ،،>> ربنا ينيح روحه فى فردوس النعيم،،،،،، زرت دير القديسين بالطود و أسعدنى حركة التعمير الشاملة التى تفوق الوصف بالدير و المستشفي الفاخرة التي يجرى إقامتها على أعلى مستوى ،،،، و كان قدس أبونا صربامون الشايب له سمعة دولية ،،، و قد نعاه الأديب طائر الشمال رئيس تحرير الصحيفة بالنرويج بكلمات رقييقة كلها تقدير و محبة ،،،، و كذلك جريدة الأهرام الكندية ،،،، و …… رإلخ