كثير منا يجهل سير بعض القديسين والشهداء لذلك نستعرض سلسلة من قصصهم ونبذات عن حياتهم العطرة واليوم مع قصة الشهيدة بوتامينا
النشأة
ولدت هذه الطوباوية من والدين مسيحيين تقيين ربياها تربية مسيحية حتى نمت فى حياة الفضيلة والطهارة وكانت امها تدعى مارسيلا
ولقد اختارت هذه القديسة تجربة قاسية اذ كما يقول بلاديوس ان ظروفها اضطرتها ان تصير امه (عبدة ) لرجل غنى وهى بعد فى مرحلة شبابها واشتهى سيدها ان يخطى معا فلما طلب منها ذلك رفضت بشدة ، ووبخته كثيرا فلما فشل فى اخضاعها لشهواته الشريرة ذهب الى الوالى المدعو اكيلا واخبره أن هناك عذراء تدعى بوتامينا وهى مسيحية تعبد المصلوب ثم قدم له هدايا كثيرة لكى يخضعها لغرضه الشرير وعندما حضرت أمام الوالى بدا يلاطفها محاولا اقناعها وارغامها على طاعة سيدها ولكنها اصرت على حفظ بتوليتها وعدم طاعته ولو ادى ذلك الى استشهادها
تعذيبها
استشاط الوالى غضبا وامر ان توضع فى قدر مملوء بالقارالمغلى ،ففرحت هى لذلك .
أما الضابط الذى كلف بان يسوقها للتعذيب وكان يسمى باسيليوس فقد اندهش من ثبات وقوة هذه الفتاة الطاهرة فكان يمنع المتفرجين من الاقتراب منها او الازدراء بها ،ثم اظهر نحوها كثيرا من العطف .
فلما رات بوتامينا عمله الحسن طلبت منه أن يؤمن ويتشدد وانها ستصلى من أجله وتطلب عنه لكى يعوضه الهنا الصالح عن حسن صنيعه معها
رفضت التعرى
ولما وصلت الى الميدان اراد الجند تعريتها قبل وضعها فى القار، فتوسلت اليهم كثيرا حتى لا ينزعوا ثيابها بل يتركونها بها .
الى هذه الدرجة من التحفظ ومحبة الطهارة رفضت أن تخلع ثيابها وينكشف جسدها فاجابوها فى طلبها ثم وضعوها فى الزيت المغلى ثلاث ساعات حتى فاضت روحها الطاهرة وصعدت الى ربها تشكوه قسوة وظلم الانسانية ويقال ان امها مارسيلا احرقت بالنار معها .
استشهاد باسيليوس
اما باسيليوس فقد ظهرت له القديسة بعد استشهادها ثلاث ليال متتالية ووضعت اكليلا على راسه
واخبرته انها توسلت الى الرب من اجله وأنه سيلحق بها قريبا وفعلا تم ذلك ، وفى احد الأيام ساله بعض زملائه أن يحلف كما كان يفعل فقال لهم حاشا لى ان افعل هكذا لاننى امنت بالرب يسوع واعتمدت باسم الثالوث القدوس وها الان ولدت ولادة جديدة فلم يصدقوه أولا ولكن حينما اكد لهم ، وأخذ يحدثهم عن الإيمان بيسوع المسيح اخبروا الوالى الذى احضره اعترف أمامه بايمانه بربنا يسوع المسيح فامر بتعذيبه ثم قطعوا رأسه ونال أكليل الشهادة .