نازك شوقي
خط الصعيد جملة أصبحت تطلق على كل شخص يجمع حوله مجموعة من الهاربين من أحكام قضائية، فيصنع منهم جيشاً يقوم من خلاله بمواجهة الأجهزة الأمنية ، وسرقة مقدرات الدولة ومنحها لشعبه ، فيصبح حبيب البسطاء وتطلق حوله عشرات الأساطير ، ولكن خط الصعيد الذى سنتحدث عنه اليوم هو الرجل الذى أطلقت عليه الصحف الليبية بحاكم الصعيد، والصحف الفرنسية ب “روبين هود” مصر
فهو ابن قرية القرامطة التابعة لمركز سوهاج، الرجل الذى ذاع صيته طوال حياته وهو يقوم بمقاومة الدولة ، وذاع صيته أيضا وهو يتوب عن ما كان يقوم به ذد الدولة ، وذاع صيته بالأمس أثناء وفاته ، بعدما مات وهو واقفا فلم يصبه المرض أنما سقط على الأرض ، إثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة.
هكذا الأضواء والشهرة تبحث عن كل شخص يبتعد عنها ، رحل حاكم الصعيد وشعبه قريته يحولون السوشيال ميديا حزنا على رحيله فهم البطل بالنسبة لهم والمدافع عن حقوقهم ، والرجل الذى استطاع أن يقهر أجهزة الأمن
ظهرت أسطورة شعيب علم الدين في الثمانينيات، واستمرت أحداثها وأخبارها لمدة 6 سنوات، ما بين حكايات تُنقل عن ارتكابه حوادث قتل، تهديد، فرض سيطرة، ومقاومة سلطات.
ورغم أن معظم الروايات ما بين حقيقة وخيال، إلا أنها ساعدت في إيصال صيت شعيب إلى كل مكان داخل مصر وخارجها، حيث وصف بالخط، ولقبته الصحف الفرنسية في تقارير عنه بروبين هود، وأطلقت عليه الإذاعة الليبية لقب حاكم الصعيد، وعجزت أجهزة الأمن وقتها عن القبض عليه، وتدخل نواب في البرلمان من المحافظة، وأقنعوا شعيب بتسليم نفسه للشرطة.
في أواخر يناير سنة 1985؛ استجاب شعيب لتدخلات النواب، وسلّم نفسه للشرطة، وجرى اتهامه أمام القضاء في 39 جريمة مُتنوعة، ولم يثبت في حقه سوى 2 منها، وصدر عليه حكمين بالسجن 20 سنة، وأثناء فترة سجنه ذاق شعيب مرارة مصرع نجله الوحيد البالغ 27 عاما في حادث سيارة، ووفاة زوجته، وخرج من السجن عام 2005.
وعقب خروجه من السجن، قرر التوبة والالتزام، وتزوّج وأنجب ابنًا كان كل أمله في الحياة
وفي شهر ديسمبر 2010 أعلنت الشرطة في بيان لها أنها ألقت القبض على شعيب، بتهمة حيازة بندقية آلية وكمية من الطلقات، وبعدها عادت أخباره للظهور من جديد.
ونعاه أبناء قريته عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد شهود عيان أن شعيب كان مُهتما بفتح أحد المساجد بالقرية، بعد خروجه من السجن، وأنه كان مُلتزمًا بأداء الصلاة، بعد أن قرر التوبة والالتزام وعدم العودة لعهده السابق.