بقلم القس لوقا راضى
التعصب التمييز الاضطهاد، أعتقد أنه من الأفضل إيجاد تسمية صحيحة للأحداث أيا كانت تلك الأحداث.
ومن خلال التسمية الصحيحة نستطيع أن نوصف الحالة ، ومن ثم نستطيع أن نحدد ماهية الحديث.
تعالوا نستعرض الأتي
أولا :- نسأل أنفسنا تلك الأسئلة ؟
هل أنت في مجتمع سوى؟
أم أنك في مجتمع متعصب؟
هل هناك تمييز بين أبناء وطنك ؟ وما أنواعه؟ هل وقف الأمر في مجتمعك عند التعصب والتمييز أم نما إلى الاضطهاد؟
عزيزي القاري تلك الدراسة التحليلية نأمل بأن تساعدنا فى الإجابة عن تلك الأسئلة السابقة.
وتقودنا إلى الحكم عن مجتمعنا وإلى أين يمضى؟
مازالت مظاهر النقاش الدائر حول الوصف الأمثل للحالة التي تمر بنا وبمجتمعنا المصري ولئلا نكون متسرعين فالحكم أو نطلق أحكام مسبقة مبنية على العواطف كان لابد لنا إن نعرف أولا ما المقصود بالعنف والتمييز والاضطهاد حتى إذا حكمنا على الحالة التي نحن نمر بها كنا على درجة من العقلانية لأن الرأي في تلك الحالة يكون مبنى على أساس لا على عواطف وأمزجة
عرف البعض أن الاضطهاد درجات يبدأ من التعصب فالتمييز ومن ثم العنف بدرجاته
ولنستعرض معا أولا التعصب
مفهوم التعصب The concept of fanaticism
التعصب من العصبية وهي ارتباط الشخص بفكر أو جماعة والجد في نصرتها والانغلاق على مبادئها، ويطلق على الشخص بالمتعصب Fanatical.
وهذا التعصب قد يكون تعصبا دينيا أو مذهبياً أو سياسياً أو طائفياً أو عنصرياً ، وهو سلوك خطير قد ينحدر نحو الأسوأ ثم يؤدي إلى التطرف ، والهلاك ، والخراب بسبب التشدد ، وعدم الانفتاح ، وعدم التسامح
أيا كان نوع التعصب ومهما كان شكله أو مصدره ، ولعل أخطر أشكال التعصب هو التعصب القومي ،والتعصب الديني حيث تمارسهما بعض الجماعات ، أوالأنظمة الدكتاتورية ، أو تحرض عليهما ، أو تشجعهما خلافا للقوانين وللالتزامات الدولية ،وللديانات السماوية ، والقيم الإنسانية النبيلة القائمة على المحبة ، والتسامح ، والاعتراف بحقوق الإنسان ، واحترام التعددية القومية والتعددية السياسية، والتعددية المذهبية ،والتعددية الدينية .
ولا يمكن أن نتصور وجود مجتمع إنساني مستقر وآمن ، ويعيش الناس في ظله بأمان و بسلام مع وجود التعصب الذي يرفض الحق الثابت والموجود ،ويصادر الفكر الأخر ،أو القومية الأخرى، أو يحظر حرية العبادة ، أو لا يعترف بوجود الطرف الأخر ، وبالتالي وفقا للتعريف السابق فإننا نستطيع إن نحكم على مجتمع ما بالمتعصب إذا كان هناك عدم انفتاح على الأخر وعدم التسامح (الثأر قضية تؤكد التعصب)
ومن خلال التعصب الديني ورفض الأخر المختلف عنى فالدين لا لكونه إنسان بل لكونه على غير ديني ، أو مذهبي ، أو جنسي ، أو عرقي ، أو بلدي ومن التعصب عدم السماح للأخر إن يعبر عن رأيه ، أو معتقده ، والعمل بمبدأ الوصاية على الآخرين واحتكار المعرفة وفرض الآراء بالقوة ، ونستطيع أن نعرف المجتمعات الأكثر تسامحا التي فيها حرية العبادة
وحرية التعبير ، ومن خلال طريقة التعبير عن المشاعر إثناء الاختلافات تلك التعبيرات تقودنا إلى الحكم على المجتمع هل هو مجتمع متعصب أم مجتمع متسامح ؟ أي إثناء الاختلاف أتعصب لجماعتي حتى لو كانت على غير حق ، فالغالب إن المجتمعات الثنائية أي التي يوجد بها ثنائية لا تعددية تشهد تعصب أمثلة لذلك بلد به ديانتين كبيرتين ، قرية بها عائلتين كبيرين ، رياضة بها فريقين هما الأكثر شعبية
الخوف هنا يقودنا الحديث إلى الدرجة التالية إلا وهى التمييز
ما هو التمييز
التمييز هو سلوك يتمثل في أن تكون الخيارات بين الأفراد أو المجموعات مستنده إلي صفات معينة خاصة بهم مثل اللون ، أو الدين ، أو العنصر ، وليس علي أساس المساواة في الحقوق والواجبات وهو بالتالي تمييز يؤدي إلي تباين في السلوك وتفرقة في المعاملة بين الأفراد والمجموعات.
وهناك عدة أنواع من التمييز منها التمييز الشخصي ، والتمييز القانوني ، والتمييز المؤسسي،من التعصب ينبع التمييز هذا أسود وهذا أبيض هذا سيد وهذا عبد
في مجتمعنا تمييز بين إفراده على أساس اللون بين الأسوانى والقاهري ، أو على أساس الجنس ولد وبنت رجل وامرأة أو على أساس الدين مسلم ومسيحي
هل تستطيع إن تتعرف على المواطن العادي بالشارع من شكله، أو ملبسه، إن هذا ينتمي إلى هذا التيار، أو المذهب هذا! وذاك إلى الطرف الأخر ؟ إن كنت تجيب بنعم فان التمييز حادث في مجتمعك ومن أنواع التمييز،
التمييز المؤسسي أي هل هناك تباين فالمعاملة بين الأفراد على أساس المؤسسة التي ينتمي الفرد إليها
أي هل التعامل بين صغار الموظفين مثل التعامل مع كبارهم في الحصول على الاحتياجات أم إن هناك تفرقة !!!وهل سيحظى الفرد بنفس الحظوظ التي له حتى ، ولو غادر تلك المؤسسة ؟ أم إن المعاملة ستتغير ؟
ومن أنواع التمييز أيضا التمييز القانونى هل كل المواطنين إمام القانون سواء لا فرق فالشهادة بين اللون أو الجنس ،أو الدين ، وهل إحكام القضاء مماثلة للجميع؟ أم لا ونكتفي بذلك ليقودنا التمييز من التعصب إلى العنف
ماذا يعني مفهوم العنف:
• هو كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، وقد يكون الأذى جسدياً ، أو نفسياً فالسخرية والاستهزاء من الفرد، فرض الآراء بالقوة، إسماع الكلمات البذيئة جميعها أشكال مختلفة لنفس الظاهرة.
• تشير الموسوعة العلمية (Universals) أن مفهوم العنف يعني كل فعل يمارس من طرف جماعة ، أو فرد ضد أفراد آخرين عن طريق التعنيف قولاً ، أو فعلاً وهو فعل عنيف يجسد القوة المادية أو المعنوية.
• ذكر قاموس (Webster) أن من معاني العنف ممارسة القوة الجسدية بغرض الإضرار بالغير وتعني بمفهوم العنف هنا تعمد الإضرار ، وقد يكون شكل هذا الضرر مادي من خلال ممارسة القوة الجسدية بالضرب أو معنوي من خلال تعمد الإهانة المعنوية بالسباب أو التجريح أو الإهانة.
• هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فرداً، أو جماعة ، أو طبقة اجتماعية ، أو دولة بهدف استغلال وإخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا ،وسياسياً، مما يتسبب في إحداث أضرار مادية ، أو معنوية ، أو نفسية لفرد، أو جماعة، أو طبقة اجتماعية ، أو دولة أخرى.
ونحن إذا نضيف له العنف اللفظي اى إن هناك تحريض لفظي على الأخر وإهانته بغرض التشويش
وتشوية الآخر سواء في شخصه، أو معتقده ، أو عرضه ، أو فكره ، وأيضا العنف اللغوي من خلال الكتابات التي تهدف لنفس النوع السابق اللفظي ولكتها تكون مكتوبة ويلاحظ إن كلا من العنف اللفظي ، واللغوي بكونيين مليئين بالأكاذيب والمغالطات والمفبركان لأن أساسهما هما النقل السماعي ، لا الدراسي المنهجي التحليلي الصادق.
العنف اليدوي
وهو الذي يشتمل على استخدام الضرب والتعذيب ضد أي إنسان وحتى البيئة والخليقة كلها .
العنف باستخدام الأسلحة ضد الأفراد والذي يؤدى إلى إنهاء حياة فرد .
العنف باستخدام الأسلحة وقتل جماعات أكثر من فرد بسبب الاختلافات العائلية أو الدينية وقضايا الثأر والخصومات ، وهذه الدرجة هي التي تقودنا إلى ما يعرف بالاضطهاد إن مورست ضد فرد أو عائلة أو جماعة كل الدرجات السابقة أو حتى احدها نستطيع القول بأن هناك اضطهاد يختلف حدته باختلاف درجته
الاضطهاد
هو مفهوم “الاضطهاد” تمييز منظم ضد فرد ، أو جماعة ، أو أقلية فالمفروض في التمييز إنه عارض وأن القانون يقاومه ، والحكومة تصدر التشريعات وتتصرف على أرض الواقع بطريقة تظهر بوضوح مقاومتها لهذا التمييز، وبخلاف ذلك يكون التمييز اضطهادا.
تعريف الأمم المتحدة للاضطهاد
فهو انتهاك أي من حقوق الأفراد ، أو الجماعات ، أو الأقليات الواردة في مواثيقها ، وإعلاناتها واتفاقيتها وقراراتها
والآن عزيزي القاري:.هل ترى إننا نعانى في مجتمعنا على مستوى الأفراد ، أو الجماعات ، أو من حيث اللون والنوع أو الجنس من تعصب ، أو من تمييز ، أو من عنف ، آو من الجميع معا
وترى ماذا نحتاج لرفع ذلك الأمر من مجتمعنا ؟ هناك تمييز واضح وصارخ ضد المرأة ، وضد الأقباط وضد الفئات الفقيره فى أشياء كثيره كمثال لا تعيين للمراة فى المناصب القيادية ، ولا الاقباط ، فى الأمن الوطنى أو المخابرات ولا فى أى شى يتعلق بالأمن القومى ، ولا رؤساء جامعات ، ومن عجائب مصر الحديثة أن الطبيب الذى أسس اول قسم تخصص النساء والولادة بالجامعات المصرية طبيب قبطى عالمى وهو الدكتور نجيب باشا محفوظ الذى استطاع بكفاءته أن يؤسس أول قسم للنساء والولادة فى القصر العينى فى أوائل القرن العشرين
ولكن هذا القسم له منهج عنصري فهو لا يقبل أن يعمل به أستاذ مسيحى أنه قمه التمييز وحين عين محافظ قبطى كان التمييز على أخره ، وفى اصلاح أو ترميم اى كنيسه يرتقى التمييز الى أقصى درجات التعصب
ولتكن لنا وقفة لأن هذا المجتمع هو مجتمع الكل ونحن أبنائه الواجب علينا إن نحميه من تلك الشرور التي لن ترحم أحدا
حمى الله بلادنا الحبيبة من كل شر وشبه شر الرب معكم