سيد أحمد الاجهوري
القاهرة عرفت في العصر الفرعوني باسم “من نفر” اي الميناء الجميلة وضاحيتها مدينة الشمس، بالهيروغليفية “أون” وبالاغريقية “هليوبوليس” حيث تعتبر عاصمة مصر ووحدها الملك نارمر عام 3200 قبل الميلاد.. حيث تعد من اكثر مدن الشرق التي استأثرت بالتاريخ والتأريخ والقاهرة هي عاصمة مصر وأهم مدنها..
وبعد ان تأسست الدولة الفاطمية قاهم جوهر الصقلي عام 969م ببناء سور حول ثلاث مدن وتضم الفسطاط، مدينة العسكر، مدينة القطائع، بالاضافة الى الاحياء التي طرأت عليها بعد عهد صلاح الدين، وتقع القاهرة على جوانب نهر النيل فاصبح شريان الحياة..
حيث قام الخديوي اسماعيل ببنائها على نموذج مدينة باريس، حيث ترى العمارة بكل انواعها وشموخها من ذلك العصر الى الان، لكن اليوم اصبحت القاهرة الكبرى تضم بعض المحافظات اليها من عشوائيات، حيث يسكنها اكثر من ربع سكان مصر ولديها كثافة سكانية بجانب المصالح الحكومية التي لم تتسع وتشمل باقي المحافظات.. او ربطها عن طريق الشبكة العنكبوتية او تم ربطها ولم تُفعل..
مما ثُقل العبء عليها من البشر لاتمام مصالحهم الحكومية، حيث عانت القاهرة ايضا من الهجرة والاستيطان مما جعل الكثافة السكانية لديها اكثر من اي مدينة.
القاهرة ونسها الطيبيين واكثرهم من الفلاحين اللي كانوا عايشين بملاليم وشبعانين لحد ما لزق قانون الايجار القديم الذي اهدر الملايين وقلب الموازين على المصريين.. لتعدم القاهرة بالايجار.. فهل نلحق الركب حتى لا تعدم او تموت بالايجار، حيث ان هذا القانون استباح الايجار من المالك واعدام حقوق الملكية.. فاصبحت العمارة التاريخية مهددة بالانهيار، فقد انهار بعضها والبعض في الطريق، فكيف لمالك العمارة ان يقوم بترميمها ولا يستفاد منها بشيء.. هذا هو الاعدام او الموت بالايجار.. فعندما كانت القاهرة في السابق بجمالها ورونقها وترامها (الترام) الذي كانت حسب علمي التذكرة فيه بـ 5 قروش.. واليوم اصبح مترو الانفاق واصحبت التذكرة لديه بـ 100 قرش، كما نرى النقل العام بـ200 قرش. والايجار ساكنا لا يحرك.
اما قانون اعدام القاهرة او موتها بالايجار القديم لا يقف عند هذا الحد، بل جعل المصريين، نعم كلنا مصريين.. مصريين.. حتى بديننا الاسلامي والمسيحي.. كلنا مصريين.. رغم تحليل القانون لان يرث المسلم (المسيحي) وان يرث المسيحي (المسلم) فهل هذا هو القانون “نعم”.
ليس هذا هو الشرع ولا يوجد في الشريعة الاسلامية او المسيحية اي نص على ان يرث احد الاخر ولو من نفس الديانة، الا ذوي الاقارب وحتى في الميراث الابناء والزوجة وان لم يجد ابناء فالاخوان.. ثم الاقارب.. اين القاعدة الفقهية؟! فقد قام بعض كبار العلماء بتحريم هذا القانون وتم الافتاء عليه من قبل البعض من علمائنا واصدار فتاوى بتحريمه وتحرير العلاقة بين المالك والمستأجر..
لكن ماذا فعل العلماء.. اصدار فتاوى فقط والقانون ايضا لا يعمل بهذه الفتاوى فأين علمائنا لقد ذهبت فتواهم الى الجحيم امام القانون.. فهل هو عقد ايجار ام تمليك وتوريث.
فاليوم تعدم القاهرة او تموت بالايجار وللاسف فالدولة غائبة عن هذا القانون.. ونحن نحلم بيوم كيوم الدين لتحرير اموال الملايين.. ليكون فيه الحق حق والباطل باطل، من الاخر آه يا بلد مشهورة بالكوسة من يومك.. ده حتى الكوسة بقت للاغنياء فقط.. آه يا بلد.. لقد سمعنا وقرأنا عن بعض البلاد تعمل بالشريعة والدين وبها المحظوظين الذين يتقاضون الملايين تعويضا عن املاكهم. فهذا هو حق الدين لمن شاء منكم ان يستقيم.
فاليوم الملك لم يعد ملك بقى يدوب ايجار.. والايجار بقى ملك.. حتى العلاقة بين المالك والمستأجر بقت كره وفساد.. ليه يا حكومة.. ده حتى بقت شجار ومشاكل وصلت للقتل.. والحق تاه.. هي دي مؤامرة صهيونية على طول الطريق.. لبيع او افساد املاكنا.. ولم يعد لها حل في حكومة الطريق.. تدور على المحاكم والقانون.. فين اللي ينصف المجنون.. الكل بيصلي ويدعي على قانون المستأجرين.. وكل يوم الدعاء.. الدعاء.. ان ربنا يخدهم بالقانون..
والسؤال يطرح نفسه كل يوم.. هو فين القانون.. يرد ويقول نام وارتاح واسمع الكانون.. لكن قانون من لا يغفل ولا ينام مصون.. لا ترهق نفسك بالسؤال.. الا لرب العالمين بالدعاء.. كل يوم بين عشية او ضحاها.. هل ترى النور.. مستنى ايه.. مستني تقوم من تحت الانقاض.. لا.. دي الحكومة هي اللي مستنية تلمنا من تحت الانقاض.. والاعلام يتفرج ويتوشح بالسواد.. أهو شريط اسود على الفضائيات..
تنوح على اللي راح.. فين الحل.. فين الحل.. ايه هو الحل؟! طيب كان فين الحل قبل ما نموت.. والا بعد ما نموت.. ابقوا اقرأوا الفاتحة على البيوت واللي تحت الانقاض بيموت.. حكومات ساكنة.. صامتة.. تروح وتيجي، بل وتعود على نفس النظام امام اعدام وموت القاهرة، بل ليست القاهرة وحدها، بل مدن مصر بأكملها، وان عادت تعود نبقى (؟؟؟)!.