د.ماجد عزت إسرائيل
مادونا؛ يعنى«صورة أو تمثال للسيدة العذراء مريم» وقد دخل اللغة الإنجليزية في القرن السابع عشر الميلادي، وهو إشارة إلى أعمال عصر النهضة الإيطالية.
وفي السياق الأرثوذكسي الشرقي، تُعرف هذه الصور عادةً « باسم والدة الإله».
ويمكن أن تحتوى الأيقونة على السيدة العذراء وحدها، أو مع الطفل يسوع الرضيع، وربما تكون محاطة بالملائكة أو القديسين، وهناك أيقونات للسيدة العذراء، نذكر على سبيل المثال البشارة لمريم، لا تسمى عادة «مادونا».
وتشير هذه الأسماء والألقاب للسيدة العذراء إلى مكانتها بين كل الأديان والطوائف، ومن هنا أهتم الكثيرين من الرسامين ورواد الفن إلى التفاني في تبجيلها كل منهم بطريقته الخاصة، ولذلك ورد اسم مادونا الذي يصورها كملكة الجنة، وغالبًا ما تتوج.
كان المقصود من مادونا تذكير الناس بالمفهوم اللاهوتي الذي يعطي قيمة عالية للنقاء أو العذرية.
ويمثل ذلك أيضًا لون ملابسها. اللون الأزرق يرمز إلى النقاء والعذرية والملكية.
وقد نالت السيدة العذراء هذه النعمة لأنها متضعة ومنسحقة فرفعها الرب فوق السمائيين:«يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً».” (يع 4: 6). “لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،” (لو 1: 48).
ولذلك نظر الرب لها بتقدير واتضح ذلك في تحية الملاك كما ورد بالكتاب قائلاً: “فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».” (لو 1: 28).
وهذه الآيات والنصوص المقدسة ساهمت في أبداع الكثيرين في تبجيل السيدة العذراء فالهمت رجال الكهنوت والوعاظ والباحثين والشعراء والمرنمين وأيضًا الفنانين والرسامين.
الكل يعبر عن فرحته بهذه البشارة، ويشارك العذراء فرحتها بهذه البشارة المفرحة التي أتت إليها من السماء من خلال رئيس الملائكة جبرائيل.
ونشاركها لأنها بشارة للخلاص للبشرية كلها.
كما أن الرب شاركنا كل مراحل حياتنا كما ورد بالقداس الغريغوري للقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات قائلاً: «أنت الكائن في كل زمان، أتيت إلينا علي الارض، اتيت إلي بطن العذراء.
أيها الغير المحوي، إذ أنت الإله لم تُضمِر اختطافاً أن تكون مساوياً لله.
لكن وضعت ذاتك.
وأخذت شكل العبد. وباركت طبيعتي فيك.
وهكذا شارك السيدة العذراء فرحتها بأيقونته مادونا الرسام « رافائيل أو رفائيلو سانزيو Raffaello Sanzio» وهو من مواليد 6 أبريل 1483م، وتوفي في6 أبريل1520م، واشتهر كرسام ومهندس معماري إيطالي في عصر النهضة
ومن اشهر أعماله الفنية «مادونا»، وقام بإنجاز العديدة من الجِداريات،وتزيين الكنائس وقاعات الفاتيكان؛ويحظى عمله بالإعجاب لما يتمتع به من وضوح في الشكل وسهولة في التكوين وإنجاز مرئي للأفلاطونية الحديثة التي تمثل عظمة الإنسان.
وحقًا يشكل كل من رفائيل، ومايكل أنجلو، وليوناردو دافينشي ثالوثًا تقليديًا للأساتذة الفن العظماء في تلك الفترة.