نازك شوقى
كشفت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي مشترك من جامعتي «نورث ويسترن» و«ميامي» الأمريكيتين و«معهد بحوث الطب الحيوي» ببرشلونة، بتمويل من مؤسسة أبحاث السرطان العالمية الخيرية البريطانية، أن امتصاص الأحماض الدهنية الموجودة في زيت النخيل من العوامل المعززة للانتشار النقاتل السرطانية.
وجد الباحثون خلال دراستهم أن زيت النخيل يحتوي على حمض يسمى حمض البالمتيك، والذي يتسبب في حدوث تغيُّرات في وظيفة الجينات في الخلايا السرطانية، ما يتيح لها اكتشاف الأحماض الدهنية واستهلاكها بشكل أكثر كفاءة، وفقًا لموقع «scientificamerican».
وأوضح التقرير أن النقائل السرطانية هي أحد أخطر الأسباب التي تؤدي لإعادة انتشار الأورام السرطانية لدى المتعافيين، وتشير الأبحاث إلى أن النقائل السرطانية المنبثقة من الورم الأصلي والتي تنتشر في أماكن أخرى من الجسم والمرتبطة بتطور الأورام الخبيثة، تعد مسؤولة عن 90% من حالات الوفيات الناتجة عن السرطان.
واستخدم الباحثون خلال الدراسة حمض البالمتيك وهو أحد الأحماض الدهنية الأكثر شيوعًا في زيت النخيل، حيث أضافوه إلى النظام الغذائي لمجموعة من الفئران، واستنتجوا أن الخلايا السرطانية لدى الفئران التي تعرضت لزيت النخيل لفترة وجيزة في المختبر ظلت قادرةً بدرجة كبيرة على الانتشار النقيلي، حتى بعد زرعها بترتيب تسلسلي دون تعريضها لمستويات عالية من زيت النخيل.
ويقول سلفادور أزنار بينيتا الأستاذ بمعهد بحوث الطب الحيوي ببرشلونة، والمشارك في الدراسة، إن «معرفة أضرار تناول زيت النخيل قد تفيد كثيرًا في فهم العوامل المهم لتفادي عودة انتشار الورم السرطاني في الجسم البشري».
وأضاف «بينيتا» أن اتباع نظام غذائي غني بزيت النخيل من شأنه أن يعززعودة انتشار الأورام السرطانية في أماكن مختلفة من الجسم، حتى لو حدث التعرض لهذا الحمض الدهني في مرحلة مبكرة جدًّا من المرض، مشيرًا إلى أنه ربما لم يكن المرض اكتشف إصابته بالفعل.
وأكد أن قدرة الخلايا السرطانية على إعادة الانتشار تعود لاستهلاك حمض البالمتيك الذي يحتوي عليه زيت النخيل وليس للأحماض الموجودة في زيوت أخرى مثل زيت الزيتون وبذر الكتان.
وعن آلية الانتشار فأوضح أنه بعد التعافي من المرض تتبقى الذاكرة المعززة للانتشار النقيلي للخلايا السرطانية، والتي تزيد قدرتها على الانتشار في حالة تعرضها لحمض البالمتيك، ما يسمح للورم بمهاجمة الجسم مرة أخرى، حيث يمد هذه الحمض الخلايا السرطانية بالطاقة.