الأحد , ديسمبر 22 2024
خريطة مصر

ثلث الآثار..ونصف الجغرافيا !

الدكتور عاطف معتمد

في حديثه الأسبوع الماضي أمام العالم خلال احتفال طريق الكباش تجنب وزير الآثار ترديد العبارة غير الموثقة بأن الأقصر تضم “ثلث آثار العالم”.

لم تعد العبارة موثقة ولا مضمونة إذا كنا سنحصي عدد المعابد والمواقع الأثرية في العالم. لكن من زاوية أخرى فإن ما يضمه هذا الإقليم يتجاوز معظم ما هو موجود في مواقع عالمية من حيث عمق الأفكار، والطرائق الهندسية المتبعة، والرموز والدلالات، والفن المعماري القديم، فضلا عن الاهتمام العالمي خلال ١٥٠ سنة من الكشوف الأثرية شبه المتصلة والتي نهب منها الدبلوماسيون والسياسيون الغربيون الأغلبية ولم يتركوا في مصر سوى أقل القليل، ومع ذلك فإن هذا القليل من الضخامة ما يجعله كافيا ليكافئ ما لدى ١٠ دول أخرى من آثار.الجميل في الأمر أيضا أننا إذا اضفنا إلى ثيبيس ( طيبة أو الأقصر حاليا) كلا من قفط وقنا لأصبح لدينا هذا الإقليم الذي نسميه ثنية قنا، والذي به من التفاصيل الجغرافية ما لا يمكن فهم مصر إلا من خلاله. فعلى خلاف حالة الانعزال الجغرافي الحالي بين المحافظات والأقاليم إلا أن ثنية قنا اكتسبت وظيفتها التاريخية ليس فقط من خلال توحيد الجنوب والشمال، بل أيضا من خلال ربط الصحراوين الشرقية والغربية عبر طرق التعدين والتجارة، وهو المطلب الذي يحب أن يرد له الاعتبار في العصر الحديث في هذا الإقليم الذي بدونه لا نفهم نصف الجغرافيا في بلادنا.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.