واذن فقد تبين لنا ان كلمة ” فرعون ” هي لقب دون ادني شك خاصة وأن الجملة المصرية الأخيرة التي اشرت إليها فى نهاية المنشور السابق والتي تقول أن المتهم كان يعلن ” باسم فرعون ” لكي يوثق اعترافه … وهي الجملة التي تنهي اي جدل حول حقيقة كلمة فرعون في أنها لقب لامحالة..ولنعود القهقرى مرة اخري لكي نقرر أن لقب فرعون لم يكن يوضع في خرطوش خلال عصر الدولة الحديثة
اذ أن هذه البدعة كانت من أعمال ملوك العصر المتأخر .. وكان يكتب بدون خرطوش مرات لا حصر لها وتؤكد أيضا علي أنه كان لقب للملك الحاكم .. ولدينا من النصوص المصرية القديمة مايؤكد هذا..
اذ ورد على لسان احد المتهمين أنه أقسم اليمين الملكي وشفعه بقوله ” الذي قدراته ( يقصد الحاكم ) أشد بأسا من الموت ” ثم يؤكد علي هويته عقب ذلك بقوله ” ( أنه ) فرعون (عاش موفقا معافا) مولاي ”
ويحلف متهم اخر اليمين الملكي ويقول جملة اكثر تفصيلا عن سابقه ” الذي شر قدراته اشد بأسا من الموت (أنه) فرعون عاش موفقا معافا” ثم يؤكد مرة أخرى بقوله ” سوف أنطق بصدق أو حق فرعون عاش موفقا معافا ولا اتفوه زورا.
والحق أن الشواهد كثيرة التي تثبت أن كلمة فرعون كانت لقبا للملك الحاكم ولم تكن اسما ابدا ..ولعل البدعة التي أدخلها ملوك العصر المتأخر في وضعهم هذا اللقب داخل خرطوش هي ما دفعت اليونانيون في تقليدها علي معابدهم فأنزلق اليها من لم يقرأ ويحسن القراءة ويدرس دراسة وافية في علوم المصريات قبل أن تجترئ يداه فتخط كلاما هو الهراء بعينه فيأثم في حق نفسه وفي حق كل من يقرأ له وﻷن لم يرجع عما يفتريه علي العلم فسوف يبوء بذنب كل حرف كتبه واضل به احدا فالكلمة أمانة فاذا لم تستطع أن تؤديها علي وجهها الصحيح فلا تكتب وألزم الصمت وأترك لغيرك هذا الأمر ممن توفرت فيه مقومات وخصائص العلم الشريف.
والله اسأل ان يجعل ما نشرته هنا خالصا لوجهه الكريم وأن يفتح علينا فتوح العارفين ويحشرنا مع العاملين بعلمهم يوم تتبدل الأرض غير الارض .
جزاك الله خير يا دكتور طارق