الجمعة , نوفمبر 22 2024
طارق فرج
دكتور طارق فرج

لفظة فرعون هى لقب وليست اسما ( 1 )

ليس من طبعي تسفيه آراء الآخرين او السخرية منهم والتقليل من شأنهم حتى لا أتهم بسوء الخلق والغرور العلمي.. ولكن قضى الله علي كاتب السطور ان يكون قارئا نهما ودارسا محققا لما يقرأ وهذا أمر لا حيلة له فيه فقد نشأ على هذه الحالة ووجد نفسه متورطا فيها لايكاد يرى لها فكاكا…

القصد انه قد ألقت المصادفات في طريقي الايام الماضية كتابين باللغة العربية عن فرعون الخروج .. واسس المؤلفان كتابيهما علي فكرة ان لفظة “فرعون ” هي اسم وليست لقبا وانه كان هناك ملك كان اسمه ” فرعون ” هو الذي ورد ذكره في الكتب السماوية وغاب عنا في متاهات التاريخ ولازال مجهولا الخ الخ الخ… واستشهدا ببعض ادلة ( هكذا اطلقا عليها ) منها خرطوش منقوش علي بعض المعابد اليونانية الرومانية تظهر فيه لفظة فرعون داخله بأعتبارها اسما ومنها انه ورد ذكر لفظة فرعون باعتبارها اسما في القرآن بين هارون وقارون اي انه لابد ان يكون اسما طالما وقع بين اسمين ومنها انه لم يعرف ابدا ب أ ل وانما جاء هكذا دون تعريف ﻷنه بالبداهة اسم وليس لقب الخ الخ الخ.

والحقيقة انه قبل الاقدام علي الرد العلمي علي هذين المؤلفين اسمح لنفسي بكلمة مفادها ان دراسة التاريخ جد لا هزل فيها وان من يتصدي للكتابة فيه يجب عليه ان تتوفر فيه مقومات علمية خاصة فضلا عن ثقافة متنوعة واسعة ليست في لغته فحسب وانما في لغات الغرب ايضا وانه ينبغي له متابعة احدث الابحاث وتعهدها في الدوريات العلمية المتخصصة علاوة علي الكتب التي تفد تباعا من كل حدب وصوب… وقد تأكد لي انهما لا يفعلان هذا والمؤلفان لايحملان درجة علمية كبيرة فقد اكتفيا بالليسانس ولم يكلفا نفسيهما مشقة القراءة المتعمقة في المصادر المصرية القديمة او حتى يستشيرا من هم على علم .. وكيف السبيل الى ذلك وهما لم يعرفا حتى طرائق منهج البحث العلمي او درسوه علي اساتذة دراسة منظمة وانما تخطفا المعلومات من هنا وهناك دون تثبت او تحقيق… لا اقول انهما يجب ان يحصلا علي دكتوراه حتى اشهد لهما بكفاية العلم – وان كان هذا من ألزم الامور – فكم من كاتب تفوق علي حملة الدكتوراه والزمهم الحجة والبيان

وانما أقول ان تخطف المعلومات المضلة دون التحقق من صحتها يفقد اي كاتب مصداقيته وتصبح كلماته في مهب الريح…فاذا كان المؤلفان قد قرأ فاحسنا القراءة لعرفا ان لفظة فرعون هي لقب قولا واحدا لاشك فيه وماكان قد سقطا في هذه الوهدة واضاعا مجهودهما.. فاذا ثبت ان كلمة فرعون هي لقب بالأدلة النصية من المصادر المصرية القديمة فهذا معناه ببساطة ان كتابيهما مجرد كلام فارغ ﻷنه انما أقاما نظريتهما على افتراض خاطيئ منذ البداية وبالتالي انهيار كل ماتم البناء عليه

ومن ثم لايعول عليهما في اي معلومة صحيحة ولذلك وجب التحذير من أمثال هذه المؤلفات وعدم قراءتها ﻷنها تضر اكثر مما تنفع وتضلل ولا تهدي .. وقبل الرد العلمي ثمة كلمة اخيرة للمؤلفين انصحهما فيها باستكمال دراستهما العليا والاطلاع المتواصل لبطون المصادر قبل المراجع قبل ان يتصديا للتأليف في التاريخ فقد قيل لرجل وقع في هذا الخطأ قديما ” لقد تذببت قبل ان تتحصرم ” ومعناه انه قبل ان يتحول العنب الى زبيب فإنه يجب ان يمر بمرحلة الحصرم وبعد ذلك يصبح زبيبا.. اي عليهما ان يمرا بمرحلة التهيئة العلمية قبل ان يجري قلميهما بالكتابة.. وهم لايعرفان بالطبع ان الدراسات التاريخية هي من أخطر الدراسات طرا ﻷن الغش خفي فيها ينساب بين السطور فيضل الناس ويضرها ضررا بليغا.

( فى الجزء الثانى نسرد الأدلة الدامغة علي أن لفظة فرعون هي لقب وليست اسما )

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.