الأحد , ديسمبر 22 2024
أنطوانى ولسن

بنت الشوارع .

بقلم : أنطوني ولسن باستراليا
شاهدت على شاشة التلفزيون بطريق الصدفة فيلما يحمل هذا العنوان ” بنت الشوارع ” . لم أشاهد الفيلم من البداية . ومع ذلك شدني عنوان الفيلم وأخذت أتابع القصة وألحق بما فاتني من معنى ومضمون . ووجدت نفسي أعيش مع أحداث الفيلم حتى النهاية . فكرت كثيرا ثم قررت أن أكتب عنه .

أمسكت بالقلم وبدأت الكتابة .
أنها قصة أسرة مثلها مثل أي أسرة في العالم يدب الخلاف فيها بين الأب والأم .

يحتدم هذا الخلاف الى درجة الأنفصال ، الأبنة في سن المراهقة

زوابع المنزل تتلقفها ، ترتفع بها وتهبط في عالم لا استقرار فيه ولا أمان أو أطمئنان .

البيت الذي يمثل القلعة الحصينة للأبناء ، زلزلته الخلافات المستمرة ودمره الانفصال .

تهرب الأبنة وتجري ولكن إلى أين الهروب ! لا مكان لها سوي الشارع .
في الشارع تتلقفها أيدي زبانية الشر والفساد ممثلة في شخصية ” قواد ” ضائع مثلها .

لكنه استطاع أن يقف على قدميه على أشلاء مثلها من بنات الشوارع اللواتي لفظتهن بيوتهن

وخرجن الى الشارع ليقعن في قبضة هذا الشيطان الملاك .
غواها بالزواج وهذا دائما ما يكون مفتاح قلب المرأة ، أي أمرأة تمر بمحنة عاطفية

وما أصعب ما تمر به هذه الفتاة المسكينة من محنة عاطفية أشد تأثرا من محنة الحبيب

وهي محنة تفكك الأسرة وضياعها

بعد هذا تصير الأمور كلها رخيصة ولا مكان للعفة والشرف ولا أيضا معنى للحياة في حد ذاتها .
انغمست الفتاة في الرذيلة وأصبحت بائعة هوى في الطرقات .
عرفت الأم بالأمر ، أفاقت على ما فعلت وما تسببت من ضياع لأبنتها ، صممت على استردادها ، أرتكبت جريمة اختطافها ، حبستها في المنزل حتى تمر فترة النقاهة من المخدرات التي تتعاطاها ، أبلغ زوج الفتاة الشرطة باختفائها ، بدأت تحريات الشرطة تصل إلى الحقيقة ، حقيقة وجودها في منزل الأم .
وهنا بحكم القانون تخرج الأبنة ألى الشارع مرة أخرى ، وتعود ألى سابق عهدها

أما الأم فتبذل المستحيل وتلجأ ألى الإعلام لإستمرار عطف الناس ومحاولة مساعدتها .

يبتعد هذا ” القواد ” عن المكان ومعه الفتاة ، تستطيع الأم أن تعرف المكان فتذهب إليها

تشاء الصدف أن تتعرض الابنة لمحاولة إعتداء عليها وقتلها .

في نفس الوقت تتقابل مع الأم وهنا يدور الصراع بين العودة

إلى الأم أو البقاء مع هذا الشيطان .
يتغلب منطق الأم وحبها وحنانها .

تتماثل للشفاء ، يتجمع الإعلاميون خارج البيت للحديث معها

تخاف البنت من مواجهة الناس ، ماذا ستقول لهم ؟ أتقول لهم أنها كانت بائعة هوى !؟
لا يا أمي لن أستطيع مواجهتهم ، تنظر الأم أليها ، تحتضنها وتقول لها :
” ماذا قال الناس عن مريم المجدلية ، لقد تابت ولم تعد ألى الى الخطيئة مرة أخرى ، وأنت يا أبنتي ..” . لم تكمل حديثها فقد بكت الأبنة وارتمت في حضن أمها كفكفت الأم دموع ابنتها وطلبت منها أن تبتسم وتواجه الإعلام والناس والحياة …!!
كلام .. وكلام

الفاشلون يميزهم غرورهم .
أن أسأت أليك .. لن تنساني . وأن أحسنت أليك .. سرعان ما تنساني . الأفضل أن لا تنساني .
عندما قلتِ ” ضمني ألى صدرك .. أحتضني ” ظننتك تنشدين الدفء والحنان . ما ظننت أنك ترسلين بقبلاتك الى من هو وراء ظهري .

المرأة نار لمن لا يعرفها .. ونور يضيء لمن يعرفها لكن هل تعرف هي نفسها !!؟

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.