الأحد , ديسمبر 22 2024
طريق الكباش

من حقى أن أفرح وانتقد….

عرض جميل والإضاءة والتصوير كانوا الابطال ،اما الموسيقى فقد كانت تحتاج أن يكون عمل أوبرالى عالمى يشارك فيه نجوم مصر بالاوبرا ،ونجوم العالم ، بالتنسيق والوقت المناسب لكى ينضج العمل الفنى ، فهناك أكثر من أوبرا كان يمكن ان نقدمها، مثل أوبرا كفاح شعب طيبة ، وفتوحات تحتمس الثالث ،وطرد الهكسوسواخناتون ، واحمس نفرتارى ، والكثير من القصص التى تلهم خيال العالم ولا تعتمد على الابهار والنطنطة والفطفطة والخرتنة الفنية.

أجمل ما فى احتفالية إعادة اكتشاف طريق أبى الهول هى الفرحة بعودة الأقصر على الخريطة العالمية للسياحة، وأدراك الدولة المصرية لأهمية هذه المدينة العالمية ، فقد تم إهمال طيبة ، الأقصر، عقودا كثيرة حتى أصبحت شوارعها واسواقها،وفنادقها السياحية فارغة تماما من السياح، لأنها أصبحت ،زيارة اوبشنال اى زيارة اختيارية والتى مثلت قديما عاصمة الجنوب والشمال منذ عام ١٥٨٠ ق.م هذا التاريخ المهم فى تاريخ مصر بعد ان استطاعت نفرتارىان تشحذ الأبناء كأمس،واحمس فى طرد الهكسوس ،كفاح شعب طيبة ، العمق المصرى الاستراتيجي الذى لم يستطع الهكسوس من السيطرة عليه ، ثم جاء الملوك العظام أمثال تحتمس الثالث من تأسيس أول امبراطورية حكمت العالم القديم شرقا وغربا، جنوبا وشمالا، ونشرت الحضارة المصرية بكل مكان من العالم القديم، لذا ،فلم يكن من السهل طرد الهكسوس لولا هولاء الرجال والمرأة المصرية التى لم تنس أن الهكسوس يحكمون مصر من عاصمتهم فى الشمال( افاريس )

ناصر النوبى

بل تجاوزات الهكسوس وصلت إلى ان ارسلوا مندوبهم السامى إلى الجنوب وقالوا اسكتوا افراس النهر ، وهم يؤمرونهم بالتوقف عن تصنيع السلاح والعجلات الحربية، التى كانت احد الاسباب فى احتلال مصر دامت إلى أكثر من قرنين من الزمان ، لكن ايزيس المصرية لم تنسى ثأرها،القديم الذى لم يسقط مع الزمان ، لأن طيبة المكان لم تسقط ، ونجحت احمس نفرتارى فى حرب التحرير وتحررت مصر من الاستعمار الهكسوسى ، وبدأت فى إبتداع،استراتيجية الدفاع عن حدودها ،وتأمين حدودها الجنوبية والشرقية ،والغربية ،والشمالبة، حتى قام تحتمس الثالث الفارس والملك العظيم فى تكوين اول إمبراطورية حكمت العالم أساسها العلم و العدل والماعت ، فقد كان كان يصاحب الملك فى فتوحاته،العلماء والفنانين ويشهد على ذلك معبد الكرنك وصالة( الأخ منو )صالة الاحتفالات بالانتصارات، فقد دون ووثق الفنان المصرى القديم النباتات والحيوانات التى وجدوها فى تلك البلاد ، حتى سار على نهجه فى العصر الحديث نابليون بونابرت

ناصر النوبى

فقد احضر معه علماء الآثاروالتاريخ والتراث والمصورين، الذين رسموا المعابد واعادوا اكتشاف الحضارة المصرية ، لذا فإن ما يحدث وحدث بالاقصر بموكب الفيضان هو إعادة اكتشاف الاقصر طيبة فى عيون المصريين فى المقام الأول وهذا مهم جدا كى يعى ويدرك الشعب أهمية تاريخهم وجمال بلادهم، وان يعرفوا ويفخروا أن الحضارة ليست فعلا ماضيا، انتهى ،بل أنها فعل مستمر والدليل على ذلك أن العالم يأتى من كل فج عميق ،ومن كل مكان، كى يتعلموا من تاريخ وحضارة اجدادهم العظام ، وهذا يجعلنا ان نطرح سؤال ،ماذا سوف نترك نحن المصريون الآن لأحفادنا بعد ألف عام من الآن ،؟!هل نحافظ على على تراثنا ،الذى اثبت بالتجربة انه رأس مالنا ، وان مصر هى خزائن الأرض، التى كلما مر بها الزمان زادت قيمتها ، وأن كل يوم يمر على معبد الاقصر ومعبد الكرنك والإهرامات ،فإن قيمته تزداد مع الوقت ،ولا تصاب بالتضخم ،فهى ليست عملة تتعرض لقوانين السوق ،بل هى كنز لانهائى، أبدى

لكل الاجيال المصرية المعاصرة والتى سوف تولد بالمستقبل

وجدير بالذكر ان كل طفل يولد بالعالم الذى يصل إلى ٧ مليار نسمة يحلم ان يزور الأهرامات ومعبد الأقصر والكرنك وأبى سمبل وفيلة ومدينة هابو ،ووادى،الملوك ، وكل آثار مصر التى تصل إلى ثلث آثار العالم ، وهى آثار لا يمكن ان تقارنها بأى آثار وتاريخ اخر ،لأنها فريدة وسبقت العالم أكثر من ثلاثة آلاف سنة !يجب أن تدرك مصر ان قوتها لن تكون فى الوصول إلى كوكب المريخ ، فقد تقدمت قديما فى الفلك والطب والهندسة ،وهى اول التاريخ واول الحضارة ، لذا فإن قوة مصر الحقيقية و الناعمة هى هذا الموروث الذى تركه الاجداد، الذى يجب أن نحافظ عليه ، بل يجب تخصيص ميزانيات ضخمة من موارد هذه المعابد فى صيانتها وفى تطويرها ، فلا يمكن بأى حال من الأحوال ان تكون ميزانية معبد ادفو مثلا لا تصل إلى ٥٠٠ جنية ، وهو الذى يزوره كل يوم أكثر من ألف سائح ، لذا يجب أن تخصص الدولة ميزانية كبيرة لهذه المعابد لصيانه ما بها من كنوز ، حتى نستقبل هذا السائح الذى يأتى إلى مصر بالطريقة اللائقة قوة مصر الناعمة هى رأسمالها الأبدى،الذى سوف يحقق أعلى العائدات فى المستقبل القريب فقد أدركت الدولة أهمية الحضارة المصرية كأمن قومى، وأتى الآن إن يدرك أبناء الشعب جميعا ،انهم أغنى شعوب الأرض هم واحفاد لذا يجب أن تهتم مؤسسات الدولة الطيران والسياحة، والشركات السياحة بأهمية المرشد السياحى ،الذى أصبح الآن حاله لا يرضى عدو او حبيب ،فقد أصبح بين المطرقة والسندان ،بعد ان استبدت به الشركات السياحية ،التى لا تدفع له أجره

وبعض المراكب التى تؤرق نومه، والشرطة تستفزه كل يوم ، وهو العصب والعمود الفقرى الذى تعتمد عليه صناعة السياحة

أقول هذا الكلام حتى لا تضيع كل هذه الجهود التى تقوم بها الدولة لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية ، وأن ما توليه الدولة من اهتمام لهذه الصناعة سوف يكون له مردود اقتصادى قوى فى المستقبل القريب اذا قامت الدولة بالقضاء على الفساد السياحى ،وان تكون الجودة وليس السعر فى بيع البرامج السياحية، وأحكام السيطرة على الشركات التى تبيع برامج مصر بأبخس الاثمان، وتدمر الأسواق السياحية المصرية فى الخارج، ،،يجب أن تكون هناك منظومة واحدة تحقق القيمة المضافة من هذه الاحتفالات التى يمكن ان تكون نقطة تحول فى المستقبل القريب اذا أصبحت مصر قبلة لكل فرق العالم ونجوم العالم، وأن يكون هناك عمل اوبرالى كل عام ،وحفلات غنائية وموسيقية وشعبة لكل فرق العالم وبهذا تنشط السياحة الفنية التى لا تعتمد على الأبهار فقط بل تعتمد على الفنون الحقيقية ،وبهذا تصبح مصر واثارها قبلة لكل فنان لأن مصر عالمية ، وليس لها مثيل ، فقط يجب أن نواجه مشاكلنا ،ونقوم بتطوير أنفسنا والتعليم.

ناصر النوبى منصور

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.