كتبت الصحفية البحرينية سوسن دهنيم يوم مقال على صحيفة الوسط بعنوان ”السودان التي رأيت” سطرت انطباعات طيبة عن زيارتها الى السودان و كتبت في عمودها في صحيفة الوسط البحرينية و قالت (تذهب لبلادٍ للمرة الأولى. ربما لم تعرف عنها الكثير. ربما لم تشاهد لها صوراً، تقصيراً منك أو من إعلامها.
تشعر برهبةٍ أولى لجهلك بها و بتضاريسها و طقسها وعاداتها و قد نسيت أنها بلاد عربية أفريقية سيكون لها نفس الهم و نفس الطقس و نفس الكرم).
و أضافت سوسن دهنيم (ما حدث معي في رحلتي للمشاركة في ملتقى الشعر العربي و الأفريقي التي لم تنتهِ حتى كتابة هذا المقال جعلني أخجل.
أخجل لشدة الحفاوة التي استُقْبِلنا بها نحن الضيوف من الدول العربية و الأفريقية؛ إذ استقبلتنا المراسم الرئاسية منذ سلم الطائرة واحداً واحداً، و أُخذنا للقاعة الرئاسية في المطار لتنهي إجراءات السفر بينما نحن ننتظر، برغم اختلاف مواعيد وصولنا لأرض السودان المضياف، لننتهي إلى غرفنا في الفندق و نحن نشعر بكرم الجهة المستضيفة، و هي مجلس الشباب العربي و الأفريقي، و اهتمام الدولة ابتداءً بالرئاسة التي وفّرت سياراتها الخاصة للوفود المشاركة طيلة أيام الملتقى، و رعت الملتقى بحضور نائب رئيس الجمهورية الذي أشاد بدور الشعر و الشعراء في الحياة كلها،
و ليس انتهاءً بالرجل السوداني العادي، و تلك المرأة التي سقتنا الشاي المعد بكل حب في مقهى بدائي جداً على نهر النيل الأزرق. مروراً بمعتمد أم درمان السيد مجدي عبد العزيز الذي استقبلنا في منزله بحفاوة و كرم).
و قالت سوسن دهنيم (أن تسمع ببلادٍ ليس بالضرورة أن تعرف أو تتخيّل ما بها حقاً. إذ عرفتُ السودان من خلال روايات الطيب صالح، و أمير تاج السر، و أشعار الهادي آدم و بعض الأصدقاء السودانيين من الشعراء و الإعلاميين، الذين التقيتهم في مهرجانات متفرقة في دول شتى. لكن ما رأيته في تلك البلاد كان كفيلاً أن يجعلني أقول: خمسة أيام غير كافية لزيارتها.
لا لجمال التضاريس بها، و لا لخضرة أراضيها، أو جمال طقسها، و لكن لجمال قلوب أهلها البيضاء التي لم تستطع سمرة بشرتهم إخفاءها.
السودان «الجنة التي يجري من تحتها الشعراء» كما قالت عنها الشاعرة الكويتية سعاد الصباح و لم تكن تبالغ أبداً؛ إذ بين كل شاعر و شاعر يولد شاعر.
السودان التي ظلمها الإعلام كثيراً؛ فلا اهتم بحضاراتها التي تعرفنا إليها من خلال زيارتنا إلى المتحف القومي السوداني، و لا عكس ما بها من نوابغ في اللغة و الأدب و الغناء إلا قلة قليلة جداً).
و أضافت سوسن دهنيم في مقالها (هي البلاد التي تستقبلك بابتسامة لا تخشى بعدها غربتك. و تضحك أمامك كلما أخبرتها بنظرتك المغلوطة عنها قبل أن تزورها؛ إذ كانت صورتها لدي ليست أكثر من بلاد بدائية تعنى بالزراعة و الرعي، بيوتها في الأغلب من طين، لكنني كنتُ أعرف تماماً كم تحتوي من ثروة بشرية في مجالات متعددة صادفت كثيراً منها، شعراء و أدباء و فنانين و إعلاميين و أكاديميين.
لكن ما وجدته كان مختلفاً فيما يخص المعمار و التمدن، فقبلتُ بضحكتها و هي تسمع نظرتي المغلوطة التي لم أخفها عنها).
و ختمت الكاتبة البحرينية سوسن دهنيم مقالها ( «حبابكم» -كلمة سودانية دارجة تستخدم للترحيب – لم تقال لنا، و لكننا رأيناها بكل ما تحمله من حميمية و كرم و طيب و بساطة و خلق… فيا أهل السودان: شكراً لكم)