لأول مرة من 3000 سنة ، يعود «طريق الكباش» ليظهر للنور ويرى الشمس مرة أخرى .
«طريق الكباش» هو في الأصل طريق ملكي كان يربط ما بين «معبد الأقصر» و «معبد الكرنك» ويبلغ طوله 2700 متر ، وكان ملوك مصر القديمة يستخدمونه في الاحتفالات والطقوس الدينية الطريق وقتها كان له اسمين؛ الأول هو «وات نثر» ويعني طريق الرب، والثاني هو «تا مي رهنت» ويعني «طريق الكباش» وده لأن الطريق كله مزين على الجانبين بتماثيل على هيئة كباش في وضعية أبو الهول ، والكبش هنا بيرمز للاله آمون الطريق ده كان مجهول وغير معروف لأنه ظل مدفون تحت الأرض لقرون طويلة ، و أول من اكتشف هذا الطريق ده كان الدكتور الأثري «زكريا غنيم» عام 1949 ، حين كان ينقب عن الآثار فعثر على 14 كبش .
الأثرى زكريا غنيم صاحب عدد كبير من المؤلفات فى الحضارة الفرعونية وتاريخ مصر القديم، ومكتشف هرم الملك سخم – خت من ملوك الأسرة الثالثة سنة 1952، بدأ حياته بوهج كبير فى الاكتشافات الأثرية وانتهت بشكل مأساوى حيث انتحر غرقا فى النيل.
قصة الأثرى المصرى التى لا يعلمها الكثيرين منا قدمتها بالتفصيل إدارة التنمية الثقافية بمكتب وزير السياحة والآثار من خلال حملة أطلقتها عبر موقع فيس بوك تحت عنوان، “علماء اثار مصريون ، والتى تهدف إلى إلقاء الضوء على علماء آثار مصريين كانوا أهم وأشطر من الأجانب ولم يأخذوا حقهم في الشهرة والمجد.
وصادف غنيم فى حياته سوء حظ مصحوب باضطهاد انهت حياته، بعد أن كان يجهز نفسه ليكون واحد من أهم علماء الآثار فى عهده مثل #هيواردكارتر مكتشف مقبرة #توت_عنخ_آمون وأحمد كمال باشا أول أثرى مصرى وسليم حسن صاحب موسوعة مصر القديمة.
بدأت قصة غنيم فور تخرجه حيث عمل فى مجال الحفائر، واستطاع بسبب حبه وشغفه بالآثار وحب المغامرة إنه يكتشف هرم الملك سخم – خت من ملوك الأسرة الثالثة سنة 1952، وتأكد إنه ليس هرما عاديا، ولكنه هرم مدرج مثل هرم زوسر المدرج، واكتشف بداخله قطع غريبة ومهمة مثل أواني من الحجر والذهب والخزف ومواد تجميل، واستمر في عمله حتى سنة 1954 ووصل إلى حجرة دفن الملك ووقف أمام تابوته المقفول.
الاكتشاف العظيم هذا “طلع اسم زكريا غنيم للسما”، وأصبح اسم مصر يتردد على ألسنة العالم أجمع، وبالتالي بدأ جميع علماء الآثار من كافة دول العالم يأتوا مصر لاستكشاف أسرار الهرم المميز.
وقرر غنيم إن عملية فتح التابوت تكون على الهواء وأمام العالم بحضور الرئيس جمال عبد الناصر, ومع فتح التابوت ببطء، وقف الجميع في حالة اندهاش وترقب في انتظار رؤية مومياء الملك سخم خت، الذى سيجعله أهم كشف في التاريخ بعد الكشف عن مقبرة الملك توت، ولكن كانت المفاجاة: وجد التابوت فاضي ولا يوجد بداخله أى دليل على صاحب الهرم، وكانت صدمة العمر لغنيم.ولم يكن هذا آخر الرحلة:
حيث اتهمه البعض بسرقة وتهريب آثار وهي التهمة اللي انهت حياته المهنية والاجتماعية، وبالرغم من نجاح صديقه الأثري الفرنسي “جان فيليپ لوير” فى إيجاد دليل براءته ولكن كان بعد فوات الآوان، وعند حضوره لمصر ليمنح غنيم دليل براءته، كان الاخير وصل إلى حالة من الاحباط دفعته ليرمي نفسه في النيل سنة 1959.
رحل زكريا غنيم وترك لنا مجموعة من المؤلفات الهامة في مجال الآثار