خالد محمود
كتبت الفنانة سمية الخشاب انها “لم تعش مراهقتها لأن والدتها كانت تمنعها من ذهاب بيت عمها وبيت خالها لأن لديهم اولاد “. عبارة قد تقبلها ، وقد ترفضها كتفكير بينك وبين نفسك بوصفها تكرار لحملات “تسويق ” سابقة لفنانات ونجمات مجتمع قلن انهن من أسرة محافظة “،.
لكن بالتاكيد حين يصبح هذا التصريح مناسبة مجانية لاطلاق الاف التصريحات المكتوبة المتحرشة على وسائل التواصل الاجتماعي ، والتي تتحرش علنا بهذه الفنانة من نوع “طب تعال عندنا ماعندناش اولاد” و “تعالي اعيشك مراهقتك على اصولها”، فان الخيط يتوه منك –حول الاخلاقي وعدم الاخلاقي ، خصوصا لو هذه التعليقات ارتدت خيالات جنسية من نوع ..تعالي … وماتعتبرنيش ابن عمك وما شابه .
هذا نموذج عابر لفكرة الاستباحة ، في مجتمعاتنا دائرة ، والتي تبدأ ب “شيطنة ” الانسان ثم تتحول لفرصة مجانية لاطلاق كل المكبوتات اللاخلاقية داخل الاخلاقي الشكلي متصورا صاحبها انه على “التراك ” الصحيح دينيا واخلاقيا وانسانيا ، طبعا نموذج سمية الخشاب ، نموذجها الفج ، لكن هو المنطق ذاته في استباحة المختلف السياسي اوالفكري واغتياله معنويا والرقص فوق جثمانة ، واباحة التفس الامارة بالسوء لقول كل منحط عنه
بوصفه ..فاسق … او كافر .. او عميل .. او بيقبض ..او أو او ، وبوصف المتكلم ملاك بأجنحة . عبارة اكررها كل لحظة … اسوأ ماتم في منطقتنا ، توقيف خاصية “جهاد النفس ” .. واستبدالها ب “جهاد الغير ” ،،، والذي بدأ دون يكلف المرء نفسه ولو لحظة – متابعة صراع الملاك والشيطان بداخله كان ام الكوراث في مجتمعاتنا .