جمال رشدي
فجأة وبدون مقدمات اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب فيديو قديم للقمص ( المشلوح) زكريا بطرس، يتناول فيه سيرة الرسول الكريم، والسؤال هنا له عدة أجزاء،
اولا. لماذا في هذا التوقيت نشر تريند هذا الفيديو؟
ثانيا. من وراء نشر هذا الفيديو بكل احترافيه؟
ثالثا الي متي سنظل سلعة استهلاكية للاعداء؟ وللاجابة على ما طرحناه يلزم اولا ان نقول وسنقول ان هناك حروب فتاكة باسم الجيل الخامس والسادس، تلك الحروب تعتمد على الإدارة عن بعد ومنها وأكثرها تأثير على الوطن مصر الإشاعات التي تطلق على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا موقع الفيس بوك الذي اصبح مستنقع خطير لاغراق للمواطن. كل شئ مدروس ومخطط له والخطورة تكمن في ثقافة اللاوعي الذي تصيب الكثير من اهالينا في مصر، ويلزم وبكل سرعة تدخل الدولة لسد الفجوة بين سرعة وقوة تلك الحرب على الموقع المفضل للمصريين على الفيس وبين ثقافة اللاوعي التي يتم العمل عليها من الأعداء وان تطلب الأمر حجب ذلك الموقع الذي اصبح خطر على الأمن القومي المصري.
اولا، التوقيت له حساباته فنشر ذلك الفيديو القديم والموجود منذ ٧ سنوات له دلاله سياسية قوية للغاية، لأنه جاء عقب مؤتمر باريس ونجاح الدولة المصرية بقوة في إنقاذ ليبيا من مستنقع الفوضى الخلاقة وكان المستهدف منها هو وضع خنجر في جنب مصر من الناحية الغربية، والنجاح هنا عظيم ولا يقل عن نجاح المصريين في ثورة ٣٠ يونيو، ومن قبل ذلك بشهور نجاح تونس في ضربة موجعة للتنظيم الارهابي، ارجعت ابواقهم الإعلامية ان مصر هي من خططت وساندت الرئيس التونسي لفعل ذلك ومنذ ايام قليلة أيضا قيام الجيش السوداني بضربة موجعة لمخطط صوملة السودان وما زالت اصداءه مستمرة الي الان وايضا أشارت الابواق الإعلامية العميلة ان مصر هي من خططت وساندت،، وخلال ال ٧٢ ساعة الماضية كانت الضربة القاسمة لمخطط الشرق الأوسط الكبير عن طريق قيام مصر بتوقيع ملحق أمني للمعاهدة كامب ديفيد مع الجانب الإسرائيلي ينص على تواجد الجيش المصري داخل المناطق المحرمة عسكريا في سيناء التي كانت بمثابة البوابة الشرقية للمخطط الجهنمي، كل ذلك هزيمة شنيعة لمخطط الشرق الأوسط الكبير،، وعلي البعد الأمني الإقليمي تواجد مصر بقوة في العراق وهو المستنقع الاقوى المخطط ومرورا بالأردن ولبنان وسوريا هكذا صنعت مصر حزام لوجستي وامني حول المخطط الجهنمي. هذا بعض من اسباب تدوير نفايات الفتنة الطائفية داخل المجتمع المصري الذي استعصي على كل سيناريوهات المخطط، فبجانب زكريا بطرس المتطرف هناك أيضا شيوخ فتنة يتم استخدامهم لتلويث الهوية المصرية وهي الركيزة القوية المتبقية لثبات وتماسك المجتمع، وعلي الدولة المصرية التدخل بالضرب بيد من حديد علي كل من يثير الفتنة لتهديد أمن المجتمع. ثانيا. ومن وراء ذلك الإشاعات ونشر ذلك الفيديو؟ هي لجان إلكترونية منظمة ومحترفه تدار عن بعد عن طريق أعداء الوطن، ربما يكون بعضها اخوان واخرون وبكل تأكيد يعملون لحساب الخارج الذين هم قادة المخطط، الجهنمي للشرق الاوسط الجديد.
ولعل قراءي الأعزاء يتذكرون ما كتبته عن سيناريو المخطط الصهيوني الخاص بالديانة الإبراهيمية الجديدة والرامية الي قيام الولايات الإبراهيمية على جسد تلك الديانة في المنطقة ( مملكة صهيون)، تلك الديانة تتطلب زعزعة ثوابت الديانات السماوية وتتطلب تحارب بينهم في المنطقة حتى لا يكون هناك تماسك ايدلوجي ضد الديانة الجديدة،، ولا ننسي تصريح فضيلة شيخ الأزهر برفضه كليا لفكرة تلك الديانة منذ ايام في مؤتمر بيت العائلة،، هنا جاء رد الأعداء بذلك الفيديو القديم لاهالة التراب على تصريحات فضيلة شيخ الأزهر التي لاقت استحسان من كل أطياف المجتمع المصري والمجتمعات العربية. انه المخطط الجهنمي
يا سادة ولا بنقذنا منه إلا التماسك بقوة ضد اي محاولات لضرب ذلك التماسك، وبجانب ذلك على الدولة المصرية التدخل بقوة للجم سعار تلك الحرب الشرسة التي ينساق ورائها كل من هو ليس لديه وعي او إدراك للمنتج الثقافي لنوع الإشاعات التي تدار عن بعد. حمى الله مصر من كل شر ومكيدة.