الجمعة , نوفمبر 22 2024
مختار محمود

تسنجلوا تصحَّوا

مختار محمود

الحمدُ لله الكامل المتكامل، الذى أحلَّ الفضائل، وحرَّم الرذائل، وعكَّر صفو المرتبطين، وأراح بالَ “السناجل”. أدعوه سبحانه بأن يقضى لنا كل المشاكل، وهو بلا شك على ذلك قادر.. ثم أمَّا بعدُ.. فإنَّ “السناجل يحتفلون اليوم بعيدهم الميمون المبارك. و”السناجل” هم مجتمعٌ – لا شك- عاقل، فطنوا للحقيقة، ولم يفعلوا مثل كل مرتبط متخاذل. فيا أيُّها السناجل، طبتم وطاب ممشاكم، وكل عام وأنتم بعقلكم كامل متكامل، فلا تفرطوا فى حريتكم، مهما كان المقابل. فلعنة الله على كل لذةٍ تتبعُها مشاكل، أو تتلوها أعباء تثقل الكاهل.

المرتبطون أمواتٌ، فإن “تسنجلوا” انتبهوا. المرتبطون أمواتٌ، أما الأحياءُ فهم “السناجلُ” تسنجلوا تصحِّوا. تشبَّه بالسناجل ولو لم تكن مثلهم..فإنَّ التَشبُّه بالسناجل فلاحُ. على مر التاريخ.. الناجحون هم “السناجل”. النابهون هم “السناجل”. الأصحاء هم “السناجل”. المُعمرون هم “السناجل”.

الأوفرُ مالاً ورزقًا هم “السناجل”. هم – وأيمِ اللهِ- شعبُ الله العاقل، لم يشغله التواصل، ولم يبحث عن التناسل، ولم يسعَ إلى التكاثر فى مجتمع يضيق ذرعاً بأبنائه، وتفكر نائباته فى إخصاء رجاله الكوامل.

فيا كل فتاة عاقلة وفتى عاقل..”تسنجلوا تصحوا”؛ فإنَّ تسعة أعشار العافية فى “السنجلة”، وعشرة أعشار الصحة فى “السنجلة”. ما يضيرُك أن تكون “سنجل”، فلا تنفق مالك على أطباء الأطفال والبامبرز والألبان والمدارس والسبلايز، وما أدراك ما السبلايز، والمناسبات والرحلات والحفلات والمناسبات والهالوين والفلانتين بنسختيه: المحلية والعالمية، وأعياد الميلاد والخطبة والزواج؟ أيها السناجل.. عيشوا حياتكم، استمتعوا بكل لحظاتها، حققوا ذاتكم، اصنعوا نجاحاتكم، خلدوا أسماءكم أولاً، فإن أردتم أن تُنهوا حياتكم، وسئمتم راحة البال، فودِّعوا مجتمع “السناجل“، وحينئذٍ لن تلوموا إلا أنفسكم التى قادتكم إلى حيث النهاية العاجلة، إما مرضًا مزمنًا، أو موتًا مبكرًا، وإما في محاكم الأسرة عميلاَ دائمًا ونزيلاً مقيمًا، وإما فى أحسن الأحوال.. حول طاحونة الحياة طائفًا، حتى تهلك وتنقضى سيرتك.

فيا كل “سنجل” ويا كل “سنجلة”..املأوا الأرضَ والفضاءَ، بتراتيل السلام والوئام، املأوا الصدور والقلوب، بآمال السلام، وحب الحياة، وتحقيق الأحلام. ويا كل “سنجل”، ويا كل “سنجلة”.. لا تهنوا ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون، فليس هناك أغلى من الحرية ثمنًا، وما الارتباط إلا سجن افتراضى، ومٌعتقل بلا أسوار.

ويا كل “سنجل”، ويا كل “سنجلة”.. حافظوا على عقولكم، واحفظوا قلوبكم، ولا تجعلوها تميل كلَّ الميل، ولا تخضعوا بالقول ولا بالفعل. “السناجل” فى مأمن إن تجاوزوا، ومَن سواهم مرجومون إنْ أخطأوا .

“السنجلة”.. لا تعنى وحدة أو عزلة، فما أكثر المرتبطين الذين يعانون من الوحدة والعزلة، ومن الخيبة و”الوكسة”. من الوحدة قد تكون بطلاً، ومن العزلة قد تصير اسمًا، ولكن بالارتباط، لن تكون إلا صفرًا على الشمال، إلا من رحم الله، وهم يومئذ قليلٌ.. أقول قولى هذا وأستغفر الله لكل من ترك “السنجلة” طواعية و ذهب إلى التهلكة اختيارًا، ودامت أيام “السناجل” بكل سرور وخير وسعادة..

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.