من المعروف عن معبد كوم أمبو أنه كُرس فى الأساس لعبادة التمساح ، وذلك لأن منطقة كوم أمبو قديماً كانت من أكثر أماكن تجمع التماسيح فى مصر ، وقد أطلق المصرى القديم على هذا المعبود إسم “سوبك” ، إلى أن جاء البطالمة ومن بعدهم الرومان وقاموا بدمج المعبود “حورس” مع “سوبك” فى هذا المعبد ليُصبح معبد كوم أمبو المعبد الوحيد الذى يضم معبودين يُعبدان معاً فى مكان واحد ؛ وقد شغل “سوبك” الجزء الأيمن من المعبد بينما خُصص الجزء الأيسر لـ”حورس” .
– ومن الطريف أننا نجد الكاتب المصرى القديم فى الجزء الخاص بالمعبود “سوبك” قد تلاعب بالكلمات المصورة فى أشكال التماسيح وذلك لتلغيز معنى النصوص وأيضاً لإضفاء نوع خاص من القدسية إليها ، وعلى سبيل المثال هذا النص الذى تلاعب فيه الكاتب بعدد عشرة تماسيح للدلالة على معنى خاص ومقدس ، فإن التماسيح التسع الأولى تعبر عن كلمة “التاسوع Psḏt” على إعتبار أن التاسوع المقدس ما هو إلا صور مختلفة للمعبود الرئيسى والأزلى “سوبك” (التمساح) ، بينما التمساح العاشر يعطى معنى كلمة “المعبود nṯr” على إعتبار أن المعبود هنا هو التمساح نفسه “سوبك”.
– ويُقرأ النص ويُترجم كالتالى :-
ḥḳȝ ḫnt Psḏt nṯr nṯry ḫnt ḥwt-irw sr wr m Šd-bg
الحاكم أمام التاسوع ، المعبود الالهى فى “مقر الهيئة (المقدسة)” ، الأمير العظيم فى “منقذة الغريق”.
* “مقر الهيئة ḥwt-irw” هو إسم من أسماء معبد كوم أمبو (وخاصة الجزء الخاص بـ “سوبك”)
* “منقذة الغريق Šd-bg” هو إسم جبانة كوم أمبو ومدفن المعبود أوزير بالمدينة وهى المنطقة الواقعة خلف المعبد.
نقلها لنا أحمد بدوى