بقلم المحامي نوري إيشوع
إنقضتْ أعواماً و أطفال بلادي لا تنام
فجروا مدارسهم، بعثروا أحلامهم
حرقوا دفاترهم، كسروا حتى الأقلام
إنقضتْ أعواماً و أطفال بلادي لا تنام
مشردون على الطرقات، جياعى
يفتشون حاوياتُ القمامةَ بحثاً عن
لقمةٍ تسكتُ صراخ المعد الخاوية
بدلا من الحنانِ والعيش في الأحلام!
إنقضـتْ أعواماً و أطفال بلادي لا تنام
قتلوا طفولتهم، إنتهكوا براءتهم
كالذئاب الجائعة تتغلغل بين الأغنام
سلاحهم غربي و تخطيطهم غربي
أموالهم خليجية، نفطية، شرق أوسطية
أعوانهم و أدواتهم شريرة، شيطانية
أطفالهم ينامون وهم غارقون بالإحلام
حتى كلابهم كالأمراء، تنامُ على ريش نعام
أما أطفال بلادي من شدةِ الإلم لا تنام
قتلوا أبائهم و أمهاتهم و أضحوا بالملايين
إيتاماً
يفرشون الأرض القاسية و يغطون
أجسادهم الطرية تحت قبة السماء الصامتة
فوانيسهم النجوم و أحذيتهم أقداماً تآكلتْ من
الحصى و الصخر لإنهم يعيشون في عالمٍ
قلبه معجون برائحة البترول وعقولهم
بعيرية وهم وحوشاً و ليسوا بشراً!
أطفالُ العالم و كلابهم تنام على ريش نعام
أما أطفالَ بلادي أبداً لا تنام!!
تتضرعُ الى الخالق تحت ضربات
الجوع و رجفة الأقدام، أن يحاسبَ
الظالمَ و كل أتباعه و الأعوان
وغداً سوف نسمع حكم العادل، الديان!