كشف الأثرى أحمد صالح باحث المصريات أن أحداث التاريخ لا تشير إلى أن زوجة الملك “إخناتون” نفرتيتي ومحظيته “كيا”، وابنته “مريت أتون” قد دفنوا في وادي الملوك بالأقصر، موضحا أنه إذا تم نقل رفاتهم فإن المنطق التاريخي يشير إلى أن رفاتهم ستنقل إما إلى المقبرة 25 بوادي الملوك أو المقبرة 55 وكلا المقبرتين تنتسبان إلى الملك إخناتون.
وقال صالح، إن الابنة “مريت أتون” هي الابنة الأولى في ترتيب بنات إخناتون ونفرتيتي الست، واختفت من الأحداث وعمرها 19 عاما، وهي ولدت في الأقصر قبل أن تنقل الأسرة الملكية إلى العاصمة الجديدة “اخيت اتون” بمحافظة المنيا، وتزوجت “مريت اتون” من “سمنخكارع”، وأنجبت ابنة تحمل نفس اسمها ولكن أضيف لاسم الابنة صفة الصغرى.
وأضاف أن المحظية “كيا” التي تزوجها “اخناتون”، لم يعرف عنها علماء الآثار شيء قبل عام 1959 حتى تم العثور على إناء عطور يحمل اسمها وهو موجود حاليا في متحف المتروبوليتان، وعثر على قطع إثرية تخصها في المقبرة رقم 55 بوادي الملوك بالأقصر، وهي تابوت ذهبي وأواني كانوبية، كما سجل اسمها على جدران مبني “مارو اتون” في تل العمارنة، وهو في الأصل أهدي لها، ولكن فيما بعد استبدل باسم ابنة إخناتون “مريت اتون”.
وأردف قائلا “إن” كيا ” ربما تكون قد اختفت من المشهد السياسي بعد العام الحادي عشر من عصر “إخناتون” ولا يعرف حتى الآن سبب الاختفاء هل بسبب الوفاة أم انقلب عليها الملك، وربما تكون ” كيا ” هي أم الملك ” توت عنخ أمون ” اعتمادا على منظر بمقبرة إخناتون بتل العمارنة، وفيه يمسك إخناتون بيد نفرتيتي وهما ينحنيان أمام جسد امرأة وبالقرب منهما مرضعة تحمل رضيعا وبجوارها حامل مروحة مما يعني أن الرضيع شخصية ملكية والأسماء ممحوة، وربما جسد المرأة هو محظية اخناتون “كيا “والطفل هو ابنها “توت عنخ امون “.
وعن الملكة نفرتيتى، أوضح الاثري أحمد صالح أن الزوجة الشهيرة لاخناتون “نفرتيتي ” هي الزوجة الملكية الرئيسية وحملت القاب مهمة مثل ” سيدة الوجه القبلي والوجه البحري ” و” سيدة الارضين “، وهي تشتهر بتمثالها النصفي الذي نحته له مثال العصر ” تحتمس ” وعثر عليه في مرسمه، ويري البعض انها تولت الحكم بعد وفاة “اخناتون ” باسم جديد وهو “سمنخكارع “، والبعض يراها مصرية وهي ابنة “أي “، واخت “موت نجمت “، والبعض الاخر يراها نفس شخصية الاميرة الميتانية ” تادوخيبا ” ابنة الملك الميتاني “توشراتا “، وتزوجت من اخناتون وانجبت له ست بنات.
وأكد أنه لا يمكن قبول دفن كل من نفرتيتي وكيا ومريت اتون في البر الغربي بالأقصر بسبب احداث التاريخ التي حدثت ما بين العام 12 و15 من حكم الملك اخناتون، والمعروف أن اخناتون حكم 17 سنة، ففي تلك الأربع سنوات اختفت من احداث التاريخ كل من ام الملك تي وزوجته نفرتيتي ومحظيته كيا وبناته “مكت اتون ونفر نفرو رع وستبن رع “، ويبدو أنه كان هناك وباء قضي على عائلة اخناتون.
وأشار إلى أن الملكة نفرتيتي تقلصت سلطاتها في العامين العاشر والحادي عشر، وهناك منظر مهم يعود للعام الثاني عشر، وهو يصور نفرتيتي وهي تضرب أحد الأسري وهو مشهد يخص الفرعون وحده وكان هذا المنظر على أحد المعابد بـ”اخيت اتون”، ولكنه الآن موجود في متحف الفنون الجميلة ببوسطن، وربما بسبب هذا المنظر انقلب عليها الملك اخناتون، وهذا يشير إلى أن العلاقة بينهما لم تكن على مايرام، موضحا أنه في العام الرابع عشر اختفت “نفرتيتي ” من المشهد السياسي ولا يعرف هل بسبب موت مفاجئ بوباء أم انقلب عليها الملك وأطاح بها، وفي العام الخامس عشر بدأ ظهور “مريت اتون ” مع شخصية تدعي “سمنخكارع”.
وتابع أنه إذا كان العام الخامس عشر هو الأخير لهذه الشخصيات فإنها من المنطقي أن يدفنوا في تل العمارنة بالمنيا لاسيما أنه لا يزال إخناتون حاكما على مصر، أما إذا قلنا بأنه تم نقل رفاتهم بعد اختفاء إخناتون من عرش مصر فإن المنطق يقول إنهم سوف يدفنون في مقبرة اخناتون التي شرع في بنائها قبل أن يذهب إلى تل العمارنة بالمنيا، وهي إما المقبرة 25 بالوادي الغربي المتفرع من وادي الملوك أو في المقبرة 55 التي تضم مقتنيات متنوعة من عائلة اخناتون، وبالتالي أحداث التاريخ لا تقبل أن يتم دفن هذه الشخصيات في وادي الملوك بالأقصر.
الوسوم"نفرتيتي" أحمد صالح اخناتون الأقصر
شاهد أيضاً
ماذا بعد تأييد حكم إعدامه سفاح التجمع
أصدرت محكمة جنايات مستأنف القاهرة، برئاسة المستشار مدبولي كساب، اليوم،الأربعاء، حكمها بإعدام سفاح التجمع شنقًا، وذلك …