الأحد , ديسمبر 22 2024
مختار محمود

“ريش” وبوسي شلبي وأشياء أخرى

مختار محمود

جرى العُرف أن اسم “بوسي” يرتبط بامرأة موهوبة أو دلوعة أو جميلة أو مثيرة مثل: الممثلة بوسى، والمطربة بوسي، والراقصة “بوسي” صاحبة رائعة: “قبل ما نطلع سوا ع الروف”، غير أن المذيعة بوسي شلبي تفتقد كل صفات الموهبة والجمال والخفة والدلع، وليست أكثر من كائن صحراوي لا تجد لوجوده وسط الأضواء مبررًا مقبولاً، ولا يمكن لعاقل أن يستسيغ إطلالتها على الشاشة، مهما تعرَّت من أعلى أو من أسفل! الإعلامية المذكورة “جابت م الآخر”، وفضحت بجهلها وضحالتها خفايا موقف بعض الفنانين من الفيلم المثير للجدل: “ريش” ومن صُناعه، وأن الأمر لا يعدو كونه حقدًا دفينًا على بطلة الفيلم المغمورة القادمة من أدغال المنيا، ومن مخرج شاب يتحسس طريقه وينطلق بسرعة الصاروخ دون ضجيج أو ظهير إعلامي.

لقد حققت بطلة الفيلم السيدة “دميانة”- ببساطتها وموهبتها الفطرية- ما لم تحققه صديقات بوسي شلبي، وجميعهن ممن يوصفن بـ”نجمات الصف الأول”، وحصد فيلمها لأول مرة في تاريخ مصر جائزة من مهرجان كان السينمائي الدولي.

هذا الكائن المعروف إعلاميًا بـ”بوسي شلبي” استضافت في برنامجها المشاركات في الفيلم، وبدلاً من أن تقدم لهن التهنئة وتجبر بخاطرهن وتقدمهن للجمهور بشكل يواكب ما حققنه من نجاح استثنائي وعالمي، إذ بها تعايرهن وتسخر منهن وتزدريهن في سقطة مهنية وأخلاقية بامتياز لا تقع فيها إلا بوسي شلبي.

هذا الموقف الهابط من الإعلامية معدومة المهنية يعكس – بجلاء ووضوح- موقف الفنانين والفنانات من الفيلم وبطلاته ومخرجه، ومن بينهم الثلاثي المرح: شريف منير وأشرف عبد الباقي وأحمد رزق الذين غادروا مشاهدة الفيلم أثناء عرضه في مهرجان “الجونة السينمائي”؛ زعمًا بأنه “يسيء إلى مصر”، وكأنهم هم الوطنيون ومحتكرو صكوك الوطنية، وكأن مصر الكبيرة ينال منها فيلم أو مائة فيلم مما تعدون، وكأن السينما العالمية لا تنتج مثل هذه النوعية من الأفلام دون أن تتعرض لمزايدة أو هجوم أو تطاول من احد! بوسي شلبي – التي تستمد بقاء واستمرارها من صداقاتها الفنية- تصرفت على طريقة: “الدبة التي قتلت صاحبها”، وكشفت بـ”غشوميتها” ما سعى الوسط الفني بأكمله إلى إخفائه، وهو تشكيل رأي عام ضد الفيلم، وشيطنة صُناعه، و”الغلوشة” على نجاحه، خاصة أن هؤلاء البسطاء صنعوا لمصر مجدًا سينمائيًا غير مسبوق، وهو ما لا يروق للمذيعة الساذجة وصديقاتها المُسنات اللاتي لم يحققن خلال عدة عقود من التمثيل وأشياء أخرى إنجاز “دميانة نصار”.

هذه الحالة من الحقد الأسود لا تقتصر على الوسط الفني، ولكنها تمتد إلى جميع الأوساط دون استثناء، ولكن ظهرت بقوة في التعامل السلبي والغشيم مع فيلم “ريش” الذي لم يحقق إنجازًا غير مسبوق فحسب، ولكنه كشف –في الوقت نفسه- عوار النفوس الأمارة بالسوء والغل والحقد التي تكره نجاح وتفوق غيرها، وتنصب له الفخاخ، وتثير حوله الغبار، ويُحسب لـ”بوسي شلبي” أنها أزاحت الغطاء -دون قصد منها- عنهم جميعًا، وأثبتت عمليًا مقولتي: “العين متكرهش إلا اللي احسن منها”، و”عدوك ابن كارك”.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.