بقلم : مدحت عويضة
أشاعت بعض صفحات الإخوان علي التواصل الاجتماعي أن هناك تعاونا قادماً ما بين أقباط المهجر والإخوان المسلمون في أمريكا، وذكر أسم منطمة التضامن القبطي، وذلك للعمل معا علي الإفراج عن المعتقلين ومن بينهم رامي كامل
قبل الرد علي تخاريف الإخوان المسلمون دعوني أذكر لكم بعض الحقائق عن أقباط المهجر وعلاقتهم بالإخوان.
في أحد الاجتماعات في كندا وكنت أصغر الموجودين سناً وكان الاجتماع عقب أحد الحوادث الأليمة التي كانت تمر بنا في عصر مبارك انفعلت واندفعت بحماس الشباب وقلت لابد للنظام أن يرتدع حتي لو تحالفنا مع الإخوان المسلمون.
مرت الجملة بدون أي تعليق ويبدو أن الجميع راعي صغر سني في ذلك الوقت.
عقب الإجتماع اتصل بي المهندس فيكتور عبد الشهيد، وقال لى أنت قلت نتعاون مع الإخوان المسلمون كان ردى أنا أسف كنت منفعل فقال لي تعرف معني التعاون مع الإخوان إيه؟
أحب أقولك علشان لو كنت عايش تقول عمى فيكتور قال، ولو كنت ميت تبقي تفتكرني.
معني التعاون مع الإخوان المسلمون هو فناء الأقباط من مصر والقضاء عليهم نهائيا وسنكون مثل مسيحي العراق.
تذكر ذلك واحتفظ به في ذاكرتك.
كنت أتذكر كلام عمي فيكتور وأنا اتابع الأوضاع في مصر بعد ثورة يناير
وهرع الأقباط للهروب من مصر وصراخهم لنا كل ساعة في التليفونات شوفوا لنا طريقة نخرج بها
في عام 2009 قمنا بمظاهرة أثناء زيارة مبارك لواشنطن ، وعلي ما أتذكر كانت في شهر مايو
ثم تأجلت لوفاة حفيده لشهر أغسطس، وكان وقتها يقود المظاهرة مجدي خليل وسعد الدين إبراهيم.
وفوجئنا بمظاهرة أخري يقودها موريس صادق.
بمجرد علمنا بمظاهرة موريس صادق عملنا نحن القادمين من كندا علي ضم المظاهرتين
وبعد مجهود كبير مني ومن المهندس فيكتور عبد الشهيد، نجحنا في إقناع موريس صادق بالانضمام إلينا
واتذكر أنني احتضنته وقلت له أنها المرة الأولي التي نتقابل فيها ، وربما تكون الأخيرة
وفعلا رحل موريس صادق قبل أن نلتقي مرة أخري.
كان اعتراض موريس صادق علي وجود بعض الإخوان في مظاهرة مجدي خليل
وبالفعل كانوا عدد لا يزيد عن عشرة أفراد
كنا نظن أنهم “تيار مدني” أو حركة “كفاية” لكنهم كانوا ينتمون لتنظيم الإخوان المسلمون
وقد تحولت المظاهرة في بعض الأحيان لتلاسن بين شباب الأقباط وبين الإخوان نحمد لله انها لم تصل للإشتباك.
وجدت سعد الدين إبراهيم يجلس علي أحد المقاعد بجانب المتظاهرين في الحديقة الواقعة أمام البيت الأبيض فاقتربت منه عرفته بنفسي وسألته سؤال مباشر.
لماذا تريدنا أن نتعاون مع الإخوان؟ فقال أن تركناهم ولم نعمل معهم سيستقطبهم النظام للعمل ضدنا.
فكان ردي مبروك عليهم النظام ، ومبروك علي النظام الإخوان أما نحن فسنظل حركة وطنية مدنية نتعاون مع الحركات المدنية ولن نضع أيدينا مع جماعة دينية وإلا كان الأولي بنا التعاون مع المؤسسات الدينية القبطية.
بعد هذه المظاهرة قطعت العلاقات تماما بين الإخوان وبين الأقباط وأتذكر أنهم حاولوا استقطاب الأستاذ كميل حليم وتصدي لهذا الأمرالمتنيح القمص مرقس عزيز.
في أثناء مظاهرات يناير 2011 وفي وسط مدينة تورنتو هتف الإخوان لا يهودية ولا مسيحية اسلامية اسلامية. صرخت في الجميع بأعلي صوتى قائلا لو هتقولوا اسلامية يبقي نار مبارك ولا جنتكم عايزين دولة مدنية احنا معاكم عايزينها دينية احنا مع مبارك.
تغير الهتاف ولم يعلق أحد علي كلامي إلا بعض الشباب الذي شكرني علي التعليق.
قضية رامي كامل تشغل بال كل الأقباط في الداخل والخارج فرامي لم يفعل شيئا يستحق عليه السجن لمدة اقتربت من عامين.
نؤمن أن رامي مظلوم وندافع عنه ونطالب بحريته مستخدمين كل القنوات.
لن نلجأ للإخوان المسلمون في أي فضية لا قضية رامي ولا غيرها
لقد رفضنا التعاون معهم قبل الثورة فكيف نتعاون معهم بعد أن رأينا فجرهم وعنفهم بأعيينا عندما وصلوا للحكم في مصر.
ليس لي الحق في التكلم بأسم منظمة التضامن القبطي التى لها مجهود تشكر عليه في قضية رامي
كذلك الهيئة القبطية الكندية ، والأهرام الكندي لم يتخلوا عن رامي ولن نتخلي عنه حتي يتم الإفراج عنه.
لن تسمح المنظمات القبطية والنشطاء الأقباط في المهجر بالتعاون مع الإخوان مطلقا في أي قضية أو لأعضائها حتى مجرد الحوار
بل أن أقباط المهجر لن يتركوا شخص قبطي واحد لكى يتعامل مع الإخوان
فهل هناك من سيضحي بحرق تاريخه وتاريخ منظمته من أجل العمل مع الإخوان ؟
الإخوان لديهم سجناء يقولون أنهم معتقلون سياسيون ويريدون مساعدة ذويهم.
هذه قضيتهم هم أحرار فيها لكن ليس لنا ناقة ولا جمل وإن كنا في زمن مبارك قلنا لهم نار مبارك ولا جنتكم فماذا سيكون الرد الأن؟؟.
يستطيع الإخوان أن يحلموا بتعاون الأقباط معهم كيفما شاءوا فلا يوجد ما يمنع أي شخص من أن يحلم.
ولكن لن يجدوا قبطي واحد في المهجر يتعاون معهم.
في نهاية مقالي أوجه نداءا للرئيس السيسي بسرعة الإفراج عن رامي كامل الذي لم تثبت عليه تهمة واحدة منذ القبض عليه في نوفمبر 2019.
دعونا نغلق الباب علي الإخوان دعونا نمنعهم حتي من الحلم بتعاون أقباط المهجر معهم أفرجوا عن رامي كامل ودعونا نغلق هذا الملف للأبد