الأحد , ديسمبر 22 2024
دكتورة هويدا عبد المنعم د.القانون الدولي العام

جاستس الدولية للاستشارات توضح طرق فض المنازعات سلميًا

سعى المجتمع الدولي قديمًا إلى حل خلافاته، وما ينشب من نزاعات دولية بطريق القوة البدنية، واستخدام الأسلحة التقليدية ثقيلة الوزن والنقل.

بالإضافة إلى الطرق السلمية التي تطورت منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر تزامنًا مع تاريخ ظهور الدولة بشكلها الحديث.

عزيزي القارئ لم تدم طويًلا تلك الوسيلة – استخدام القوة – لحل النزاعات بين أعضاء المجتمع الدولي، فقد تحرك مجتمعنا الدولي سريعًا بآليات سياسية أو دبلوماسية أو قضائية لتجنب تطور هذه الخلافات إلى نزاعات مسلحة من أجل الحفاظ على السلام في العالم، وقد دعم الآليات الودية لحل النزاعات الدولية الوثائق، والقوانين، والتزام الدول بتطبيقها.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن تطور المجتمع الدولي مع تطور القانون الدولي، جعل استخدام القوة لفض النزاعات الدولية محظورًا، ووقوع التزام على عاتق الدول بحل خلافاتها بالطرق السلمية.

جاستس

وقد نصت على هذا اتفاقية لاهاي الموقعة في 18/10/1907م على أن “الدول المتعاقدة تتفق على بذل كل جهودها لتضمن التسوية الودية للمنازعات الدولية”، وكذلك نصت منظمة عصبة الأمم، وميثاق الأمم المتحدة، وميثاق جامعة الدول العربية على حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية.

كما شدد المجتمع الدولي على التزام الدول بتسوية نزاعاتها بالوسائل السلمية وفقًا للفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة.

لذا فإن الوسائل السلمية لحل المنازعات الدولية فاعلة لتجنب وقوع نزاعات مسلحة، وكذلك عدم تعرض السلم والأمن الدوليين، والعدالة للخطر، وهو ما يصبوا إليه المجتمع الدولي.

عزيزي القارئ تفض المنازعات الدولية بطرق سلمية متعددة ومنها الطرق الدبلوماسية والسياسية، والتي ينبثق منها المفاوضات، فالمفاوضات الدبلوماسية المباشرة من أقدم وسائل تسوية النزاعات الدولية، وأكثرها شيوعًا، فهي مباحثات أو مشاورات تتم بين دولتين أو أكثر بهدف تسوية خلاف قائم بينهما بطريقة ودية بعيدًا عن استخدام القوة، وليس للمفاوضات شكلاً معينًا، فقد تكون شفوية بتبادل أطراف النزاع وجهات النظر بينهم بشكل مباشر أو في صورة مكتوبة يقدمها أحد الأطراف ويرد عليها الطرف الثاني بصيغة أيضًا مكتوبة.

ولا يشترط في المفاوضات تقديم أي شروط أولية من قبل طرفي النزاع، فعدم وضع شروط مسبقة يساعد على نجاح الحل للقضايا المتنازع عليها.

كما ينبثق من الطرق الدبلوماسية والسياسية أيضًا المساعي الحميدة والوساطة، فالمساعي الحميدة هي تقريب وجهات نظر الأطراف المتنازعة لتمكنهم من مباشرة المفاوضات أو استئنافها لتسوية القضية العالقة بينهم.

لكن تبقى المساعي الحميدة مرهونة بإرادة أطراف النزاع لعدم قوتها الإلزامية في مواجهتهم.

جاستس

وعلى الجانب الآخر نجد أن الوساطة تتطلب تدخلاً أكثر حدة، وأقل سرية، فالدولة الوسيطة لا يُقلص دورها على الحضور فقط بل تقترح قواعد التفاوض، وتتوسط في المفاوضات لدفع الدول المعنية بتقديم تنازلات متبادلة وصولاً لتسوية ودية للخلاف الدائر بينهم، فالوساطة عمل ودي تقوم به دولة أو مجموعة من الدول أو وكالة تابعة لمنظمة دولية أو شخصية ذو مركز رفيع.

كما أنها – الوساطة – أكثر إيجابية من المساعي الحميدة، وتتوقف فاعلية الوساطة على شخصية الوسيط، ومدى قوته السياسية على الصعيد الدولي، وثمة تشابه بين الوساطة والمساعي الحميدة، فكلهما يحتاجان إلى تدخل طرف ثالث صديق أو شخص يحظى بالثقة والسمعة السياسية المرموقة من قبل أطراف النزاع.

عزيزي القارئ إن السلام حلم تسعى إليه دول العالم تحقيقًا للتنمية المستدامة والعيش تحت مظلة حياة كريمة يسودها الأمن والإخاء والود، فالحياة بلا سلام ولا أمن لا تتناسب مع تكريم رب العالمين لبني آدم.

لذا يتحرك المجتمع الدولي للحفاظ على السلام والأمن الدولي.

هويدا عبد المنعم دكتور قانون دولي عام مستشار أكاديمي قانوني مجموعة جاستس الدولية

مع تحيات إدارة جاستس الدولية للاستشارات المستشار/ نشأت محمود عبدالعليم

المستشار نشأت محمود عبد العليم

شاهد أيضاً

سقوط القمع والاستبداد العربى

بقلم : أكرم عياد أين جمهورية سوريا الآن بعد حكم الطغيان والاستبداد ، أثنا عشر يوما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.