نشر كاتب عراقى رسالة الى السعوديين أنتشرت بقوة بين الوافدين لجمالها وروعتها
واليكم نصها كما وردت لنا
كنا في العراق أصحاب أقوى اقتصاد في العالم العربي ، دينارنا كان 11 ريال سعودي ونحن أكبر مخزون بترول على وجه الأرض
ونحن أصحاب أكبر حضارة تاريخية وعلمية
كنا نعيش في أمان وفي رغد العيش حيث كان كل شيء مدعوم وكل عراقي من حقه أن يستلم قطعة ارض مجانا وقرض من البنك بدون فائدة
و أما التعليم فقد كان إلزاميا ومن كثرة الإعمار احتجنا الى أيدي عاملة من كل الجنسيات حيث كان عندنا 9 مليون مصري غير الجنسيات الأخرى
وكنا بحاجة لهم حيث سدوا لنا الجبهة الداخلية في حربنا على المجوس .
وعندما انتهت الحرب وشعرنا بعدم حاجتنا لهم ردينا لهم الجميل ( بعضنا كان يضربهم ويهينهم ويأكل أموالهم ظلماً وعدواناً .. و طردناهم وخرجوا وهم يبكون من الظلم والقهر )
فمنهم من عَمَّرَ بيتاً خلال ثمان سنين التي كنا بحاجتهم فلما انتهت حاجتنا منهم أخرجناهم من بلادنا مظلومين ظناً منّا أنّ حالنا والنعمة التي كنا فيها ستدوم و أنّ حاجتنا لهم انتهت
ولكن الله يُمهل ولا يُهمل ، جاءت سنوات الحصار الاثنا عشر ، ووجدنا بعد ذلك الجوع والتشرّد والحاجة كي نعمل عندهم ولم تمرّ سوى أربع سنوات على هذا الحادث ، حتى أصبح العراقي الذي يجد عقد عمل في اليمن محظوظاً ..
ومرّت سنين الحصار حتى طحنَّا نوى التمر و أكلناه بدل الشعير أما القمح فكان حلماً ، و نحن الذين كنّا أثرى الناس ولكّنه الظلم للضعفاء أوصلنا لهذا ، ومات خلال هذا الحصار مليون طفل عراقي جوعاً ومرضاً.
ثم جاء عام 2003 وبدأ الاحتلال الأمريكي و ازداد الأمر سوءاً .. وجاء القتل والتشريد والاغتصاب والتجويع ، و أصبح الموت في كل بيت في العراق فمنذ عام 2005 الى 2007 تجاوز عدد القتلى مليون قتيل و حسب احصائية الأمم المتحدة يوجد خمسة مليون يتيم في العراق .
و أما الغلاء فهو لا يوصف … فالمعيشه في العراق أصبحت أغلى من كل الدنيا…ولا تكادون تجدون بقعةً على الأرض إلا وتجدون عراقياً مشرداً فيها
أرجو من إخواني المسلمين في كل مكان أن يتعظوا بما حصل لهذا البلد ويحذروا ظلمَ الناس ويكرموا ضيوفهم قبل أن يهينهم الله ، فوالله كنا نذهب الى فنادق تركيا فكانوا يقولون جاء البترول ، و الآن لا تكاد تجد فندقاً في تركيا إلا والخدم فيه عراقيين .. سامحوني على الإطالة و لنتذكر أن الدنيا دوارة وأنّ اللهَ يُمهل ولا يُهمل واشكروا الله اشكروا الله اشكروا الله وادعوا لبلدانكم وادعوا ببقاء الأمن والأمان فهو غاية لا يعرف قيمته إلا من فقده ..