بقلم: مدحت عويضة
تشهد كندا حاليا انتخابات فيدرالية في ظل منافسة حامية بين حزب المحافظين بقيادة إرين أو تول وحزب الليبرال بقيادة جاستن ترودو مع إحترامنا وتقديرنا الكامل لباقي الأحزاب الكندية.
شهد الأسبوع الماضي تراجع لحزب الليبرال وتقدم كبير لحزب المحافظين الأمر الذي جعل الجميع يتوقع فوزا كبيراً لإيرين أوتول ، ولكن مع بداية الأسبوع الحالي شهدت استطلاعات الرأي تقدم لترودو ليأتي من الخلف ليتعادل في استطلاعات الرأي ويتقدم بنسبة 0.5% ثم يتراجع ليتقدم 0.3% حسب أخر استطلاع قبل كتابة هذه السطور، وحسب الموقع الذي أثق فيه جدا هو 338 كندا
مازالت كل الاحتمالات مفتوحة فقد تنقلب الانتخابات في الخمسة أيام الأخيرة ، وقد نشهد علي الغالب حكومة أقلية من أي من الحزبين، وقد نشهد مفاجأة صارخة بحكومة أغلبية لأحدهما، وإن كنت أتمناها أن تكون زرقاء بلون حزب المحافظين.
هناك عوامل كثيرة تحدد نتيجة الانتخابت منها مدي قدرة أحزاب اليمين علي الحصول علي أصوات من حزب المحافظين ومدي قدرة أحزاب اليسار علي الحصول علي أصوات من الحزب الليبرالي,
الفاكسين – السياسة الخارجية – السماح بحمل وترخيص السلاح -، الهجرة وغيرها من العوامل، لكن في رأى الصراع الحقيقي يدور بين فصيلين كبيرين, فصيل الكادحين الذين يعملون ويكسبون أموالهم بعرق جبينهم ويدفعون الضرائب، وبين فصيل المستفيدين من الامتيازات التي قدمها ويعد بتقديمها ترودو والتي بدأت من وباء كورونا.
الفريق الأول يري أن حكومة ترودو انفقت ببذخ في فترة الوباء وأعطت أموالا كثيرة أكثر من اللأزم وحصل كثير من الناس علي هذه الأموال من غير وجه حق، ويؤمن هؤلاء أن الاقتصاد الكندي يحتاج لحزب المحافظين ورجاله لإعادة بناء الاقتصاد من جديد قبل أن تتحول كندا لدولة من دول العالم الثالث، وإن إعادة بناء الاقتصاد يتطلب سياسات اقتصادية حازمة، وهؤلاء مستعدون لتحمل أعباء هذه السياسات من أجل مستقبل أولادهم ومستقبل بلدهم. هؤلاء يمثلون العمالة المحترفة ، والمهنينن ، وأصحاب الأعمال الصغيرة والكبيرة ، ورجال الفكر والعلم ومعظم دافعي الضرائب في كندا.
أما الفريق الثاني فهو يمثل أصحاب الدخول الضعيفة و نجح الليبرال في تخويفهم من حزب المحافظين بإقناعهم أن حالة فوز حزب المحافظين سوف يخسرون كل الامتيازات المالية التي يحصلون عليها.
يزيد من تخوف هؤلاء أن الوباء في موجته الرابعة وقد يشهد موجة خامسة أو سادسة والله أعلم متي سينتهي. وللأسف أن عددهم قد يزيد عن الفصيل الأول، وسوف يصوت هؤلاء لليبرال أن لم ينجح حزب المحافظين في بتر مخاوفهم التى صدرتها حملة الحزب الليبرالي.
نجاح حزب الليبرال للمرة الثالثة قد يؤدي إلي انهيار كبير في الاقتصاد الكندي فالعجز في الميزانية تعدي 300 مليار دولار، علما بأن الليبرال تسلموا ميزانية من حكومة هاربر بموجب واحد مليار دولار سنة 2015.
كندا تحتاج لحكومة محافظة لتعيد تجربة هاربر التي بدأت سنة 2006, إلي 2015 وشهد العالم في وقتها حالة فساد كبيرة أثرت في إقتصاد العالم كله ولكن بفضل سياسة المحافظين كانت كندا في أمان ولم تشهد كندا حالة كساد بل استطاعت حكومة هاربر أن تترك البلاد في حالة اقتصادية جيدة وبدون عجز بل بزيادة في الميزانية قدرها مليار دولار.
عموما ستجري الانتخابات يوم عشرين من سبتمبر الحالى وهي انتخابات لا يستطيع احد التنبئ بنتائجها.
نتمني أن تأتي النتائج لما فيه الخير لبلدنا كندا ولما فيه الخير لمستقبل أولادنا.
سنتقبل النتائج ونثق في المؤسسات الكندية وفي نزاهتها ، ونحذر من مجرد محاولة التلاعب في النتائج ولا نريد أن نكرر الأخطاء التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية.
أسجل مقدما اعتزازي وفخري بحملة أيرين أو تول وفخور أنني شاركت في الحملة علي أرض الواقع في ثلاث دوائر ميسيساجا سنتر ،وشمال أو كفيل بيرلنجتون وميلتون وأتمني التوفيق للجميع.
أتمني أن تسفر النتائج عن حصولنا ولأول مرة علي ثلاث كراسي مصرية في البرلمان الكندي من خلال مرشحينا المصريين ، حنان رزق الله في شمال أوكفيل- بيرلنجتون ، وماري حنين في كيتشنر سنتر وأن فرانسيس في دائرة سانت لويس.
والأخبار المشجعة أن نتائج استطلاعات الرأي تقول أن ماري حنين وحنان رزق الله متعادلان مع مرشحا الليبرال في الدائرتين ويمكنهما النجاح وفي النهاية أتمني نجاحهن جميعا وأتمني أن اقدم التهنئة لهم في مقالي القادم.