جيهان ثابت
– من عجيب ما يطرق الأسماع ، ويسوق الأوجاع ، ويغرق قلوب المصلحين في حسرة شديدة ، أنه قد أنفق على تجارة الإباحية 57 مليار دولار سنوياً حسب إحصائية رسمية .
وهي تمثل ثالث أكبر مصدر دخل للجريمة المنظمة بعد المخدرات ، والقمار . والإباحية كلها وبال وبلاء على البشرية التي تلقى بسببها الويلات ، وترتفع أصواتها بالأنات والآهات مستجيرة بالعقلاء والشرفاء من أبنائها لتخليصها من الوبال ، والبوار بسبب ضمائر قد ماتت وقلوب أسكرتها شهوة المال ، وعقول باتت مسعورة لجمعه من كل سبيل .
ويتضاعف حجم الإقبال على شبكة الإنترنت كل مئة يوم تقريبًا . ومع ذلك فإن المواد الإباحية تستأثر بنصيب كبير من قبل المستخدمين لشبكة الإنترنت.
ومثال على ذلك أن صفحة واحدة استقبلت خلال عامين ما يعادل 60000 زائر يوميًا .
ناهيك عن بقية الصفحات التي تستقطب آلاف المستخدمين مما يتعاظم معه دور التوعية بإيجابية استخدام الشبكة ، ومتابعة الآباء ، بل ودور الحكومات في تنقية المعروض من خلال الحجب وغيره.
– الانترنت ثورة العصر ، منافعها جمة ، وعطاؤها غزير ، وهي مصدر لخير وعلم ومعرفة .
وهي على الجانب الآخر قد تكون سببا لشر مستطير لمن أصر على سوء استخدامها فيما يضر بثقافته ، أو فيما يكون سببا في انحراف أخلاقه وتميع هويته ، لا سيما المواقع الإباحية التي تشيع الرذيلة وتدوس العفاف وتغتال معانى الشرف والمروءة دون شعور بالمسؤولية ، بل تفعل ذلك في بلاهة عظيمة من قبل القائمين عليها ، والمستقبلين لها على حد سواء .
– ولقد أكدت دراسة حديثة مؤخرًا أن الذين يتابعون المواقع الإباحية يزيد لديهم العنف ، وعدم الاكتراث بمصائب الآخرين ، بمعني أنهم يتكون لديهم اللامبالاة في الحس ، والشعور بمن حولهم .
وذلك نذير خطر يهدد معاني الترابط ، والتكافل بين أفراد المجتمع ، مؤكدًا ضرورة الأخلاق الفاضلة كسبيل لحفظ المجتمع وصيانته .
– كما أن الإحصاءات والدراسات تشير إلي أن أكثر مستخدمي المواد الإباحية تتراوح أعمارهم ما بني 12 إلي 17 سنة . وأن هؤلاء المتابعين لا يدري أولياء أمورهم شيئًا عن طبيعة ما يتصفحونه على الإنترنت ، وفي ظل غفلة الآباء ، وغياب رقابتهم على أبنائهم يصبح الأبناء ضحايا لتلك التجارة الخبيثة التي تسرطن أخلاق الناشئة ،وتفسد الفضائل والقيم .