أمل فرج
كثيرا ما تكون البدايات محض ضرب من الخيال، وفصل من فصول الأساطير التي تفتقد لها مشاعر البشر وسط زحام العنف، والتنمر، وقسوة المشاعر، والظروف، وجفاف المسئوليات، وما تلبث أن تتكشف حقائق البشر من النوع غير السوي، أو هؤلاء أصحاب الضمائر المتبلدة، أو غير الصادقين، وأصحاب المصالح، والأهداف، وما إلى ذلك، الذين سرعان ما تغيرهم الأيام، وتكشفهم المواقف، وكثيرا ما تكون النهاية في أروقة المحاكم، تتابع الأهرام الكندي واحد من قضايا محكمة الأسرة فيما تحمل هذه المأساة.
كانت صورته لا تفارق خيالي، ولا حقيبتي أينما ذهبت أحملها، ومن وقت لآخر أقوم بالإتصال للاطمئنان عليه، والآن لا أطيق أن أسمع صوته، بهذه الكلمات بدأت الزوجة تروي مأساتها أمام محكمة الاحوال الشخصية، وتتساءل لماذا تتغير سلوكيات بعض الأزواج بعد أيام قليلة من الزواج يسمونها شهر العسل؟!
وتستكمل قائلة: لا توجد امرأة تتمنى أن تتحول في لحظة إلى ملف داخل محكمة الأحوال الشخصية، لكن هي الظروف التي تضطر معها بعض النساء إلى خوض هذه التجربة المريرة وهذا ماحدث معي بعد أن وصلت حياتي مع زوجي طريق مسدود.
واستطردت قائلة: حكايتي باختصار، هي أنني تزوجت في شقة مكونة من حجرتين متواضعتين، لم أمانع وتقديرا لظروف زوجي المادية، وقررت أن أصعد معه سلم المستقبل خطوة، خطوة وفجأة وبدون مقدمات وبعد أيام قليلة أثناء شهر العسل، ظهر وجه زوجي الحقيقي، واعتاد الاعتداء علي بالضرب، والسب والإهانة على أتفه الأسباب، وتملكني شعور بإنني أصبحت زوجة قديمة في نظره حيث كان يتعمد العودة متأخرا في الليل، حتى لايراني، وإذا تصادف وتلاقت عيوننا يختلق مشكلة كي يرى الإذلال في عيني، رفضت أسلوبه وطلبت منه أن يكون زوجا عصريا، ونشبت بيني وبينه مشادة كلامية انتهت بتلقيني علقة ساخنة وطردني من المنزل، وانتظرت طويلا أن يرسل لي ورقة الطلاق، لكنني فوجئت به يرسل إلي بدلا منها إنذار بالطاعة، واكتشفت بأنه يريد من فعل ذلك سوى الكيد لي، غير أن إنذار الطاعة الذي أرسله لي كان على حجرة بحمام مشترك مع الجيران، فكيف أكون آمنة على نفسي مع أناس لاأعرفهم؟!
وبعد أن استمعت المحكمة إلى شاهدي الزوجة، قررت بعدم الاعتداد بإنذار الطاعة الذي وجهه الزوج إليها، واعتباره كأن لم يكن.