تعد مشكلة الزواج والطلاق أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمع المصري، وخلال الأسبوع الماضي أثار ما عرف بزواج الـ«بارت تايم» الجدل في الشارع ومنصات التواصل الاجتماعي.
زاد الجدل على مواقع التواصل أمس، مع تصريح الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الذي أباح فيه الزواج، قائلاً: «لا نستطيع أن نحرم زواج البارت تايم أو نجرمه، طالما استوفى عقد الزواج الشروط والأركان، وهذا ليس زواج متعة، لأن هذا الزواج يكون محدد المدة بشهر أو شهرين أو أكثر، وفي هذه الحالة يكون الزواج باطلاً».
وأشار كريمة إلى أن شروط الزواج في الشريعة تتمثل في توافق الرضا بين الطرفين، والإشهاد، وتسمية الصداق أو المهر، وإذا توافرت هذه الشروط، فهذا يعني أن الزواج شرعي، ويترتب عليه حقوق مشتركة من التوارث والمعاشرة بالمعروف، والاستمتاع على الوجه المشروع.
في زواج البارت تايم، يتزوج الرجل زوجة ثانية، شرط أن المبيت يكون في حوالي يوم واحد في الأسبوع، وتعود الفكرة لأحد المحامين وهو الدكتور «أحمد مهران» المحامي والمتخصص في قضايا الأسرة، الذي أطلق مبادرتي «سلفيني زوجك»، و«زواج البارت تايم»، وهي أن السيدات يتزوجن زواجا «بارت تايم»، ليكون لدى الأرامل والمطلقات فرصة في الزواج الثاني.
ونشر مقطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يوضح فيه معنى ومضمون المبادرة، قال: «الناس معتقدة ان انا بطلع فكرة جديدة، أو ده اختراع أو نظام جواز جديد أنا بخترعه، الحقيقة مش كده خالص (زواج البارت تايم) ده زواج مطبق وموجود في مصر وفيه كتير من الدول العربية، وفي ناس بتعمله وناس كتير مطبقاه، لكن محدش يعرف أسمه ايه، ويمكن يكون مكانش ليه اسم قبل كده وكل الحكايه اني عملتله اسم، وحاولت أوضحه للناس».
وأوضح «مهران» أن زواج البارت تايم ليس بزواج مسيار ولا زواج حرام ولا عرفي ولا زنا، مؤكدا أنه يوجد في مصر ما يزيد عن 2.6 مليون مطلقة، وأن هناك حالة طلاق كل دقيقتين، ومعظمهن تحت سن الثلاثين، وتقوم المبادرة على أساس تزويج هؤلاء المطلقات من رجال متزوجين ميسوري الحال مادياً ونفسياً وصحياً.
وتابع «مهران» أن تلك الزيجات لا تخالف شرط العدل بين الزوجة الأولى والزوجة الثانية، ولأنه قائم على الاتفاق والتراضي، وبما أن الزوجة الثانية وافقت على هذه الشروط التي تتضمن «شرط أن المبيت يكون في حوالي يوم واحد في الأسبوع» بهذا القبول قد تحقق شرط التعدد وهو «العدل».
وفي أحد المداخلات التليفزيونية قال مهران إن ثقافة المجتمع المصري مختلفة، حيث إن الأسرة ترفض تماماً أن يتزوج الابن من امرأة مطلقة، مضيفاً: «نحن بدأنا أن نفكر في وضع العديد من الحلول»، وأكد «أن هذه الحلول من حولنا وهي أن رجلاً متزوجًا وعنده حياة مستقرة وظروفه المادية تسمح له بأن يتزوج من مطلقة أن يتزوج، وتوجد العديد من الشروط، ومن أبرزها أن يكون مع زوجته الجديدة يوم واحد فقط في الأسبوع».
محامون يتقدمون بلاغات للنائب العام ضد زواج البارت تايم