أشرف حلمى
مازال العالم يعانى على مدار عام ونصف من آثار الفيروس اللعين كورونا وأشكاله المتحورة ، الذى أصاب الملايين وقضى على ملايين أخرى ، اضافة الى الآثار التى أصابت الاقتصاد العالمى جراء سياسة الإغلاق التى فرضتها بعض الدول للحد من إنتشار الفيروس ، وتسببت فى إفلاس العديد من الأفراد ، المصالح والمؤسسات التجارية ، تعرض الملايين من العاملين والموظفين بالإصابة بالأمراض النفسية والبدنية ، ولن يفلت من هذه الآثار أطفال ، طلبة المدارس والجامعات حيث افتقدوا لقاء أصدقائهم ومدرسيهم وجها لوجه ، كما افتقدوا دروسهم العملية .
مما لا شك فيه تعاملت المصالح والمؤسسات الحكومية والخاصة مع سياسة الإغلاق للحد من الخسائر التى تعرضت لها جراء سياسة الإغلاق وإنقاذها من الإفلاس ، كما قامت العديد من الدول بتقديم المساعدات المالية للافراد والمؤسسات والمصالح التجارية الصغيرة للوقوف على الحافظ عليها من الإفلاس ، كما قامت الدول بتوفير اللقاح اللازم لمواطنيها وتقديم أخر المستجدات ، التقارير الإرشادات ، والنصائح الطبية اليوميه لهم . ولكن مع فرض سياسة الإغلاق التى أستمرت لفترات ما بين أيام وأسابيع إلا ان الحياة مازالت مستمرة بفضل توافر وسائل وطرق التكنولوجيا الحديثة التى ساعدت الدول ، الأفراد والمؤسسات بالاستمرار فى إدارة أعمالها ، كما استفادت منها بالتأكيد الكنائس بكافة طوائفها للحفاظ على الحياة الروحية لشعوبها ليس فقط هذه الايام بعد تعليق الصلوات والخدمات وجعلها قاصرة على عدد محدود من الكهنة والشمامسة ، بل منذ بداية الألفية الثانية مع إتاحة الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر وغيرها وظهور غرف البالتوك التى أستغلها بعض من القيادات الروحية أساقفة ، كهنة بلقاء أبناءهم بجميع دول العالم وعقد الاجتماعات الروحية والإجابة على أسئلتهم إضافة الى المسئولين عن الكنائس والافراد الذين صنعوا منها كنائس بإذاعة القداسات ، الإجتماعات والخدمات والمناسبات الكنسية ، ومن بعد هذه الغرف ظهرت بقوة القنوات الفضائية المسيحية التى ساهمت بشكل كبير بإحياء الحياة الروحية لدى الملايين فى بلدان خارج أوطانهم الأصلية وتفتقر وجود كنائس بها وصولاً على مواقع التواصل الإجتماعى التى منحت خاصية نقل هذه الخدمات الكنسية وغيرها على الهواء مباشراً . ولا يمكن ان تنكر دور برنامج زووم الذى أتاح للقيادات السياسية والدينية على مستوى العالم بالعمل على لقاءات وإجتماعات واتخاذ القرارات ، كما اتاحت للمؤسسات الإجتماعية ، التعليمية والدينية ومواقع التواصل الإجتماعى وغيرها القيام بدورها على أكمل وجه ، ولا ننسى دور خدام مدارس الأحد والمسئولين عن إجتماعات الشباب والشبات على مجهوداتهم فى القيام بخدمتهم عبر برنامج زووم ، ولكن على مستوى الحياة الروحية فلقد أفقد الملايين لقاء السيد المسيح وجهًا لوجه من خلال التناول من الأسرار الإلهية المقدسة والوقوف أمامه بخضوع والسجود بخشوع ، كما افتقدوا لقاء آباء اعترافهم وأصدقائهم . فى المقابل هناك الملايين من أبناء الكنيسة الغير قادرين ولن تتوفر لهم وسائل التكنولوجيا الحديثة أو التعامل معها ، مما زاد العبء على البعض من القيادات الكنسية النشيطة من خدام وكهنة من إفتقاد شعوبهم عبر الوسائل المتاحة لديهم مثل التليفونات الأرضية وأجهزة المحمول ، والبعض الأخر يقوم فقط بإفتقاد المقربين لهم من أعضاء لجنة الكنيسة وقله من الشمامسة والشعب ، إلا ان هناك العديد من أبناء الكنيسة ليس لديهم من يفتقدهم بأى وسيلة ليس فقط أيام الإغلاق ولكن على مدار العام . أليس من حق شعب الكنيسة الذى أختار راعيه ان يطالبه بافتقاده خلال أوقات الإغلاق الذى التى يقوم فيها بالذهاب الى الكنيسة لعمل القداسات فقط ؟ ماذا سيخسر الكاهن من أوقات حال الإتصال بأبناءه ليس فقط من أجل طلب تبرعاتهم من أجل سداد فواتير ومرتبات كهنة الكنيسة التى تأثرت بالإغلاق بل للافتقاد والإطمئنان عليهم والسؤال عن إحتياجاتهم بصفته الأب الروحى لهم ؟ علماً بأن الكثير من الكنائس تتمتع بوجود أكثر من أب كاهن يمكن تقسيم راعيتهم على بعضهما البعض ، حتى تعود الخدمات الكنسية كما كانت عليه قبل ظهور فيروس كورونا ، الذى غير الكثير من طبيعة سلوكيات حياتنا الإجتماعية والروحية على مدار الأشهر السابقة وعلاقتنا بالآخرين كما أثر على دخول الكنائس المالية لقلة التبرعات نتيجة عدم قدرة أبناء الكنيسة الذهاب اليها طوال فترات الإغلاق . اذ نرفع قلوبنا بالصلاة لرب المجد ، ملك الملوك ورب الأرباب ، إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ان يرفع هذا الوباء عن العالم ، ويعطى حكمة للملوك والرؤساء للوقوف جوار المتضررين بفعل هذا الفيروس لسداد إحتياجاتهم ، وان يعطى نعمة لباباوات ، مطارنة ، أساقفة ، كهنة وخدام الكنائس لنوال بركة خدمة شعوبهم وافتقادهم خلال هذه الظروف الصعبة وخاصة ان هناك كثير من الأفراد والعائلات فى العزل الصحى بمنازلهم ليس لديهم من يقوم على خدمتهم .