بمجرد اندلاع الازمة التونسية جري فريقان من الناس في مصر ، فريق 3 يوليو وفريق الاخوان او الربعاوية اوماشئت ، لمطابقة الليلة التونسية بالمصرية ، وجري على استئناف ذات الاستقطاب الاجوف اياه الذي لايفهم اي من الطرفين شيء في السياسة دونه ، لكن من المهم التذكير بان هناك فروقات اساسية في الليلة التونسية يمكن اجماها كالاتي :
1- النهضة ليست الاخوان ، النهضة فريق اسلام سياسي (بيلعب محلي) وغليان وعلي باب الله ، اكثر قدرة علي تقديم تنازلات -اكثر سياسية -اقل طموحا من تاسيس مملكة على وجه الارض و”استذة العالم”.
2-المؤسسة العسكرية التونسية هي الاخري على باب الله -محدودة الامكانات والتداخل التاريخي والافق والطموح 3- قيس سعيد -رغم اوهامه الديكتاتورية والبونابرتية -هو ايضا شخص محدود الامكانات والافق -وليس بجنرال ولا مدعوم بجنرالات وهذا اخره (ده لو استطاع هضم ماقضمه)
4- اتحاد الشغل التونسي -قوي مؤثرة ومسؤولة ليس لها مثيل لا في مصر ولا العالم العربي ، ووجودها الاستثنائي فارق جوهري ، يكشف ذلك بيانها الدقيق الذي كتب بدقة حرفا حرفا ، عينه بالاساس على امكانية ان يلعب دور اساسي في خارطة الطريق كما لعب دورا في الثورة
5- الشارع التونسي مسيس ولا زال مسيس ، و10 سنوات من الفعل السياسي صنعوا منه قوة حراك فاهمة وايضا مسؤولة ، ويمكن ملاحظة الاعداد التي نزلت للصدام كم هي محدودة وبالتوالي هو مختلف عن شوارعنا وسكك تسلم الايادي
6- القوي السياسية التونسية ليست “ثارية ” على طريقة بعض القوى المصرية ،، وخصومتها للنهضة لا تجعلها في حالة استباحة سياسية غبية ، دليل ذلك موقفي حزب العمال اليساري والتيار الديمقراطي (الليبرالية )
7- هناك ازمة سياسية مستمرة بعد 10 سنوات من (الثورة ) وهي تبحث عن حل وهناك اطراف كثيرة اولها قيس سعيد والنهضة ، والازمة لها اوجه كثيرة غير الابيض والاسود بتاع السييساوية ومكملين ، وقد تجلت هذه الازمة في اسوا وجوهها مثلا في كورونا
8 هناك اطراف دولية في القصة ، وجميعها فيما اظن ، تدرك انه ليس هناك حل حدي علي شاكلة ماحدث في مصر مثلا ، وان الحل سيكون توافقي لكن من سيخسر فيه اكتر حتي لوكانت تحلم بهذا ، وبيانات الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وفرنسا مؤؤشر علي هذا
9 -الأزمة مؤشر على أن الربيع العربي ، بجناحيه ثورة وثورة مضادة حسب تسمية البعض التي لا اقرها ، يحمل جنين ازمته بداخله ليس من جهة تناقض اصوليته مع ديمقراطيته فهذه لها حلول ، وانما كون طرحه الاقتصادي على ارض السياسات النيوليبرالية ومؤسسات التوحش الراسمالي
10- الازمة رغم كل الضجيج العالي -محدودة، لايمكن مقارنتها بالازمة المصرية الكونية ، وراء هذا جغرافيا مصر واشتباكها في الصراع العربي الاسرائيلي ..وو,, ، كما ان الربيع العربي ولى ، ونحن لانشهد الان سوى خواتيمه بنسخ مختلفة .