كتبت ـ أمل فرج
مظاهر الإهمال لا تتوقف حتى في الأماكن الباهظة التكاليف، والاشتراك، والتي قد يفضل البعض اللجوء إليها؛ نظرا لأنها من المفترض أن تكون أكثر رقيا، و أمانا، خاصة للأطفال، وبفضلون أن يتكلفوا المزيد من الأموال؛ في مقابل توفير الأمان و السلامة لأطفالهم، فماذا لو بعد كل هذا كانت هذه الأماكن تبيع لأعضائها الموت في طبق من ذهب، حول هذا الشأن تروي أسرة الطفل ياسين، الذي لم يتجاوز السادسة من العمر مأساتها، بعد مواجهتهم للحظات الموت الأكيدة الأربعاء الماضي في قرية “سي شيل ” الشهيرة بالساحل الشمالي، وتنشر الأهرام الكندي تفاصيل الواقعة.
الأم تروي تفاصيل الواقعة
تروي الأم بصوت مصدوم، مفعم بالحزن تفاصيل لحظة الرعب، وهي تشاهد ابنها “ياسين” بين الحياة والموت، دون أن تملك شيئا يعيد له الحياة، في مشهد يسوده الإهمال؛ حيث اتجه ياسين “الجاكوزي” الخاص بالمكان في “سي شيل” وهو من المفترض أنه مكان لا يتمكن من دخوله سوى أعضاء بمواصفات خاصة؛ نظرا لارتفاع قيمة الاشتراك به، مما يجعل الأهالي يتوقعون مزيدا من الاهتمام، والرعاية ، والأمان لأطفالهم، ولكن ما حدث على أرض الواقع كان على غير ذلك، حتى كادت أسرة “ياسين” تفقد أغلى ما تملك، تقول الأم: “ابني كان جنبي وللطف الله رحت معاه، لإن ما كانش من المفترض إني هكون معاه، ولكن لستر الله حدث تغيير في الظروف، وتمكنت من الذهاب معه، نزل ابني الجاكوزي، وفوجئت و أنا بنادي ابني أنه دون استجابة، ظننت أنه لا يسمعني، وكررت النداء، صرخت حتى جاء ثلاثة من ” اللايف جارد” بالمكان.
مشكلة صرف الجاكوزي
تبين أن كان هناك عطل بالجاكوزي، بسبب مشكلة صرف، ويكمل والد ياسين : “حدث على أثرهذه المشكلة شفط قوي جدا، امسكت ابني من رجله وتلاتة من اللايف جارد بنحاول نطلعه من تحت المية، لكن الموضوع كان صعب جدا جدا ، كل ده وابني يصارع الموت تحت الماء، وتدخلت عناية الله وبستر ولطف من الله ألهم اللايف جارد الذكي ـ الذي أمتن له وأدين له بحياة ابني ـ قدر يفصل مابين رجل الطفل وفتحة الشفط ، وتوضح الأم أن اللايف جارد تمكن من وضع يده مكان قدم الولد ليتم شفط يده بدلا من قدم الطفل، وهكذا تم الفصل بين قدم ياسين و فتحة الشفط.
ستر الله ثم ذكاء اللايف جارد ينقذ ياسين
وبعد دقيقة تقريبا قدرنا نطلع الولد، واللايف جاردز عملوله الإسعافات الأولية، وطلعنا على أقرب مستشفى واطمنا والحمد لله اتكتب لابني عمر جديد.
تحذيرات الأب
ويحذر الأب الأهالي بمزيد من الانتباه لأطفالهم حتى في الأماكن الكبيرة، التي يظنون أنها أكثر حرصا ، ” ومش معنى ان المكان اسمه كبير انه متأمن 100% أنا كنت في “سي شيل” لكن للأسف المكان و البولز مش متأمنة كويس والاحتياطات اللازمة مش متاخدة، خلوا بالكوا يا جماعة على أولادكم” .
جدير بالذكر أن إدارة”سي شيل” كتبت على جروب الكمباوند تعتذر عما حدث، الاعتذار الذي رفضته أسرة الطفل المكلومة، والتي وجدته لا يتناسب مع حجم المعاناة، ولحظة الموت التي يعانون آثارها خاصة على الطفل، والأم اللذان يلازمهما الفزع، والذعر في النوم و اليقظة، فضلا عن عدم سيطرة الأم على انفعالها كلما تذكرت تسيطر عليها هستيريا من البكاء، والفزع، والطفل الذي لا يهنأ بنومه؛ حيث ينتفض من النوم على خلفية ما عاشه في لحظات لا يقوى على احتمالها طفل لم يتجاوز السادسة من عمره، فهل يتلاءم الاعتذار مع ما يعيشه الطفل ووالديه من توابع نفسيه وضرر معنوي بالغ حتى عقب الحادث