الدكتورة رانيا جمال
كان هناك مزيج بين الحنكة والحكمة والشخصية القوية المُدبرة ، وبين القلب الجميل والرقيق كالأطفال مُكتشفاً للجمال والبركة والقيمة العالية في كل شئ .(عبارته المشهورة ” الحاجة دي جميلة جداً ونعمة كبيرة ، لأنها من أيد ربنا ” )* فأهتم أبينا بزراعة الأشجار والأزهار المختلفة في أماكن كثيرة من الدير ..ويتأمل بها ويرى فيها إبداع المسيح وجماله ..ويقوم بتصويرها .
محافظاً جداً علي النعمة فلم أراه يوماً أهدر أي شئ ” أبسط مثال : أن كان متبقي أقل قدر من الماء …يذهب بنفسه متثقلاً بآلامه ليضعها ويسقي بها الأشجار ، بكل فرح .
حريصاً جداً علي تعليم أولاده كيفية تدبير أمور حياتهم بحكمة وتدبير من أقل الإمكانيات ، معطياً لهم في نفس الوقت الدعم والأفكار البناءة والطاقة الإيجابية للعمل وبدأ المشروعات ….مؤكداً أن في بلادنا خير كثير وبركة ، في حاجة إلي العمل والسعي .
النظرة الإيجابية العميقة لمختلف الظروف التي قد نراها نحن كارثة أو غير مناسبة ،، له القدرة علي إستخراج أفضل التعاليم والإيجابيات قالباً هذه الظروف رأساً علي عقب وتبديلها لفرصة جميلة .
النظرة الإيجابية للأشخاص بمختلف صفاتهم ، مشجعاً ، فخوراً بالصفات البناءة ، مُصححاً ومُغيراً بجدارة للصفات الغير لطيفة ..محتملاً بمحبة للجميع ، فيشعر كل واحد أن أبونا يخصه بهذه المحبة والحنو .
تركت لنا آثار وتعاليم عميقة في كل نفس تبقى خالدة ومميزة ، وأيضاً نهضة متفردة في كل شئ .
لن نوفيك حقك يا أبي مهما إن كتبنا ، ولن نحصي فضائلك وجمال قلبك .
مضطربين بين مشاعر الفرح بشفاعتك لنا ، وبين مشاعر الحزن والألم لفراقك يا أبينا القديس .
هذا نوع من الزهور ، زرعه أبينا في حضانة دير القديسين ، وكان حريصاً أن أقوم بتصويره ‘