مختار محمود
لا أعلم إن كان من الذكاء السياسي إعلان بناء 8 سجون مركزية، بتكاليف مليارية، تزامنًا مع التبشير بالجمهورية الجديدة أم لا.
الذكاء السياسي في السنوات الأخيرة غدا عُملة نادرة.
تبدو الأمور كأنها تمضي خبط عشواء، وربما تكون غير ذلك، عِلمُ هذا عند ربي، لا يضل ربي ولا ينسى.
هذه الدفعة من السجون ليست الأولي، ولكنها قد تكون الثانية أو الثالثة خلال حقبة قصيرة جدًا، وكأننا نمنح المنظمات الكارهة والمعادية لمصر الفرصة لممارسة مزايداتها الرخيصة علينا! دعك من التكلفة الباهظة للإفراط في إنشاء السجون، وهل تلك التكلفة من جيب المواطن الذي يُعتبر الرافد الأول للاقتصاد الوطني، أو من الموازنة العامة المُثقلة بالأعباء والهموم، أو من الديون والقروض المتراكمة، أم مِنحة أجنبية لا تُرد، وهذا مستحيل، ولكن الأهم من كل هذه التساؤلات المشروعة وغيرها، التي تنطوي تحت القاعدة التاريخية والكلاسيكية: “لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم”، هو: لماذا تعتني الحكومة بالتوسع في بناء السجون على هذا النحو المُخيف؟ربما كان الأفضل.. أن يزفَّ وزير التربية والتعليم لنا البُشرى في هذه اللحظة الفارقة بحل أزمة تكدس الفصول بالمدارس الحكومية والشروع في خطة قصيرة المدي لبناء 250 ألف فصل دراسي؛ حتى يحظى التلاميذ والطلاب بأجواء آدمية، لا سيما أن الوزير هو من أعلن بنفسه مؤخرًا عن احتياج وزارته لهذا الرقم تحديدًا من الفصول، بشرط عدم زيادة السكان!وربما كان من الأفضل أيضًا..أن تزفَّ وزيرة الصحة والسكان لنا البُشرى بحل أزمة غرف العناية المركزة بالمستشفيات الحكومية، وأنه لن يحتاج أي مريض بعد اليوم “واسطة رفيعة المستوى”؛ من أجل الحصول على حقه المشروع في تلقى خدمة صحية آدمية، بعيدًا عن جشع واستغلال مافيا المستشفيات الخاصة والاستثمارية.
وربما كان من الأفضل..أن تزفَّ وزيرة الثقافة لنا البُشرى بمد يد الاهتمام والتطوير لقصور الثقافة بالقرى والنجوع والأرياف، ضمن خطة جادة لبناء أجيال جديدة على نحو سليم، بعيدًا عن الجهل والأمية، أو التطرف والتشدد، تزامنًا مع اتهامات لا تتوقف للحكومة بأنها تهتم ببناء الحجر، وتتجاهل عن سوء نية بناء البشر.
وربما كان من الأفضل..أن يزفَّ وزير العدل لنا البُشرى بانتهاء أزمة العدالة البطيئة أو المشلولة، والانتقال رسميًا إلى مرحلة العدالة الناجزة التي يبدو أن بيننا وبينها أمدًا بعيدًا. التفاضي في مصر يمر بأسوأ حالاته، المحاكم مكتظة عن آخرها بالقضايا، والقضية الواحدة قد تستغرق سنين عددًا؛ حتى يتم حسمها وإسدال الستار عليها.
وربما كان من الأفضل..أن يزفّ الوزير المذكور لنا البشرى بدراسة تشريعات جديدة تقود إلى تخفيف أعداد المساجين، واستبدال العقوبات في بعض الحالات ببدائل أخرى غير الاحتجاز وتقييد الحريات، ومن ثمَّ عدم الحاجة إلى توسيع خريطة السجون.
وربما كان من الأفضل..أن يزفَّ وزير قطاع الأعمال لنا البُشرى بانتهاء أزمة مصنع الحديد والصلب وإعادة تشغيله، وإعادة الحياة إلى جميع المصانع المغلقة، والتوسع في إنشاء مصانع جديدة، تجسد قيمة مضافة لاقتصاد قائم على الجباية، وتوفير فرص عمل، وتضييق أرقام البطالة.
وربما كان من الأفضل..أن يزفَّ وزير النقل لنا البُشرى بانتهاء أزمات السكك الحديدية، بعيدًا عن حججه الواهية الساذجة الساقطة، ومن ثمَّ تراجع نسبة حوادث القطارات التي تحصد آلاف الضحايا والمصابين كل عام.
إن حصيلة ضحايا حادث واحد من حوادث قطارات كامل الوزير تفوق حصيلة أي حادث إرهابي!وربما كان من الأفضل..أن تزفَّ وزيرة التضامن الاجتماعي لنا البُشرى بأنه لن يوجد متشرد ولا متسول في الشارع بعد اليوم، ولن تبيت أسرة واحدة ليلتها دون عشاء أو كساء أو في العراء، وسوف يتم تدبير الأموال اللازمة للتخفيف عن الفقراء والمحتاجين والمُعدمين، كما سوف يتم دراسة حالات الغارمين والغارمات وتسديد ديون المستحقين منهم.
وربما كان من الأفضل..أن يزفَّ وزير الكهرباء لنا البُشرى بأنه لا زيادة في القريب العاجل في أسعار فواتير الكهرباء، بدلاً من تهديدنا كل شهر بزيادة جديدة لا تُبقي ولا تذر!وربما لو فكرت الحكومة جديًا فيما تقدم وغيره كثيرٌ جدًا، فحصل التلميذ على حقه المشروع في التعليم، وحصل المريض على حقه المشروع في العلاج، وحصل المتقاضي على حقه المشروع أمام القضاء، وحصل العاطل على حقه المشروع في فرصة عمل تقيه التشرد والتسول والتسكع، لتراجعت أعداد الجناة والمجرمين، وما احتجنا إلى كل هذا العدد من السجون.
وأخيرًا، فإنَّ المصريين كانوا يترقبون بُشريات مُبهجة وأخبارًا سارة، قبل دخول الجمهورية الجديدة، بتحسين مستوى معيشتهم والارتقاء بجودة حياتهم، وليس تهديدهم بالتوسع في إنشاء حزمة جديدة من السجون.
بكل تأكيد أنت لا تدعو الى الاصلاح يا مختار ..ولو كنت فعلا تدعو الى الاصلاح كنت تعترف بأن زيادة عدد السجون بسبب زيادة عدد الارهابيين من اخوانك ومن المجرمين والسبب هو تناكحوا وتناسلوا مثل الحشرات ..ومثنى وثلاث ورباع ..وطلاق كل دقيقتين ..لدينا حالة طلاق كل دقيقتين يا مخ ولم تكتب أنت ولا غيرك عن ذلك ..ثم أن تعدد المنكوحات لدرجه أن الدعاه والعلماء منكم يا مختار ينكح ويطلق كل سته شهور وللتذكره فقط اكتب عن عدد زوجات أى عالم من اياهم أو اى فنان نصف مشهور أو لاعب نصف موهوب وانت ترى العجب ..طبعا أنت تعرف كل ذلك ولكن لا تكتب عنه لأنك نفس العقليه ونفس الثقافه ..يعنى يا مختار حتى لو زاد ععد الفصول وعدد المواصلات والمستفيات الخ الخ لن يكفى زياة السكان كل عام ..أنتم تتكاثرون مثل الحشرات ومثل الغثاء كما قال الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق رحمه الله . .