وليد وصفي
ليس دفاعاً عن حنين ومودة، ولكن ربما كان الحُكم قاسياً بعض الشئ والكيلُ بأكثر من مكيال واختلاف معايير ومقاييس الحُكم بل واختلاف وجهات النظر يضعنا مكان الضحية تارةً ومكان الديان تارةً أُخرى.
جميعنا مُذنبون وجميعنا مُتهمون بالإتجار بالبشر، وإن اختلفت الطُرق والأساليب: فهُناك من يُتاجر بأحلام الشباب ومن يستغل همومهم ويتلاعب بمشاعرهم بمُخدرٍ يُذهب عقولهم ويجعلهم يرتكبون الجرائم في حق أنفسهم والآخرين، وهُناك من يُتاجر بلحوم وعِرض الإناث في الشوارع ووسائل المواصلات بل وصل الحال إلى التحرش بهم ومضايقتهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي أليس هذا كُله إتجار بالبشر وهدم مبادئ وقيم المُجتمع والأسرة؟! ونرى الكثير منهم بلا رادع وفوق كل هذا فالجميع مُصاب بداء التنمر والعُنصرية والتشدد والمتاجرة بأوجاع الناس والضغط على نقاط ضعفهم.
حتى القوى الناعمة تحولت من تقديم المحتويات الهادفة إلى نشر البلطجة والإباحية وعدم الإحترام واللأخلاق، كيف يكون المجتمع صالحاً والدكتور الجامعي يتحرش بطالباته والمُدرس يغتصب تلميذاته؟!! إن كان الجزعُ فاسداً فكيف تكون الأغصان؟! الكثير من القضايا تحتاج منّا أن نقف أمامها وننظر لها نظرة إنسانية، والأُخرى تحتاج أن نضرب بيد من حديد ولكننا نفعل عكس ذلك نضرب الصغير ونجعل مِنه عِبرة ولكن الكبير لا يخاف ولا يعتبر فإما أن نوحد المكاييل أو نُغير القوانين. وأخيراً دعوني أقتبس جُزءاً من المُرافعة الشهيرة للإمبراطور أحمد زكي في فيلم ضد الحكومة: كلنا فاسدون … لا أستثنى أحدا حتى بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة.
سيدى الرئيس… أنى ما أطالب به أن نصلى جميعا صلاة واحدة صلاة العدل صلاة واحدة لإله واحد، إله العدل الواحد الأحد القهار، لست صاحب مصلحة خاصة، ليس لى سابق معرفة بالشخوص الذين أطلب مسائلتهم، ولكنى لى علاقة ومصلحة فى هذا البلد، لدى مستقبل هنا أريد أن أحميه، أنا لا أدين أحداً بشكل مسبق ولكنى أطالب المسؤولين الحقيقين لتلك الكارثة بالمثول أمام عدالتكم لسؤالهم واستجوابهم فهل هذا كثير؟، أليسوا بشر خطاءين مثلنا!!، أليسوا قابلين للحساب والعقاب مثل باقى البشر؟، سيدى الرئيس… أنا ومعى المستقبل كله نلوذ بك، ونلجأ أليكم، فأغيثونا وأغيثونا أغيثونا والله الموفق.