حمادة إمام
في 21 يونيو 2001 سقطت سعاد من شرفة شقتها في الدور السادس من عمارة “ستوارت تاور ” وقد أثارت حادثة وفاتها جدلاً لم يهدأ حتى الآن وأدى تضارب الآراء حول موتها هل هو انتحار؟ أم مجرد حادث سقوط عادي ؟ او قتل مدبر ؟
إلى بلبلة ولا يعرف احد على وجه التحديد سبب الربط بين صفوت الشريف وموت سعاد حسنى؟ كل شيء في موت سعاد حسني لابد وأن يقودنا إلي الدهشة من نشأتها ودخولها السينما واحتلالها وتربعها على عرش النجومية وارتباطها بمطرب الثورة المقرب لقلب رئيس الجمهورية ورجال الثورة وارتباطها بالمخابرات ورأى مدير الجهاز فيها ومدة عملها وكذلك قصة خروجها من العمل ومن اخرجها ؟
تساؤلات عديدة اجاباتها بعضها موجود في اوراق رسمية والبعض الاخر في شهادة شهود عاصروا قصتها بعضهم توفى والبعض الاخر مازال على قيد الحياة حرصت على جمع شهادته مثل الدكتور هشام عيسى استاذ جراحة الكبد والذى كان ملازما لعبد الحليم حافظ طوال حياته وكان مرافقا له في الداخل والخارج وشاهد عيان على كثير من الوقائع ..
الشاهد الاول
ففى عام 1997 كنت اعمل مدير لتحرير جريدة العربى الناصرى والتى كان يرأس تحريرها المرحوم الاستاذ عبد الله إمام الذى ارخ للمرحلة الناصرية وكتب مذكرات كل رجال يوليو وكان من ضمن ما كتب مذكراتهم مدير المخابرات صلاح نصر وعندما سالته عن الهالة التى تحيط بسعاد حسني ، والحكايات التى تروى عنها اثناء عملها لحساب المخابرات قال لصلاح نصر لى سعاد حسني هى اول عملية تسرح من العمل والتعاون بالجهاز ولم يستمر عملها اكثر من ثلاثة شهور فلم تكن تصلح للعمل وكثيرة السكر وهو الامر الذى لا يتناسب مع طبيعة العمل المخابرات
الشاهد الثانى
شاهد الاستاذ عبد الله امام تعرف بالشهادة السمعية نقلا عن الغير وهى احدى وسائل الاثبات في القانون وهى شهادة يدعمها صفوت الشريف نفسه عندما حقق معه عام 1968 قال”في أواخر صيف 1964 اتصل بي يسري الجزار وقال لي “ما اسم سعاد حسني بالكامل” فقلت له لا أعرف ولم يفصح لي عن الغرض من هذا السؤال ولكن عقب ذلك اتصل بي حسن عليش واعطاني تعليمات بوقف الاتصال بها نظراً انها تردد انها على اتصال بالمخابرات مما يخل بأمن الجهاز وأنا بدوري نقلت هذا الكلام لمحمود كامل شوقي كما أن حسن عليش اتصل به بعد ذلك وأكد له هذا الكلام وبالفعل قطعت أنا ومحمود اتصالنا بها نهائياً ومن وقتها لا أعرف عنها شيء ولم تقم بأي مجهود للمخابرات خلال فترة اتصالها بنا وبالتالي لم تتقاض أي مكافأت”
الشاهد الثالث
وهو د. هاني صلاح نصر نجل صلاح نصر يقول الذي سعاد حسني تم تجنيدها في جهاز المخابرات بالفعل وكان والدي يرى أنها عميلة مخابرات خايبة وأنها لم تكن تؤدي المهام التي أوكلت إليها بكفاءة لأنها كانت تهتم بحياتها الشخصية ورغباتها أكثر من المهام الموكلة إليها
الشاهد الرابع
الدكتور عصام عبدالصمد الطيب المكلف بمتابعة حالتها في المستشفى قال : إنها كانت تعالج تعاني من حالة اكتئاب شديد بسبب الضغوط النفسية والشائعات التي تعرضت لها في الفترة الأخيرةونتيجة للهبوط الذي يصاحب الريجيم القاسي سقطت سعاد حسني من الدور السادس لأنها لم تستطع التحكم في جسدها وهي تنظر من السلم
في المذكرات التى سجلتها سعاد سواء بالصوت او القلم اعتراف واضح من سعاد بمضايقات صفوت الشريف لها…رغم كل الشهادات التى قيلت عن سعاد حسني وعلاقة صفوت بها والتى تكاد تقطع باليقين ان العلاقة بينهما قد انقطعت من عام 1964وهنا يثور السؤال هل كان صفوت يمتلك اوراق ضغط على سعاد ؟ الاجابة قد تجدها في اسباب الافراج عن صفوت عام 74والصفقة التى عقدها مع الدولة بتسليم ما لديه من شرائط فهل كان يحتفظ بشرائط اخرى خاصة وانه كان مسؤول في البدء عن عملية كنترول سعاد حسني !!
في 15 فبراير الماضي صدر قرار بريطاني قضائي بإعادة التحقيق في قضية مصرع المواطنة المصرية “سعاد محمد كمال حسني البابا” عقب طلب تقدم به محامٍ بريطاني من أصل فلسطيني يدعي “أمجد سلفيني” بناء علي توكيل رسمي من أسرة المجني عليها موثق بالسفارة المصرية بلندن حضر لمقر قسم “الجرائم الغامضة” بجهاز سكوتلانديارد البريطاني وقدم ورقة تفسير جنائي حصل عليها من المحامي المصري “عاصم قنديل” أقنعت قسم التحقيقات الغامضة بضرورة فتح التحقيق من جديد نظرا لوجود بينات وشواهد بارزة تثبت أن موكلته قتلت ولم تنتحر كما جاء في حكم محكمة “كورنر كورت” النهائي من يوم 31 يوليو 2003 .
مذكرات سعاد حسني
وفي مارس 2011 ظهر العقد الرسمي لمذكرات سعاد حسني نسيت صديقتها “نادية يسري”- التي كانت تستضيفها في شقتها علي حد أقوالها الجديدة – أن تسلمه لسلطات التحقيق أول مرة كشف أن سعاد حسني وقعته في أول يناير عام 2000 مع دار النشر البريطانية الشهيرة “راندوم هاوس” وذكر العقد أنها وقعته في حضور ممثل دبلوماسي عن شخصية عربية خليجية نافذة قررت تمويل المذكرات.
العقد وقع بمقر الدار البريطانية في 20 فاوكسهال بريدج روود في لندن وكان هناك شيك مالي بمبلغ مليون جنيه إسترليني مقابل المذكرات مؤرخ بتاريخ مؤجل لـ1 يوليو 2001 أوقفت الدار صرفه عقب نبأ مقتل السندريللا وعدم العثور عليه في متعلقاتها.
لم يجد فريق التحقيق أي صفحة من تلك المذكرات المفقودة التي كانت السبب الرئيس وراء الجريمة فتغير أسلوب التحقيق وسعت سكوتلانديارد بكل أجهزتها للبحث عن تلك المذكرات خاصة بعد أن علموا أن هناك 12 شريطاً بصوتها سجلت عليها ملخص المذكرات فقدت هي الأخري.
في أوائل يوليو دلهم البحث أن مصريا لقبوه بـ”حامل التسجيلات” مقيم في لندن وصل لتوه من مصر تحوم حوله الشبهات بسرقة تلك الشرائط وفي 14 يوليو تم استدعاء “حامل التسجيلات” وخير بالتعاون أو بتقديمه للمحاكمة بتهمة الاتفاق والمساعدة علي قتل سعاد حسني.. فقرر التعاون
التحقيقات أكدت أنه ظهر في حياة السندريللا بداية عام 1999 ليقنعها بإمكانية الثراء إذا كتبت مذكراتها الشخصية وأفصح لها أن شخصية عربية خليجية نافذة ستمول النشر والطباعة في كبري دور النشر البريطانية فأعجبت بالفكرة وكانت تحتاج لتأمين معيشتها فقررت الكتابة علي الفور
التحقيقات أكدت أن شخصاً من القاهرة هدد سعاد بالقتل فشعرت بالخطر وقامت بتغيير ترتيب فصول مذكراتها التي كانت قد أوشكت يومها علي الانتهاء منها وكتبت فصلا رقمه 13 حمل عنوان “يوم مقتلي”.