الخميس , ديسمبر 19 2024
ألبير ثابت فهيم

( الشخصية النكدية )

بقلم : البير ثابت فهيم

ٔالنكدي إنسان متشائم ، يجلب الهم والحزن إلى نفسه ، وإلى من حوله ، فنظرته إلى الأخرين دائما سلبية ، ولا يستطيع التأقلم معهم ، وهذا بحد ذاته يؤثر في الجو العام وينقل الشعور إلى المحيطين به سواء كانوا في الأسرة أو العمل .

ويميل صاحب الشخصية النكدية إلى دور المعلم الواعظ ، وإلى تضخيم وتهويل الأمور أكثر مما ينبغي ، ولا يستطيع مواجهة المشكلات ولا يحب المرح والتفاؤل ، فهو يحاول دائما أن يسترجع ما يؤلمه من ذكريات وأحداث .

فهو عاجز عن الإندماج مع من هم حوله ويفقد الإحساس بالحياة دون سبب ، ويتوقع دائما الأذى من الأخرين لكثرة الظنون ، وهذه الصفات تمنعه من التفاهم والود والتسامح مع الأخرين .

كثيراً منا يتجنبون هذه الشخصية ، لأنها دائمة الضيق والضجر ، ربما يكون سبب هذا النكد تجارب وخبرات سابقة مؤلمة وفشل وإحباطات في حياته قد يكون هو السبب فيها ، أو يكون قد عاش أجواء أسرية فيها الكثير من الغم والنكد ، وهو بحاجة إلى علاج وتأٔهيل نفسي مع منحه فرصة لمشاهدة الجانب المشرق في حياته وتذكيره بنجاحات سابقة له، كما نحاول أن نعطيه أمثلة لمن نجحوا في الحياة ونهيّئ له حالة من التفاؤل ونحاول من جانبنا أن نغيرِ فكرتنا عنه مما يعطيه الثقة بنفسه ويجعله يغير أفكاره ثم سلوكه .

وكثيرا ما تشكو الزوجة من أن زوجها نكدي ، أو يشكو الرجل من أن زوجته نكدية.

وأن بيته قطعة من الجحيم ، يعود إلى بيته فتداهمه الكآبة ، إذ يطالعه وجه زوجته العبوس الغاضب النافر المتجاهل الصامت ، أي بيت خال من البسمة أو الضحك والسرور ويغيب عنه روح التفاؤل مثلما تغيب الشمس عن بيته فتلتهمه الأمراض ، فيقول فى بيتى مرض إسمه ( النكد ) .

نحن فى زمن ووقت صعب لا يطيق أحد فيه الشخصية النكدية أو ( البوز الممتد ) طول الليل والنهار ، أو يتحمل العتاب واللوم ، من منا يستطيع التعايش مع خناق وخصام كل يوم ؟! فالشخصية النكدية مثل الملح الزائد كلاهما يرفع الضغط .

نريد فى تلك الظروف الصعبة التي تمر علينا ، وفي ظل جائحة الكورونا وكوارثها المتعددة التعامل المرن مع الشخصية السمحة والمحبوبة التي لا تعرف النكد وتبتعد عن كل ما يجعلها متوترة إنفعاليا أو غير ملتزمة بما يليق بالإنسان من تسامح وحب وتفاهم وعطاء ورحمة وخلق رفيع .

كما يجب أن يتصف الإنسان بالمشاعر النبيلة السامية كالمودة والحب الصادق والتضحية والغفران والخدمة وقبول كل طرف للطرف الآخر .

وبناء على ما تم سرده : إبتعدوا عن النكد والنكديين ، فالنكد يبدد طعم الحياة ، ويرفع ضغط الإنسان ، ويسد النفس عن الأكل ، ويصيبه بالأمراض الصحية والنفسية ، بل إجعلوا التفاؤل والإبتسامة طريقكم فى الحياة .

وأخيرا : نسأل الله أن يعطينا قلوبا طاهرة وصامدة ، وأن نصلى جميعا من أجل أن يزيح الوباء والبلاء ، وأن يعم الخير والسلام على أنحاء المسكونة .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.