“كان صاحبي يعرف أنّ أهل الدين كثْر، وأهل الله قِلَّة عزيزة.
لذلك شعر دائمًا أنه غريب في الكنيسة… يَعرف الكنيسة أكبر من أساقفتها.
لكنه يرى استمرار البلادة والجهل والخنوع وانعدام الشخصية في صفوفها، كأنها المكان الأمثل لدحر العبقرية وإطفاء الموهبة”.
“إنّ مائدة الرب التي أقبلوا عليها كانت مائدة الكون أيضًا.
فكانوا ندماء ربهم ليكونوا بعد ذلك جلساء أحبائه، الفقراء من كل دين.
الذين تناولوا القرابين بكل أبعادها يرون مائدة الرب ممدودة إلى أقاصي الدنيا
ولا يسعهم إلا أن يجعلوا حياتهم سعيًا إلى الجياع وقلقًا من أجل الجياع”.
“تحرَّرَ صاحبي من هذه الديانة الكَذوب، من هذا الولاء لوجهاء طائفته المدافعين عن هذه الأخلاقيات التي اصطنعوها.
وفهمَ أنّ ثمة نوعًا من الدين كان حقًّا أفيونًا للشعوب”.
“كان في ضيقٍ مع عبقرية هذا الدهر.
وكان صاحبي يعلم أنّ الدنيا في كل أطرافها واحدة وأنّ الأُصول واحدة، وأنه ليس له بالتالي موضع يسند إليه رأسه.
ولهذا لا أظنّ أنه اختار بين أرض وأرض… وقد تكون البطولة في البقاء إذا كنا دائمًا واقفين على أرض غربةٍ”.