كانت تجربة متميزة، ان استضيف بالأمس، الأحد، سطوراً ليست لى، سألتنى صاحبتها الرقيقة ان افسح لها مكاناً عندى، لأنه مكان “برح” ويشبه ميدان رمسيس أو كما كنا نسميه قديماً ميدان محطة مصر، يعبر عليه كثرون، منهم من هو فى عجلة من أمره فيكتفى بلايك او واحدة من ايقونات الغضب او الحزن او التعجب الفيسبوكية.
ومنهم من يتريث قليلاً ويلقى نظرة على عناوين البوستات على رصيف المحطة، الصفحة، ويمشى، ومنهم من يتعامل مع السطور معاملة الكلمات المتقاطعة.
غير اولئك الذين ينتظرون بعيدا وعندما يشاهدون قطار البوستات يرمونه بالطوب كما كنا نفعل ونحن صبيه مع قطار البضاعة وهو يعبر زمان شارع السبتية خارجا من الباب الخلفى للمحطة قاصدا معسكرات الانجليز أمام كوبرى قصر النيل، مارا بشارعنا، الذى يفصل بين حى بولاق وحى الازبكية.
ومنهم من يتذكر مظاهرات شباب تلك الحقبة فيطلقون معهم حناجرهم منددين باطروحات الصفحة “الجلاء التام أو الموت الزؤام” ، ويجودون من عندياتهم باضافات اتهامات العمالة والهرطقة، ومفردات قاموسهم المتميز المتناسب مع ما تعلموه فى محراب المعلمين الجدد الذين شكلوا وجدانهم وعقلهم وأسروه.
تجربة الاستصافة، وردود وتفاعل مرتادى الصفحة، اضافت لى الكثير، وحفلت بالكثير الذى سأتوقف عنده فى سلسلة ممتدة من احاديث الهوامش تخرجنا من حالة الرتابة التى تحاصرنا.سلام …. الى ان نلتقى غداً.كمال زاخر