كمال زاخر
لعلنا تنتبه الى أن الدير الأثرى بصحراء الفيوم بمنطقة الريان صار مهجوراً لقرون، ولم يتبق منه الا مغاير طمرتها عوامل الطبيعة حتى قصدها الأب متى المسكين ومعه عدد قليل من تلاميذه واعادوها بعد ازالة الأتربة لتصلح للسكن، ثم خرجوا منها لدير انبا مقار بعد المصالحة مع البابا كيرلس السادس وفقاً لما جاء فى كتاب السيرة الذاتية للاب متى المسكين الصادر عن الدير بعد نياحته.
أما جهد ابونا اليشع وتأسيسه عدد من المنشآت الديرية فى سعيه لاعادة اعمار المكان فهو أمر اعترض عليه الأب متى وحذره منه، بحسب شيوخ رهبان أبو مقار، لأنه يعرف طبيعة المكان ومعاناته الصحية فيه بسبب ملوحة مياهه، وهو جهد فى جانب أخر وجد دعماً فوقياً، لمسه كل من عاصر سنوات التعمير، مع اختلاف الهدف بين ابونا اليشع وبين هؤلاء الداعمين. ويبقى تساؤل هل التوحد فى هذا المكان، او ضمان مصدر يفى بضرورات الحياة فيه يحتاج آلاف الافدنة؟!!.