خريج هارفارد يتبرع لجامعته ب 400 مليون دولار … أما أنا فقد مررت ذات يوم منذ 20 عاما بجانب مدرستي الإبتدائية في الروضة بالمنيل ، فأوقفت السيارة ودخلت إلى ساحة المدرسة أتأمل مواطن الذكريات
وسائني مدى تهالك الأصول والكراسي ، فأحببت أن أمنح نفسي نيشاناً حضاريا واتجهت إلى غرفة الإدارة ، وكانت المديرة فيها بمفردها ، فقدمت لها نفسي كأحد خريجي هذه المدرسة وأخبرتها برغبتي في التبرع للمدرسة بأي شيء تراه مطلوبا ويناسب إمكانياتي المتواضعة ، فلم تقم للترحيب والإحتفاء بي
ولم تكافئني حتى بابتسامة ، ولم تطلب مني الجلوس وتسألني إذا ما كنت أرغب في كوب من الشاي ، ولم تسألني كيف كان حال المدرسة في أيامي ، وما إذا كنت على صلة ببعض الخريجين القدامى لنشكل مجلس خريجين ندعم به المدرسة ، بل توترت ، ونظرت لي بتوجس قائلة: نحن لا نتلقى تبرعات ، وأي حاجة فيها فلوس ممكن تناقشها مع الإدارة في الفرع الرئيسي
ثم اشاحت ببصرها وانكبت تواصل ما تكتبه في إشارة لي بالإنصراف ، فانصرفت مذهولا أرثي لنفسي ولما وصل إليه حال البشر في بلادي.