الدكتور عماد فيكتور سوريال
احبتي نويت اليوم أن أكتب مقالتي بهدوء عن راهب قمص،هو بالحق مثال الراعي الصالح الذي عاش حياته منذ ولادته شهر مايو عام ١٩٥١ باسم مراد فرح،الي يوم نياحته،وكانت بذكري ميلاده عام ٢٠٢١ ،القمص صرابامون الشايب.
والذي كان أنجيلا معاشا،نفذ وصايا سيده،كما عاش بها محبا للجميع لم يفرق بين دينا،او جنسا،او سنا،او تعليما،او ثقافة،عاش معطاءا للجميع ولما كنت أعرفه منذ قرابة أربعين عاما تجرأت انا الصغير قامة أن أتحدث عن هذا العملاق في نقاط قليلة ،بالطبع لم اوفيه حقه،لكن لعلها محاولة ارجو ان يسامحني علي ضألتها…:
-١) كانت دراسته الانجيل دراسة متأنية،متميزة علمني وآخرين كيف ندرس،وكيف نتأمل،وكيف نسلك بالوصية في ايامي الاولي،وكان دائما يمتلئ ويفيض للجميع من خلال خلواته الكثيرة التي كانت للدراسة والتأمل،كما افادتنا جدا دراساته الفلسفية،التي درسها إذ هو خريج من الآداب قسم الفلسفة.
٢) كان محبا جدا في معاملاته مع سكان الدير قبل اخلاءه من السكان اللذين كانوا يسكنوه بالمخالفة للقواعد الديرية،وساهم في اخلائهم بحب مع رئيس الدير ذاك الحين القمص انجيلوس الذي كان تلميذه،وتتلمذ علي يديه،ويد الانبا باخوم.
٣) بعد أن تم ندبه من قبل البابا المتنيح أمينا لدير القديسين بالطود،الأقصر كان راهبا عمالا جدا،لم ينسي قانونه الرهباني،لكنه كان عمالا للوصايا التي أهمها المحبة،فجعل من دير القديسين منارة حب للجميع دون تفرقة،بعيدا عن المظاهر وقام بالآتي علي سبيل المثال لا الحصر :
ا) ترميم الدير الأثري مع الحفاظ علي اثريته،وتعميق البئر وعمل سور حولها للحفظ عليها.ب) اهتم برعاية الاطفال فأنشأ حضانة لثلثمائة طفل ويزيد حديثة جدا بل وعالمية،كان يجلس مع الاطفال يعلمهم الانجيل كما علمنا قديما،لايمانه العميق بأهمية تنشئة الطفل تنشئة مسيحية حقيقية.
ج) أعاد ترتيب القبور ،وعمل سور وفساقي نقل لها العظام،منشئا فسقية لكل عائلة بالطود،وبقية المساحة زرعت حديقة جناء معطيا جمالا ما بعده جمالا مثل قبور الأرمن واللاتين قديما.
د) أنشأ كاتدرائية دورين فخمة جددا تسع قرابة الألف من المصلين.
ه) أنشأ مجمع طبي،كان يستغل للقوافل الطبية التي يشرف عليه ابونا داود لمعي،كما كانت تؤدي خدمة طبية لأهل الطود جميعا .
و) أنشأ ورش حدادة،وموبيليا ومعارض تبيع لأهل المنطقة بأرخص الأسعار مساهمة لهم .
ع) أنشأ ماركت لبيع البقالة بأسعار الجملة مساهمة لأهل المنطقة.
غ) في الاجمالي،اصبح دير القديسين بشاي وبسنتاؤوس هو بالحق منارة بين أديرة الكرازة المرقسية.
٤) كان أسدا جسورا في الحق غير هيابا من اي سلطان جائر،صاحب كلمة حق وله مواقف لم ولن يستطيع غيره الوقوف،فيها منها كنيسة العديسات التي احرقت،والمدرسة المظلومة ،وكان اب لكل بنت تخطف،ويساندها لحين عودتها،وهو صاحب الجملة الشهيرة “ارعوا بناتكم،للحفاظ عليهم”.
٥) كان مساندا جدا لكل بني وطنه،المظلومين مسلمين،ومسيحيين وله باع في ذلك ،ويسأل عنه في ذلك المحامي الجسور بدوي ابو شنب،وصديقه المحامي حشمت يوسف ابوقرين،كما يسأل عنه الصحفي الجرئ نصر القوصي.
واخيرا ابي الحبيب صرابامون الشايب،ارجو أن تسامحني انا الصغير في القامة الفكرية امامكم،وامام ثقافتكم،وامام محبتكم،فيما لم اذكر من اعمالكم،،،وارجو أن تذكرني امام عرش النعمة ليعينني الرب كما أعانك.