كريم كمال
الكتابه عن فنان بحجم سمير غانم ليس بالأمر السهل لأنة يعيش في وجدان كل واحد مننا بأعمال خالدة وبلا ادني شك النجم والفنان الكبير سمير غانم أسطورة يصعب تكرارها في عالم الفن وخصوصا في مجال الكوميديا حيث مثل سمير غانم ظاهرة فنية لم تحدث من قبل لان الممثل الكوميدي عندما يصل عند سن معين وقد لا يستطيع إضحاك الجماهير بنفس القدرة وهذا حدث مع الكثير من ملوك الكوميديا في مصر والوطن العربي ولكن سمير غانم خلال اكثر من خمس عقود استمر علي عرش الكوميديا محبوب من كل الأجيال بل ينتظر عروضة المسرحية الصغير قبل الكبير .
ولذلك أسباب عديدة منها الموهبة الفذة وكاريزما الحضور الطاغي وخصوصا علي خشبة المسرح والقدرة علي تقديم الجديد باستمرار بجانب القلب الأبيض الذي لا يعرف مكان للكراهية او الحقد وهو ما انعكس علي شخصيتة الفنية وخصوصا عند الأطفال من جيل الي جيل لان الطفل لا يحب الا الإنسان ذو القلب الأبيض وهذا يحدث بالفطرة.
شاء القدر ان أتعرف صدفة علي الفنان الكبير سمير غانم منذ اكثر من ١٥ عام من خلال احد أفراد عائلتي الذي كان صديق للفنان الراحل وتعددت اللقاءات والاتصالات التليفونية بيننا واشهد انه كان إنسان طيب للغاية ملتزم في حياته جدا مهذب الي ابعد الحدود ولا يتكلم كثيرا ويحب الصمت والهدوء ومنذ اللقاء الأول لم اخفي إعجابي بالأستاذ سمير وخصوصا استيل ملابسة المميز الذي كان يبهرني كثيرا لدرجة شرائي لعدد من القمصان والبدل تنتمي الي نفس الاستيل وقد لاحظ ذلك في لقاء جمعنا وقال لي انت لابس القميص ده عشان جاي تقابلني فأسرعت بالكلام وقلت لة ده الاستيل اللي انا بحبة من زمان جدا فقال لي وايه اللي عجبك في الاستيل ده فقلت له لانه استيل نجمي المفضل اللي هو حضرتك فضحك وقال لي انا عندي غرفة كاملة تمتلي بهذة الملابس ومستعد اعطيها لك هدية فضحكنا وشكرته بالطبع علي ذوقة.
شريط طويل من الذكريات يمر امام عيني لفنان قادر علي انتزاع الضحك من اي أنسان حتي لو شاهدة وهو مثقل بكل هموم الدنيا بجانب الحضور الطاغي علي المسرح حيث كانت نظراتي وعقلي وأيضا قلبي في حاله تركيز كامل منذ ظهورة علي المسرح وحتي انتهاء العرض ومثلي كل الحضور الذين يأتون بأطفالهم وعائلتهم الي مسرح سمير غانم المسرح الراقي الذي يشع فن ويشاهده كل أفراد العائلة بلا خجل لأنة يقدم الفن المسرحي في أرقي صورة.
وابداع سمير غانم في المسرح كان بالتوازي مع ابداعات اخري في السينما والتليفزيون حيث قدم أعمال خالدة فمن منا لا يتذكر كابتن ميزو او فوازير سمورة وفطوطة ومن من لا يتذكر إفيهات النجم سمير غانم الشهيرة ومن أبرز هذه الإفيهات “فشر يا روحى إحنا غلابة”، من مسرحية المتزوجون، و”امسحى دموعك يا آمال”، من مسرحية أخويا هايص وأنا لايص ومن بين الإفيهات التى اشتهر بها أيضا “الكورة فيين الكوررة فيين”، من فيلم الزواج على الطريقه الحديثة، و”العريس متين والعروسة متينة”، من مسرحية المتزوجون وفي اعتقادي الشخصي لا يوجد مصري بل عربي لا يحفظ هذة الافيهات علي ظهر قلبة.
ولا يمكن ان نتحدث عن سمير غانم دون ان نتحدث عن فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي ظهرت في ستينات القرن العشرين وتعد من أقوي وأشهر الفرق التي ظهرت في تاريخ الفن المصري حيث مثل الثلاثي سمير غانم وجورج سيدهم والضيف احد احد اهم الظواهر الفنية الناجحة ومنها انطلق النجم والفنان سمير غانم الي ادوار البطولة في المسرح والسينما والتليفزيون وقد قدمت الفرقة العديد من الإعمال الفنية التي حققت نجاح منقطع النظير ومنها في المسرح (طبيخ الملائكة … فندق الأشغال الشاقة … حواديت … كل واحد وله عفريت … الراجل اللى جوز مراته … موسيقي في الحي الشرقي … جوليو ورومييت … المتزوجون … اهلاً يادكتور ).
وفي السينما ( شاطئ المرح … 30 يوم في السجن … فرقة المرح … القاهرة في الليل… منتهى الفرح …رحلة السعادة … الزواج على الطريقة الحديثة … شنطة حمزة … المجانين الثلاثة … العميل 77 … نشال رغم انفه … لسنا ملائكة … شباب مجنون جدا … افراح … حلوة وشقية … واحد في المليون … الشقيقان … الحرامي ).
سمير غانم صانع البهجة عن جدارة واستحقاق في العصر الحديث دون منازع وملك الكوميديا الذي أضحكنا من قلوبنا طول حياتة ولكن يوم ان رحل عنا أبكاني وابكاء الملايين بكاء شديد لأنة فنان وانسان عايش في وجدان كل واحد منا ومن يتابع صفحات التواصل الاجتماعي سوف يجد ان هناك حالة عامة من الحزن تسود الجميع بل تجد كلمات النعي التي ينشرها الناس تشير الي فقدان فرد من عائلتهم وليس فنان مشهور ويمكن دة اكبر نجاح حققة الفنان سمير غانم وهو انة استطاع ان يكون فرد من عائلة كل مصري وعربي وارجع وأقول قلبة الأبيض كان سبب أساسي ورئيسي في ذلك … سمير غانم فنان وانسان لم يدخل في خلاف في المجال الفني او في الحياة بشكل عام مع اي أنسان علي مدي اكثر من ستة عقود لذلك سمير غانم ظاهرة فنية وانسانية لن تتكرر.
رحم الله النجم والفنان الكبير سمير غانم العزاء لزوجتة الفنانة الكبيرة دلال عبد العزيز وبناته الفنانة دنيا سمير غانم والفنانة أيمي سمير غانم ولكل محبي الفنان الكبير الراحل في مصر والوطن العربي … رحل سمير غانم ورحلت معه جزء مهم من ذكرياتنا الجميلة ولكن سوف يظل صانع البهجة لجيلنا ولكل الأجيال القادمة باعمال فنية خالدة تركها لناموافقةرفض