أمل فرج
قذافي فرج السفاح الأكثر، و الأشهر فتكا، وحيلة، ودهاء، وعنف في تاريخ الجريمة في مصر، والذي أثارت جرائمه في القتل، وأسلوبه الشاذ، العنيف اشمئزاز، وذعر الجميع، تظهر لنا نتائج صادمة، غير مرضية للمجتمع أمام حجم جريمته، وتوقعات مدهشة للرأي العام، وفيما يلي نسرد تفاصيل ما كشف عنه الطب النفسي للسفاح، والذي فاجأ الجميع بشأن توقعات الحكم عليه.
قرار جديد للمحكمة
على مدار 7 أشهر من كشف الستار عن سلسلة جرائم قذافي فراج عبد العاطي، المعروف إعلاميًا بـ«سفاح الجيزة» وعقب حصوله على حكمين بالإعدام في قتل صديقه «رضا» وشقيقة زوجته «نادين»، قررت المحكمة اليوم خلال نظر محاكمته في قتل زوجته فاطمة زكريا، إيداعه شهرين في مستشفى الأمراض العقلية للكشف الطبي عليه وبيان معاناته من مرض نفسي من عدمه.
مفاجآت مستشفى الأمراض العقلية بشأن السفاح
وعن مصيره داخل مستشفى الأمراض العقلية لمدة شهرين قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية أن المتهم سيخضع داخل المستشفى لرسم مخ، وتطبيق مقاييس وأدوات الاضطرابات النفسية، وسيخضع للملاحظة طوال هذه الفترة لبيان مدى سلامة قواه العقلية والتي ستظهر في أشعة كهروماغنطسية سيتم وضعه عليها حتى لا يتم الخداع أو التحايل ، ثم يكون هناك لجنة يعرض عليها باستمرار تقيم هل جرائمه تتماشى مع المرض النفسي مع نوع الجريمة المرتكبة.
وأضاف «هندي» أن السفاح مخه يختلف عن الإنسان العادي فبتحليل الأشعة المقطعية عليه سيتبين أنه هناك مجموعة عصبية مسؤولة عن الشر تكمن في فص المخ الأمامي وأشعة «اكس» تظهر كتلة غامقة ولو سفاح الجيزة تم الكشف عليه ستظهر هذه الكتلة لديه والمجموعة العصبية التي تشير لتاريخه العنيف.
وأضاف أن هناك “كرموسوم Y” عند السفاح يكون عاليا فيزيد العنف لديه، وهناك حويصلة “الأنجي دالاه”في المخ، ومسؤولة عن التحكم في الأعصاب والعنف والجنس فأي خلل وظيفي فيها يؤدي إلى ممارسة القتل والعنف، والموصل العصبي في المخ إذا حدث خلل فيه يزيد لدى الإنسان الدوافع العدوانية والانتحار، فهذا السفاح لديه تركيبة عقلية مختلفة والعوامل البيولوجية مختلفة وعوامل التربية الاجتماعية فيها عنف منذ تنشئته وكان يشاهد أفلام عنف في الصغر ويشعر فيها باللذة فقتله يمتعه ويشعره باللذة.
وأكد استشاري الصحة النفسية أن المهتزين نفسيًا وارتكابهم للجرائم 14% من البالغين مصابين باضطرابات نفسية، ووفقًا لاحصائية مركز البحوث الجنائية فحوالي 8 مليون شخص مصاب باضطرابات نفسية و60 % منهم يفكرون في الانتحار و18 % يرتكبوا جرائم أخرى ، فهناك جرائم ترتكب تحت وطأة المرض النفسي فالمريض النفسي لا يؤثم قانونًا على أفعاله ولكن القانون فيه أن أي إنسان يرتكب أي جريمة وهو مجنون رسمي يعفى من العقوبة وهذا غير صحيح وغير علمي لان لفظ مجنون ولا يوجد في أي مصطلح نفسي ولا في الصحة العالمية.
الحالة التي قد يفلت فيها سفاح الجيزة من الإعدام
وعن متى يعفى السفاح من العقوبة؟ أجاب «هندي» عندما يكون نوع الجريمة المرتكبة يتماشى مع الاضطراب العقلي الذي ينتابه فلا يجوز لأي مريض يحضر شهادة رسمية عن جريمته فيعفى من العقوبة الجنائية، أو مكوثه في مستشفى الأمراض العقلية مدة تصل لثلاثة شهور يظهر فيها بعض التصرفات المخلة فيعفى من العقوبة بشهادة لأن هذا يعد تحايلا على القانون.
وقال استشاري الصحة النفسية، أن السيكولوجية النفسية التابعة لسفاح الجيزة مختلفة تماما عن أي قاتل عاد،ي فدائمًا يكون القتل غير عشوائي فيكون مدبر ومخطط ويتسم بالثابت، وفي بعض الأحيان يتحول لهواية ويقبل على تكرارها بدليل أنه ارتكب 5وقائع قتل متتالية لأشخاص قريبة منه وبنفس الشكل فهو منتقي لعدد من الضحايا بناءًا على اعتبارات نفسية أو جنسية .
و أشار إلى أن يعتبر «زير نساء» فينتقي الضحايا من السيدات بخلاف صديقه، فهو عقب زواجه واستمتاعه من الضحية ويشبع كل رغباته الجسدية والجنسية تتحول الضحية عقب ذلك لحمل عليه وتهدد من آمنه والتسبب في فضحه، فيخطط للتخلص منها وقتلها بنفس طريقة قتل السابقين.
تفاصيل طبية بشأن دوافع القاتل في جرائمه
و لفت إلى أن الدوافع النفسية وهاجس الجنس هو الذريعة الأساسية لارتكاب سفاح الجيزة جرائمه، فهو قتل صديقه ونجح في إخفاء معالم الجريمة فكررها عدة مرات، فهو لم يقتل بهدف نبيل أو من أجل الأموال ولكنه قتل لإبراز القوة وإثبات ذلك بالتخلص من كل من يضايق، فالقتل عنده كنوع من الشعور بالقوة والكفاءة النفسية.
وتتسم جرائم السفاح بالثبات النسبي لطريقة الاعتداء على ضحاياه وبالتالي دفنهم جميعًا بملابسهم ، وهو لا يقتل نتيجة موقف عارض أو سبب اندفاعي ، هو لديه ثبات ورؤية ودائمًا يقتل بـ«مسطرة واحدة» أي خطة واحدة.
أنواع السفاحين في الطب النفسي
فالسفاح عمومًا عبارة عن ثلاثة أنواع سفاح نوابي أي تتولد لديه نوبات معينة، و السيكوباتي، والفصامي ، فسفاح الجيزة هو خليط بالنوعين الأولين فهو تنتابه نوبات عنف جامحة مع السيدات في قتلهم وممارسة الجنس معهم، وهو يكون إنسان طبيعي أمام الناس ولكن لا يثير أي شبهات وإنما في الحقيقة قتلهم في حالات نفسية معينة ونوبات خوف من الفضيحة، وهذا موجود في تكوينه النفسي كما أنه معادي ومضاد للمجتمع ويعادي على سلوكيات وأخلاقيات المجتمع، وقوانينه نصاب ومعتاد الغش والتضليل مثل فتاة الإسكندرية التي استولى على أموالها فهو منعدم الضمير ، ولا يكترث بالألم النفسي للضحايا وأقاربهم.
وأضاف «هندي» أن السفاح يقتل بدم بارد ولا يشعر بالندم أو الذنب فهو قتل جميع ضحاياه في مكان واحد وبنفس الطريقة ولم يتعلم من أخطائه ولكنه ثابت ومخطط لجرائمه .
قرار المحكمة
كانت قررت المحكمة إيداع قذافي فراج عبد العاطي المعروف إعلاميًا بسفاح الجيزة، في اتهامه بقتل زوجته المجني عليها فاطمة زكريا، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، لمستشفى الأمراض العقلية لمدة شهرين لبيان معاناته من اضطرابات نفسية أو مسئولية جنائية دفعته للقتل ، ونظر القضية في جلسة 23 سبتمبر.