بشأن التسريبات الصوتية للراهب فيلوباتير المقاري ووائل سعد (الراهب إشعياء المقاري سابقاً – والمحكوم عليه بالإعدام في مقتل رئيس ديره الأنبا إبيفانيوس)
إلى الأحباء في كل مكان، المتابعين لقضية مقتل القديس الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أنبا مقار، وما خلفها من تداعيات وردود أفعال عقب إعدام قاتله (الذي هو الآن بين يدي الرب ضابط الكل وله وحده تبارك إسمه الحكم في مصيره الأبدي) …إنتشرت عبر وسائل السوشيال ميديا بين متابعين القضية الأخطر في تاريخ كنيستنا المعاصر، تسريبات صوتية بين الراهب فيلوباتير المقاري ووائل سعد (الراهب إشعياء المقاري سابقاً _ والمحكوم عليه بالإعدام في مقتل رئيس ديره).
وللمرة الثانية تلقى التسريبات الصوتية رواجاً كبيراً وإهتماماً بالغاً، أثارت حفيظة الكثيرين وصدمتهم، على الرغم من إنتشارها في المرة الأولى منذ ثلاث سنوات عقب الحادث الدموي.
وقد صب البعض ويلات غضبهم ضد ما سمعوا، وضد الراهب الآخر الأب فيلوباتير المقاري.
في الحقيقة كنت أود ألا أخوض في ذكر بعض التفاصيل الخاصة بهذا الملف الصادم والمعثر، لولا أن أحد الأصدقاء طلب مني أن أكتب تنويهاً بشأن الأب فيلوباتير _الطرف الآخر بالتسجيل_ والذي لازال راهباً على قوة الدير، ولم أشأ أن أكتب قبل الرجوع لأحد الشيوخ بالدير محل ثقة.
ففي إتصالي بهذا الأب، أخبرته بأنه نمى إلى علمي أن الراهب فيلوباتير قدم إعتذاراً لقداسة البابا البطريرك ولمجمع الدير طالباً الحل عما إقترفه في ذلة وضعف سابقة، وهي أيضاً سابقة للحادث بفترة – أما أبي الممتليء حكمة وأبوة أضاف، .. “هو قال للبابا أنا يا سيدنا قلت في التسجيل ألفاظ مش كويسة، وبعترف بيها أهو، كان فيه ظروف خلتني أقول كدة وأنا ندمت.
وأخذت قانون توبة من أب إعترافي، بسبب الموضوع ده – ومنعني من التناول لفترة.
وأنا بعترف بيها يا سيدنا وحاللني، يعني الموضوع وصل للبابا وخلص” (أنتهى تعليق الشيخ الجليل)
الأصدقاء المحبوبين، هذا هو الجانب الآخر الذي لا يعلمه الكثيرين، وهو خاص بتدبير أحد الأديرة الكبيرة في كنيستنا، ولولا ما حدث وصار مشاعاً للعالم كله، ربما كان من المستحيل تداول مثل هذه التسريبات الصوتية المهينة روحياً وإنسانياً.
لقد قبل أبونا البطريرك في محبة هو ومجمع الدير، إعتذار الراهب – وهو الآن بين أخوته بالدير، يجاهد مثل الكثيرين منهم ومنا، ونحن لا نعلم خفيات القلوب والإقتراب من خطأ لشخص لازال قيد الحياة وله خصوصية كراهب، هو أمر شأن القيادات الكنسية _لا شأننا_ وموقف حساس للغاية، كما أنه ليس من السهل علي أن أنقل مثل هذه الأخبار (سواء حلوها أو مرها)!أرجوكم أرحموا هذا الراهب وأغلقوا هذا الملف، أعطوا أحد الأعضاء بجسد المسيح فرصة للتوبة، كما يعطينا الله كل يوم _وقد نكون أكثر منهم سقوطاً، بل ربما منا من لم يتخذ خطوة شجاعة في التوبة كما فعل الرجل علانيةً_ .. أرجو ألا نخلط كل الأمور معاً، ولسبب الغضب لرحيل الأنبا إبيفانيوس بهذه الطريقة الوحشية، ننهش في جسد المسيح ونشهر بالكنيسة ونكيل للدير وللحياة الرهبانية ونطيح بكل مباديء إنجيلية طالبنا بها الرب.
بالنهاية أرجو أن تصلوا لأجل نفس هذا الراهب ليكمل جهاده ويجدد دعوته الرهبانية لتكون بحسب قلب الله، فالله لا يشاء موت الخاطيء مثل أن يرجع وتحيا نفسه.
وبالختام أضع قول للأب متى المسكين، لم أجد أحلى منه لتدعيم الفكرة، يقول ..”تتغامز الغنمات الساقطة عند سقطة الراعى، أما التقيات منها فيحنين ركبهن لإقامته “سلاماً وبنياناً لكنيسة الله
أيمن عريان