تداول مؤخرا على صفحات الفيسبوك قصيدة الشاعر هشام الجخ «3 خرفان» ، على نطاق واسع، بالتزامن مع الهجمة الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، اعتبرها البعض «مسيئة للشباب وللمرأة المصرية»، وأبرزهم الفنان نبيل الحلفاوي.
ويقول مقطع من القصيدة: «فلسطين نسوانها رجالة، هم اللي عمّالة، وإحنا اللي قوالة، عندينا تبقى الست ولدها طول الباب، وتخاف يروح مشوار، وهناك حريم من غضب، شايفين عيالهم دهب، وعشان ما يلمع زيادة، لازم يدوق النار».
وأعاد نبيل الحلفاوي تغريد المقطع عبر حسابه على «تويتر»، وعلّق: «بيقولوا قصيدة قديمة، بغض النظر حتى لو قديمة مش فاهم إيه اللي يخلي بني آدم علشان يشيد بحد يقوم يهين أهله على غير الحقيقة. منتهى الرخص والانسحاق».
وعلقت متابعة فلسطينية على تغريدة نبيل الحلفاوي: «ربنا ما يوريك ولا يوري حدا إلى بتشوفوا المرأة الفلسطينية»، ليرد عليها الحلفاوي: «يا ستي على عيننا وراسنا المرأة الفلسطينية.. وقلوبنا معاكم وربنا يعلم. وطول عمرنا معاكم بغض النظر عن خطايا خسرتنا كتير وخسرت القضية.
مازالت فلسطين وشعبها جرح ينزف منذ وعينا وحتى الآن.
لا نعترض على الإشادة بالمرأة الفلسطينية. ولكن على إهانة غير مبررة لأهلنا وسيداتنا العظيمات».
كان هشام الجخ رد على الهجوم الذي تعرض له بسبب قصيدة «3 خرفان»، وكتب عبر صفحته على «فيسبوك»: «تعقيبا على العديد من الرسائل التي وصلتني من أصدقاء يعبرون عن استيائهم من جملة في قصيدة (3 خرفان)، حيث اعتبروني قد نفيت عن شباب مصر صفة الرجولة والشهامة والوطنية وجعلتها فقط في الشباب الفلسطيني.. حاشا لله».
أضاف: «أولا القصيدة مكتوبة منذ قرابة العشرين عاما في حادثة استشهاد (محمد الدرة) الشهيرة إبان الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في سبتمبر ٢٠٠٠.. وكانت الشعوب العربية آنذاك تعيش حالة من التراخي والتغييب، فكان عليّ كشاعر شاب متحمس أن أستنهض الهمم من خلال قصيدة بها ما بها من جلد الذات وعتاب النفس».
تابع: «أما الآن.. وبعد واحد وعشرين عاما من كتابة القصيدة، فقد تغيرت أشياء كثيرة ومفاهيم عدة مما يحمّل القصيدة معانٍ أخرى لم تكن في مخيلتي وقتها، ولم أتصور أن يتم تفسيرها بهذا الشكل بعد عشرين عاما».
واصل: «لقد حزنت كل الحزن عندما علمت أن البعض قد فهم القصيدة على أنها تقليل من شأن أبطالنا وشهدائنا،
كيف أقلل من شأن أبطالنا وأخي العميد محمود كامل الجخ بالقوات المسلحة؟ وأبي -رحمه الله- شارك في حرب ٥٦، وأمي -رحمها الله- كانت ضمن قوات الدفاع الشعبي إبان حرب ٦٧، وكيف يتم فهمي على هذا النحو
وأنا من كتب عن بطولات قواتنا المسلحة في حرب ٦٧، وعن بطولات قواتنا المسلحة في نصر ٧٣، وفي رثاء الشهيد أحمد المنسي الأسطورة ورفاقه، ومازلت لا أتوانى عن المشاركة في تكريم أسر شهداء ومصابي الشرطة والجيش في الحرب الحالية ضد الإرهاب، ومازلت وسأظل أكتب وأتغنى في حب مصر».
وختم قائلًا: «أطلب من حضراتكم أن تنشروا مقالي هذا على صفحاتكم لكي يعلم كل الناس
أن القصيدة قديمة وأنها تتحدث عن حال الشباب العربي عامة وليس مصر فقط
وما كنا نعيش فيه من إحباط وتغييب وعدم إدراك لقضايانا العربية.. ويجب أن يعلم الجميع أن هشام الجخ
لا يمكن أبدا أن يكون هذا الشخص الذي يقلل من شأن بلاده أو أبطال بلاده العظماء.. كل التقدير لحضراتكم».