هاني صبري – المحامي
أعتاد عدد من جماهير النادي الأهلي ، التنمر على لاعب نادى الزمالك محمود عبد الرازق “شيكابالا”، وآخرهم في المباراة التي أقيمت بين الفريقين في 10 / 5 / 2021 في مسابقة الدوري العام.
وقد آثار هذا الأمر حالة من الغضب والاستياء الشديدين بين الجماهير المصرية بمختلف انتماءاتهم ، ودافعوا عن نجم الزمالك الذي يعتبر من أمهر من أنجبت الملاعب المصريّة وتضامنوا معه.
فضلاً عن مخالفة النادي الاهلى لقرار منع حضور الجماهير للمباريات باعتباره المنظم للمباراة والسماح بدخول إعداد كبيرة من الجماهير وليس خمسون فرد من الأعضاء كما حدد خطاب اتحاد الكرة لكلا النادين ، ووفقا للوائح المنظمة للبطولة خاصة المادة ١٤ من اللائحة يعتبر النادى المنظم للقاء خاسر ، وهذا ما تم تطبيقه مع نادى الزمالك فى مباراة حرس الحدود عام ٢٠١٤ ، وكذلك ما تم تطبيقه من قبل اتحاد كرة السلة فى لقاء الفريقين المقام بنادى الزمالك فى شهر أبريل الماضى.
ولكن اللجنة الثلاثية المؤقتة لإدارة اتحاد كرة القدم لم تطبق القوانين واللوائح ضد النادي الأهلي وجماهيره، وقامت بإيقاف شيكابالا مباراتين وتغريمه 50 الف جنيه الذي تعرض للتنمر والسباب الجماعي.
ويعرف “التنمر” وفقاً للقانون بأنه كل قول أو استعراض قوة أو سيطرة للجاني، أو استغلال ضعف للمجني عليه، أو لحالة يعتقد الجاني أنها تسىء للمجني عليه، بسبب اللون أو الجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية، أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه أو إقصائه عن محيطه الاجتماعي.
ويعد التنمر شكل من أشكال الإيذاء والإساءة الموجه ضد اللاعب ومرفوض شكلاً وموضوعًا ويشكل جريمة فى حق الإنسانية قبل أن تكون جريمة جنائية. فالرياضة سلوك أخلاقي وجدت للمتعة وليست للكراهية ونبذ الآخرين من خلال التنمر والعنصرية والتعصب.
جدير بالذكر إن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” قام بتشديد العقوبات ضد السلوك العنصري أو التمييزي في ملاعب كرة القدم من أجل الحد من انتشار هذه الظاهرة.
وتنص عقوبات الفيفا على فرض حظر جزئي على جماهير الأندية التي تمارس السلوك العنصري.
ولم تتوقف العقوبات عند الحظر الجماهيري فحسب، بل وأيضاً إصدار عقوبات تصل إلى غرامة مالية لا تقل عن 20 ألف فرانك سويسري كدفعة أولى.
وفي حالة تكرار السلوك العنصري من جماهير نفس النادي المعاقب، فإن العقوبة سوف تتضاعف إلى الاستبعاد من المسابقات أو خصم النقاط من رصيده.
ويقرر الفيفا أيضاً تطبيق عقوبة الحرمان لـ 10 مباريات على الأقل من دخول المباريات على أي شخص يقوم بالإساءة لكرامة أي بلد أو شخص أو مجموعة من الأشخاص من خلال كلمات تمييزية بسبب اللون أو العرق أو أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي وضع أو سبب آخر.
ويكون لدى حكام المباريات ثلاث خطوات في حال وقوع أي انتهاك عنصري، أولها إيقاف المباراة من أجل التوقف عن ذلك، وآخرها إلغاء المباراة واعتبار الفريق الذي مارست جماهيره تلك الانتهاكات خاسرا ، وينطبق هذا القانون التأديبي على جميع المسابقات التابعة لفيفا وكذلك المباريات الودية التي تشمل الأندية والمنتخبات الوطنية.
كما حدد القانون المصري عقاب المتنمر بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وتشدد العقوبة بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه ولا تزيد على مائة الف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا وقعت الجريمة من شخصين أو أكثر أو كان الجاني من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه.
يجب التعامل بكل حزم وفقاً للقانون لمواجهة ظاهرة التنمر لأنها تشكل خطراً يهدد المجتمع ، ولابد من وجود اتجاه اجتماعي للتوقف عن التنمر، ولا سيما أن الكثيرين لا يعرفوا معنى التنمر، إذ أننا نتعامل مع هذا الفعل باعتباره سخرية وفكاهة، لكن في الحقيقة يتعلق الأمر بجريمة مكتملة الأركان، تؤثر بشكل كبير وضخم على ضحية التنمر، ويجب التوعية بمخاطرة والقضاء عليه وأن تتكاتف كافة الجهود لمواجهته.
بناء عليه نطالب بسرعة ضبط الجناة والتحقيق معهم وفِي حالة ثبوت التهمة عليهم فيجب إحالتهم لمحاكمة جنائية عاجلة وتطبيق أقصي عقوبة مقررة عليهم وفقاً للقانون وذلك لتحقيق الردع العام والخاص ولمنع كل من تسول له نفسه أرتكاب مثل تلك الجريمة اللإنسانية.
كما نطالب اللجنة الثلاثية لإدارة كرة القدم تطبيق عقوبات صادمة لمواجهة أي سلوك يحضّ علي التنمر والعنصرية داخل ملاعب كرة القدم. كما نناشد مجلس النواب الموقر بتغليظ عقوبة التنمر لمواجهة تلك الظاهرة.