جورج كرم
سؤال بسيط لو عرفنا إجابته غالبًا هنرتاح، بس لو رضيوا عننا أسيادنا-وده الشرط الوحيد- رِضَى الأسياد.
من بداية الجائحة العام الماضى فى مصر، عندنا كام كاهن أو راهب كاتوليكي اتنيّح؟
الإجابة يا سيدي(مفيش)!.
مفيش أي كاهن اتنيح السنة اللي فاتت ولا السنة دي بسبب كورونا، ربنا يدومها عليهم نعمة ويحافظ على نفوسهم وبيوتهم كلهم.
طيب عندنا إحنا الأرثوذكس كام كاهن اتنيح بسبب كورونا ؟ 10 ولّا 20 ولّا كام؟ الإجابة أكتر من( 50 ) كاهن واحتمال يكونوا وصلوا لل(60) كمان خلال الأيام اللي عدت .
طيب عندنا كام كاهن أُصيب وربنا كرمه وخفّ؟ أعتقد كتير، وكتير قوي كمان.
ممكن حد يردّ عليّ ويقول لي الكاتوليك أقل مننا ودا الطبيعي، لكنّي هقول له إنهم أقلية ف عموم مصر لكن فيه قُرى مُعينة عددهم فيها ضخم جدًا، عندك مثلًا البيّاضية فى ملّوي حوالي(17000 كاثوليكي)، كوم غريب فى طما(4000 كاثوليكي)، الخزندارية ف طهطا (4500 كاثوليكي) العزية فى أسيوط (18000 كاثوليكي) وغيرهم تاني كتير، يعني فى كل قرية من دول فيه كاهن واتنين وتلاتة، وربنا يحميهم مفيش أي وفيّات.
طيب إيه اللي خلّى الموضوع يمشي بسلام كده عندهم.
أقولك يا سيدي إنهم فى بداية الجائحة السنة اللي فاتت، قام السنودس (المجمع المقدس) للكنيسة الكاتوليكية فى مصر بعقد اجتماع طاريء قرروا فيه(تغيير طريقة التناول) واللي كان بيقوم فيها الأب الكاهن بغمس الجسد فى الدم وإعطاءه للمتناول في فمه، فأصبحت إن الأب الكاهن بيغمس كل قطع الجسد ف الدم ويحطّها ع الصينيّة، والمتناول بياخد الجسد المغموس فى الدّم من يدّ أبونا، ويتناول أمام سمع وبصر الأب الكاهن.
كمان مبدأ بوس يد الكاهن أصبحت عادة مش مستحبّة خاصّة مع كاتوليك المُدن وبدات تتلاشى .
وبكده الكاتوليك عرفوا يحموا أنفسهم ويحافظوا على إيمان ولادهم. وأنت شايف وتقدر تقارن بين عدد وفيّات الكهنة عند أخواتنا الكاتوليك وعندنا على الأقل فى الشهر الأخير ده.
طيب تعالى نتأمل ف الوضع اللي حاصل عندنا إحنا كأرثوذكس.ف
ى البداية لمّا لمّح البابا إن هيعرض على المجمع فكرة إلغاء المستير(وكان مجرّد تلميح مش قرار)، ساعتها حماة الإيمان وبعض الأساقفة والكهنة استلموه على السوشيال ميديا واتّهموه بإنه بيخرّب الكنيسة وبيتلاعب بالتسليم الآبائي، وكانت معجنة وفضيحة بجلاجل، والغلَبة فيها لجماعة حُماة الإيمان واللي مشغّلينهم.
لاحظ إن أخواتنا الكاتوليك أخدوا قرارهم بهدوء وما كان من الشعب غير القبول بكل احترام وتقدير وحكمة أنا بحسدهم عليها، لكن إحنا كأرثوذكس نُسكت؟ لأ، نحترم أبونا البطرك؟ مستحيل، نفكّر بعقلنا ونفتّش الكتب ونشوف تاريخ استعمال الماستير هل هو مستحدث ولّا سلمه المسيح للتلاميذ ؟ عيب وحرام! وبسبب تعنّت الكبار واحتمال انفصال بعض أساقفة المهجر(اللي مستنيين الفرصة بإن البطرك ياخد القرار بشكل منفرد فيعلنوا انفصالهم بحجة حماية الإيمان) يرضخ قداسة البابا ويسيب استعمال الماستير أو عدم استعماله خاضع لما يراه أسقف المنطقة، وتستمر الحياة في ظل وجود كام تصريح كانوا الخميرة اللي وصلتنا لمذبحة الكهنة اللي شغاله حاليًا
التصريح الأول: “لو صلّينا من قلبنا؛ عُمر الكورونا ما تقرّب مننا” قالها الأسقف(كان طبيب سابق) وقدامه آلاف الناس بدون كمامات, ومن ساعتها الدنيا عنده توجع القلب، ومن كام يوم كان نيافته أول واحد يجري ياخد المصل! كأنه بيعلن إن صلاته مجابتش نتيجة ولا هتجيب.
التصريح التاني: “التناول مينقلش كورونا؛ لأن نسبة الكحول اللي فى الدم كافية إنها تقتل الكورونا” قالها الأسقف وهو( برضه كان طبيب سابق)، مستغل بساطة معلومات الناس فى الكيمياء، لكن شهادة لله الدكاترة ساعتها عرّفوه إن الكلام اللي بيقوله ده ملهوش أدنى مصداقية علمية، وكميّة الكحول اللي ف الافخارستيا لا تقتل كورونا ولا غيرها، وإن اللي بيقوله دا تدليس على العامة.
التصريح التالت: كان لكاهن مشهور(وبرضه كان طبيب سابق) قال فيه” إن كورونا عقاب من ربنا لينا بسبب شرورنا؛ فلازم نلحق نفسنا ونتوب”، ويشاء القدر إنه يتصاب بيها هو وأهل بيته، لكن ياترى فكّر فى أسباب غضب ربنا عليه وعلى بيته زي ما كان متصوّر؟ أو فكّر فى نفوس اللي مات لهم عزيز أو حبيب بسبب الغضب الإلهي اللي بيتكلّم عنّه؟ وللسبب ده فيه ناس بعدت عن الإله الغاضب المُجرّب بالشرور!
وبين ده وده وغيرهم كتير، خاف الشعب من غضب ربنا، وجري الناس على الكنائس علشان يتناولوا ويصلّوا من قلبهم، لعل الله يرحمهم من غضبه، حتّى المرضى من شعب وشمامسة (متعلّمين وغير متعلمين) كانوا بيجروا على الكنيسة وكأنهم مستنيين التعويذة اللي هتكون سبب فى شفاء جسدهم من المرض اللعين واللي هي التناول، واتملت الكنائس بالمصابين لدرجة إن فيه كهنة مكنتش عارفة تتصرف إزاي! تطرد المصابين ولا تناولهم! معضلة أخلاقية وإنسانية أكبر منهم بكتير.الأبحاث بتقول إن كورونا بتنتقل بالرّزاز وممكن عن طريق اللّعاب؛ فلمّا بيتناول شخص مريض ويتحط الماستير فى بُقّه وبعدين أبونا يناول اللي وراه واللي وراه من نفس الماستير واللي يفضل يتناوله أبونا بنفسه، دا غير غسل الأواني وشرب الميّه اللي فيها، من الطبيعي يكون فيه مصابين، تخيّل معايا كام نفس أصيبت؟ وكام كاهن أخد الفيروس غصبن عنّه بسبب وضع الماستير فى فم مريض وبعدين فى كأس بيتناول منها كل الشعب والآباء الكهنة!
المشكلة الأكبر فى اللي بيحمل المرض ومش باين عليه أعراض، وبرضه بيتناول وبيحصل نفس السيناريو، يعني فكرة اللي شايف نفسه تعبان ميجيش يصلي مش هتكون حلّ للي وصلناله حاليًا.
الشعب معذور؛ لأنه بيطبّق فعلًا اللي اتعلمه ف العقود اللي فاتت من تعليم سطحي هشّ، ومن تصريحات الأساقفة اللي طمنتهم وطلبت منهم إنهم يصلّوا ويتناولوا وميخافوش؛ لأنهم بكده بيهربوا من غضب ربنا
قارن بقى بين طريقة مناولة الكاثوليك حاليًا وبيننا، طريقة الكاثوليك استحالة تنقل المرض لأن التناول بغمس الجسد فى الدم وقبلها تطهير اليد بالكحول والتناول على طول، واللي بيقوم بيها هو المتناول فقط وليس الأب الكاهن ولا الشماس، لكن إحنا كلنا بنتناول من نفس الملعقة اللي بتتحط فى كل فَم (مريض أو سليم أو حامل للمرض دون أعراض).
الخلاصة إن كهنتنا بيموتوا بسببين اتنين والاتنين مستحدثين؛ يعني لو اتوقف العمل بيهم هتفضل الافخارستيا سر إلهي ولن تنتقص شئ.
الأول هو تقبيل يد الكاهن،
والتاني وهو الأهم الماستير, كنائسنا فى الغرب وقّفت الماستير غصبن عنها والدنيا مشيت كويس، ومفيش حالة وفاة لكاهن هناك بسبب كورونا، هنا ف مصىر كل يوم بنخسر كاهن واتنين وأحيانًا تلاتة، وفيه اللي بيتصاب وبيخفّ…اللي بيحصل ده مذبحة للكهنة وخراب لبيوتهم، أضعف حلقة ف سلسلة الإكليروس هم الكهنة؛ لأنهم ببساطة صوتهم ومصيرهم مش مِلكهم، لكن مِلك المطران أو الأسقف.
اتعلِّموا من الكاتوليك، اللي أعلنوا إن الطقس لأجل الإنسان مش الإنسان لأجل الطقس، لاحظوا إن مفيش كاهن اتنيح عندهم بسبب كورونا، بصُّوا حواليكم وشوفوا الخراب اللي إحنا فيه، متستنوش شعب الكنيسة يبقى مسئول؛ لأنه ببساطة متعلمش منكم إنه يكون مسئول، الشعب ده اللي بيرفض يتصور إن الراهب ممكن يقتل، هُمّ نفسهم اللي مقتنعين إن البابا بيخرّب الكنيسة.
فوقوا وكفاية اللي راحوا، ربنا هيجازي كل واحد ع حسب أمانته.
ربنا يحمي كنيستنا وكهنتنا وينور عيون أبونا البطرك والمجمع المقدس ويعطيهم حكمة.
ويزيد أخواتنا الكاتوليك من الحكمة والسلام والتّمثل بالمسيح ابن الإنسان.