جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
أختطف منا الموت في يوم عيد استشهاد القديس مار مرقس، أبونا الحبيب الراهب القمص صرابامون الشايب، وهو تاريخ ميلاده أيضا.
انها ليست صدفة.
لقد فقدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأقباط العالم راهبا وكاهنا مميزا في كل شيء.
فقد كان صوتا لمن لا صوت له. لقد دافع عن حقوق الأقباط ببسالة مميزة وغيرة غير معهودة في العصر الحديث.
لقد كان صغيرا بين اخوته وعظيما بأفعاله ومواقفة الشجاعة.
لقد رحل أسد الأقصر وصوت المظلومين والمضطهدين وعاضد الضعفاء.
لقد رحل بعد سبعين عاما من العطاء والبذل بلا حدود وتخطئ عقبات وتحديات تهز الجبال.
لقد حول المقابر في مدينة الطود الي دير من أشهر الأديرة القبطية في العالم، وأنشاء فيه خدمات تعليمية مثل دور الحضانة، وخدمات طبية مثل مستوصف، وخدمات ثقافية مثل مكتبة بها كتب نادرة وثمينة. وخدمات مهنية مثل مشغل للفتيات والسيدات
وأنشاء أكبر كنيسة في المنطقة داخل الدير. وكانت خدماته للجميع دون تفرقة لطائفة أو مذهب دون آخر.
– كان صديقا للمثقفين والكتاب و رؤساء مؤسسات حقوق الانسان حول العالم.
كانت له شخصية مميزة ونادرة. وكان حبيب الفقراء والمهمشين والمضطهدين.
كان قلبه مملوء بالمحبة والغيرة علي الكنيسة والأقباط بطريقة غير عادية جعلته يتحدى كل شيء من أجل انقاذ نفس بريئة و مساندة الضحايا من أحداث التطرف.
– عمل بكل قوة في كل الظروف ومع كل الحكومات ولم يهاب سلطة عسكرية أو اخوان.
كان في شجاعة مار مرقس وفي حكمة سليمان ويسبح مثل داود النبي، حيث كان يقيم القداسات بعد منتصف الليل – أعرفه منذ أحداث العديسات عام 2006 وظلت العلاقة بيننا تتوطد حتي أستقبلت أبناءه في باريس ثم أستقبلته هو شخصيا، وكان مبهورا بالحضارة والثقافة الأوربية.
– لكلا منا رسالة في الحياة وهو أتم رسالته علي أكمل وجه، فهنيا لك بالفردوس يا أبونا الحبيب، وننتظر صلواتك عنا ليعننا الهنا كما أعانك.
جميل جورجي
